«يكون الحُبّ للآخرينَ ضعفًا، وأحيانًا قوّة، لكِن؛ حُبّيَ كانَ جدارًا صلبًا، أتّكِئ عليه، حينَ يُصبِح الوهن مرضًا.»
«بيلا، ماذا تفعلين؟ هل لديكِ موعد مُدبّر حتّى تتأنّقي بهذا الشّكلِ؟» عقدت بيلا حاجبيها بتعجبٍ وأدارت وجهها للخلفِ مُتبيّنةً هُويّةَ القائل، فردّت ببسمةٍ ساخِرة:
«ما شأنكِ أنتِ أيتها الأخت الشمطاء؟ لستُ مثلكِ، أذهب لمواعيدَ مُدبّرة بعددِ الدّقائق التي أتنفسها.»نفخت الأخيرة بغضبٍ حاولت كبحه، نظرت لها بازدراءٍ، والتفّت عنها مُتمتمةً ببعضِ عبارات السّبِ، فضحكت بيلا بسخريةٍ وهزّت رأسها بيأسٍ منها.
قد تكون الأخت الشمطاء سيّئة بالفعل، ولكن لديها قلب صافٍ، إن حسّنت من تصرّفاتها الخارجيّةِ سيكون ذلك رائعًا.
وضعت أحمر الشفاه في الحقيبةِ وعدّلت من هيئةِ ملابسها، ثُمّ خرجت من دروةِ مياه السيداتِ بابتسامة، قد تلتقيه صِدفة، لذلك يجب أن تظهر بأبهي صورةٍ في نظره.
ضحكت على ما تفعله في قرارةِ نفسها، لم تتوقّع يومًا أن يكون هناك من تهتمّ له بهذا الشكل.
لقد مرّت عِدّة شهورٍ بعد تلك الليلةِ التي أعارها فيها مِعطفه، لم يتحدثا أبدًا بعد ذلك خارِج إطارِ العمل، رُبّما اشتاقت لسُخريته أثناء الحديث، مع ذلك، عليها أن تعترف، لديه شخصيّة عمليّة جذّابة، لكنّها ترغب بإخراج البربريّ السّاخِر من داخله مرّة أخرى، سيكون ساحِرًا أكثر.
حين كان يتصرّف بطريقةٍ هوجاء، لا يُهمّه ما ستظنّه، فقط ليفعل ما يراه صوابًا، وما يرغب به، هكذا رُبّما أوقع بها.
لم يكُن حُبًّا من النّظرةِ الأولى، ولكِن كان حُبًّا ساخِرًا، تتمنّى أن لا تكون الوحيدة، التي تُكنّه.
أكانت تُعجبه في ذلك اليوم، أم أنه فقط تصرّف بدافعِ الشّهامة؟ لم تعرف، لكن ما تعرفه، أنه حتّى لو لم يكُن يُبادلها حبّها، ستعمل بكل قواها ليفعل.
التقطت هاتِفها وكادت تضغط رقمه، لكنّ اسمه أنار الشّاشة، فابتسمت ثُمّ أجابت، باتزانٍ:
«مرحبًا؟»«هل لديكِ خُططٌ في وقتِ الاستراحة؟» سمعت صوته يُجيب بجدّية، فردّت باختصارٍ
«كلا.»«إذًا، إن أردتِ، اخرجي لنتناول الغداء معًا، أقف في الخارج.» ردّ بنبرةٍ رُبّما ارتجفت قليلًا، أو هذا ما تظنه، فأجابت بعد وقتٍ:
«حسنًا.»
---خرجت من بوّابةِ الشّركةِ باحِثةً عنه بعينيها، فما لبثت أن وقعت عليه، يبتسم ببلاهةٍ، مُتأمّلًا هيئتها بغيرِ وعيٍ.
اللون الأحمر، لطالما كرِهه، وسيكره الشخص الذي يرتدي شيئًا بهذا اللون، لكن، لم يُحبّ أن ينظر إليها حين ترتدي أكثر لونٍ يمقته؟
رُبّما لكونها تُشبه الزّهور فيه؟زفر بعمقٍ مُبتسمًا، ثُمّ تقدّم منها قائِلًا مُشيرًا لعربته:
«تفضّلي من هنا آنستي.»قهقهت بسخريةٍ، لكنّها لم تستطع أن لا تُصبح سعيدة، وأن لا يظهر ذلك عليها، فتقدّمت نحو العربةِ دون أن تنبس ببنت شفة.
لم يلفظا بشيءٍ طول الطّريقِ، لكن بابتسامةٍ صغيرةٍ، قضوا وقتًا مُمتِعًا، قد يكون موعدهما الأول، لذلك، حرِصا على أن يكونا لائقينِ، ولطيفينِ، ببسمةٍ ساحِرة.
---«تذكُر كيف طلبتَ مواعدتي آنذاك؟» تساءلت بخفوتٍ بينما تضع طبق السلطة على طاولة الطعام، فابتسم، مومئًا، وقال:
«أذكُر، خِفتُ كثيرًا أن أتعرّض للرفضِ.»فجلست حِذوه، مُردّدةً:
«وإن كنت رفضت، ماذا كنت لتفعل حينها؟»«سأدفعكِ للقبولِ مُجدّدًا، حتّى لو بعد المرّةِ المئة.» نبس، فترتكز عينيه على عينيها، فابتهج وجهها، بينما تبدأ بتناولِ الطّعام، بارتباكٍ، كما حدث في تلك المرّة.
ستُوقِع الحساء أرضًا، وستُوقع الملعقة كذلك، فيُطعمها هو ممّا لديه من حبٍ، كما حدث تمامًا.
---
«دعني أكون، امنحني فرصةً واحِدةً للعيشِ بجانبك، كما تشاء، فللحُبِّ مشيئةٌ تتبع القدر، ولقلبي إرادةٌ تتبع قلبك.»
-يُتبع.
تصويت🌟.494 كلمة.
أنت تقرأ
حُمرةٌ ساحِرة√.
Kurzgeschichtenمُبعثرٌ أنا بين شتاتِ عينيكِ. قِصة قصيرة. فصولٌ قصيرة | نقيّة. فائزة بمسابقة حساب العاطفية: Saint Vals 2021، بفئة القصّة القصيرة، للغة العربية. جميع الحقوق محفوظة. ©