الفصل الأول

1K 46 3
                                    

Writer pov:

داخل ذلك الرواق الخافت الإضاءة والمشوه بفعل آثار
الزمن، جدرانه مصنوعة من الطوب الأحمر لكنها تظهر
سوداء اللون بفعل الأتربة والأوساخ الملتصقة بها. أول ما يلفت انتباهك داخل هذه الأروقة هو مصابيح النيون البرتقالية التي تعج بالحشرات الصعيرة والكبيرة منها، ضف الى ذلك خيوط العنكبوت المنسوجة على طول السقف، كل تلك التفاصيل تجعلك تشعر بالغثيان أكثر من الخوف على الأقل هكذا الحال بالنسبة للممدة هناك .          

..........صدح صوت تلك الخطى كاسرا سكون المكان الذي يسمع فيه دبيب النمل، كان ذلك الصوت يشبه الطرق العنيف على الأرض أكثر من كونه خطى، على مايبدو صاحبها مستعجل لفعل شيء ما.........
Neola pov:

ممددة على السرير المهترئ ذو المرتبة المخضبة بالدماء الجافة والسوداء، نظرا لطول وجودها على هذا النسيج الأبيض. الغبار يملأ المكان، أخذ نفس واحد هنا يعادل تدخين سجارتين.
بالطبع ماذا ساتوقع غير هذا فأنا داخل زنزانة أشبه بمجاري الصرف الصحي فالجرذان تغزو المكان والحشرات تتخذ منه مستعمرات دائمة، الأرضية مغطاة ببقايا الحشرات الميتة وجميع أنواع الأوساخ التي يمكن تصورها بالإضافة إلى كتلة البراز الضخمة الموجودة بتلك الزاوية اللعينة، طبعا فهذه العلبة ذات الأربعة جدران لاتحوي سوى سرير فقط وأي سرير قوائمه صدئة ومتآكلة بشكل يصعب تصديقه فلو لم أكن خفيفة الوزن لإنهار منذ أن لامسه جسدي، غير ذلك فأنا أتجنب القيام بأي حركة لسببين الأول خوفا من أن ينتهي بي الأمر فوق الأرض العفنة ثانيا صوت صريره واللعنة يطعن أذني كالسكين.
هؤلاء البشر حقا ملاعين لو لم أكن مجنونة مهووسة باللعب العادل لما كنت هنا لأكون صريحة التصرف كالبشر بدأ يصبح مثير للشفقة.

على كل علي أن اعتاد على هذا الوضع فربما تطول مدة مكوثي هنا، بالرغم من أنني متأكدة أن هؤلاء الاغبياء لن يضيعوا فرصة كهذه من أيديهم.
حسنا فقط أتمنى أن يسير كل شيء وفق الخطة وأن لا يتغابوا أكثر من اللازم ويتركوني انتظر لمدة طويلة لانه لن أستطيع البقاء هنا ولاسيما أن الجميع سيسعى خلفي بعد أن يذاع خبر القبض علي، طبعا فأنا شخص يجيد صنع العداوات وليس فقط مع البشر ولهذا لن اغامر بإعطاء الخوارق خيطا لتقفي أثري. فلتدعوا فقط ان تنجح خطتي لأنه إن لم تنجح سأقوم فقط بحرق عالم الخوارق ذاك حتى إن كنت سأموت بعدها. بالمناسبة أدعى نيولا وايت هذا إسمي الذي يعرفه الجميع والذي لايعرف حقيقته الجميع، هذا يكفي للآن أعتقد أنني ساغفو قليلا.
غفوت بعدها ورحت أسبح في عالم الأحلام الى ان ايقضني صوت تلك الخطى التي تدب في الرواق وتحطم جدار الصمت الذي كان موجودا حول الزنزانة. في هذه اللحظة تكلمت فاسيليا في رأسي قائلة " يبدوا انهم قرروا المجيء أخيرا"، فاسيليا هو جزء الساحرة داخلي فأنا هجين ساحرة ومستذئب ذئبتي تدعى باسكال بالمناسبة، معظم عالم الخوارق يعتقد أنني مجرد أسطورة أما الباقي من يعلمون أنني حقا موجودة هم من الشخصيات المرموقة في ذاك العالم ولقد سعوا كثيرا لإيجادي وكسبي لجانبهم لكنهم لم يصلوا ابدا الى اي شيء يدل على مكاني.
من صوت الخطوات يمكنني معرفة عدد الأشخاص القادمين نحوي، إنهم سبعة أشخاص.
" حقا سبعة أشخاص أليس هذا إهانة لملكة العالم الموازي" قلتها داخلي باستهزاء. ملكة العالم الموازي هو أحد الألقاب التي يطلقونها علي.
لم يدم الأمر طويلا حتى توقفت تلك الأقدام أمام باب الزنزانة وحل الصمت بعدها، لم اتحرك ولم أبدي أي ردة فعل لازلت على وضعيتي السابقة، ممددة على السرير وأضع مرفقي فوق عيني. لحظات هي ثم صدرت تصادم المفاتيح ببعضها ثم صوت فتح قفل الزنزانة وتبعه صرير الباب الذي يفتح. فتح الباب ثم تلاه صوت تراجع خطوات إلى الخلف ثم حل الصمت مجددا.
" جيد لديهم بعض الآداب" قلتها في نفسي بمرح فردت فاسيليا بثبات "أو ربما يعلمون أنهم ليسوا ندا لك" يبدوا أنها محقة . استقمت بعدها بجذعي ثم وقفت على رجلي من على تلك الخردة الصدأة التي تدعى سرير فقابلني أولئك الرجال ذوي البدلات السوداء والعضلات البارزة التي تصرخ بمدى قوتهم، لكن ورغم قوتهم البارزة إلا أنهم يقفون متأهبين ويراقبون حركاتي بحذر شديد، لم أعي على نفسي إلا وقد خرجت من فمي " تشا" ساخرة وإعتلت وجهي إبتسامة جانبية،ثم أتبعت داخلي قائلة بسخرية تامة" وكأنهم سيصمدون أكثر من ثانية أمامي إن أردت فعل شيء" فردت علي باسكال قائلة بملل" ضيفي إلى مجموعة ألقابك تلك لقب ملكة الغرور لأنه حقا يليق بك وكأنك خلقت من أجله" فرددت عليها بثقة تامة " وهل لديك شك بهذا" فتمتمت "الرحمة" ثم حجبت نفسها.
بعدها أعدت نظري الى الواقفين أمامي وحرصت على توجيهه للذي يتوسطهم ثم قلت ببرود "لنذهب سيد شون ميلر" تصنم للحظة في مكانه وإعتلت وجهه ملامح الصدمة لكنه سرعان ما تدارك نفسه وأومأ وتقدم أمامي وأنا بالكاد أكتم تلك الإبتسامة المغرورة من على شفتي فكيف لا ودقات قلبه تسابق الضوء في سرعتها.
سار أمامي وبجانبه حارسان وأنا وراءه ويحيط بي باقي الحراس أليس هذا مبالغ به قليلا فهو ليس شخصية مهمة ليحتاج لكل هاته الحماية ولا يشكل فريسة ولا هدفا لي فأنا لست من الشخصيات التي تحب اللعب مع الفئران.
مشينا لما يقارب العشرة دقائق داخل تلك الأروقة المقززة ذات الرائحة الكريهة ربما حاسة شمي هي من تزيد الأمور سوءا. وصلنا الى سلم حديدي لا يختلف حاله عن قطعة الخردة التي في الزنزانة، صعدنا بخطوات حذرة حتى وصلنا الى نهايته حيث يوجد ذالك الباب ذو اللون الأخضر الباهت وياللعجب حالته ليست سيئة يبدوا متماسكا لكنه لايزال لايشكل عائقا أمام الهروب على كل لا يهمني أمرهم أنا لا أستعمل الأبواب.
مد أحد الحراس يده وقام بدق الباب 3 دقات متتالية يالها من كلمة سر صعبة بعدها بثواني صدح صوت فتح الباب من الخارج. فتح الباب وتحركنا جميعا بإتجاهه بغية الخروج وما إن وطأت قدمي خارج ذلك المجرور حتى هاجمت أشعة الشمس الساطعة وجهي وعيني، لم أستطع الرؤية ولا حتى فتح عيني وكرد فعل طبيعي قمت بتغطية مقلتي بمرفقي حتى أحجب الضوء قليلا وأعطي نفسي مهلة للتأقلم مع محيطي الحالي. إستغرقني الأمر دقيقة حتى أعتاد على ضوء الشمس وأنزل مرفقي وأتابع سيري أتبع الشخص الذي أمامي او فقط لنقل شون.
عبرنا الساحة الكبيرة بخطى سريعة حتى وصلنا إلى تلك البناية الكبيرة ذات الأربعة طوابق والطلاء الأبيض والنوافذ المحمية بشبكات فولاذية، يبدوا أنها رئاسة السجن.
بها باب كبير ذو دفتين حديديتين تحمي الباب الخشبي الذي بالداخل، صعدنا الدرج القصير ودلفنا من الباب ليظهر أمامنا الطابق الأرضي ذو البلاط الأسود حيث يتوسط المكان سلم مرصع بنفس حبات البلاط وعلى الجانبين توجد العديد من الأبواب المغلقة المطلية باللون الأبيض كحال الجدران تماما، رائحة المكان هنا تسودها رائحة مواد التنظيف، لا شيء آخر حقا مثير للإهتمام في هذا الطابق لايوجد أحد أو باب مفتوح ولم أستشعر أي وجود لأشخاص في هذا الطابق.

..........................
يتبع

مرحبا بالجميع هذه أول رواية أقوم بكتابتها أتمنى أن تنال إعجابكم .

الفصل لم يتم تدقيقه بعد.

أية إقتراحات بخصوص حجم الفصل أو أيام التنزيل ؟
شكرا لكم على الدعم مسبقا إحظوا بقراءة ممتعة.

Kaus Triangle مثلث كاوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن