#تزوجت_قسرًا
#الانطلاقة
**___**___**___**__&&&
في ليل شتاء أحد أيام شهر يناير والسماء، تهطل امطارها بغزارة وتطلق برقها ويعلي صوت رعيدها ، ينطلق صراخ قوي ينبأ عن مولد طفله عنيدة لا تهاب شئ ، في هذا الجو العاصف المتقلب تضع عفاف مولودتها الجميله التي خرجت للدنيا في نفس اليوم الذي زج بأبيها إلي السجن بجريمة قتل من المؤكد سيعاقب بالأعدام علي ما اقترفت يداه "
تسمع عفاف صراخ أبنتها الوليدة لتتسأل بخوف"
هو فين جلال خليه يجي يسمي علي بنته ويسميها ويأذن ليهاتهرب القابله بعينيها عن عفاف وتهتف"
ماشاء الله بنتك جميله زيك يا عفاف ،هتسميها أيه ياختيتبلع عفاف ريقها بصعوبة وتتطلع اليها بريبة"
فين جلال يا ام رشاد انا عايزة جوزي ، محتاجة وجوده جنبي ، هو راح فين من ساعة ما جه وجع الولادة وهو خرج ومرجعشتبتسم لها أم رشاد علي استحياء "
ياختي خليكي في نفسك، انت ربنا كرمك ولولا اتعدل وضع الجنين كنتي هتولدى قيصري،
للتتخاشي النظر البها وهي تهندم مولودتها وتكمل حديثها"
جوزك كان هيتجنن عليكي ،وخرج بيشوف ليكي مكان بالمستشفي ، قومي معايا اغيرلك هدومكتضع عفاف يدها علي قلبها شاعرة بانقباضة قوية"
جلال جراله ايه يا أم رشاد، حساه في ضيقه بالله عليكي طمني قلبي
انا مش مرتاحه وحسا ان في مصيبة حصلتلتدخل عليها احدى جيرانها مسرعة وهي تصيح"
ياسواد عيشتك يا عفاف، جوزك قتل الحج صبري الضمراني ،، ياعيني عليكي وعلي بنتك يوم ما تتولد ابوها يتسجنتنظر إليها عفاف بهلع وتصرخ"
بتقولي ايه يا ام خليل هو مين اللي اتقتل وقتل
لتلقي نظرة إلي ابنتها وتضمها لصدرها بصدمة هاتفة "ياحزن الحزن عليكي يا ضنايا هتعيشي اليتم قبل ما عينك تفتح علي الدنيا الظالمه
لتصرخ بألم فجاة وتجحظ عيناه وفي ثواني معدودة تغرق ثيابها بنهر من الدماء ، تحاول ام رشاد أيقاف النزيف لكن قضاء الله قد نفذ وفاضت روحها إلي بارئها
لتصبح الطفله في اول ساعه لها بالحياة يتيمة الام
وبلا اب لانه مهدد بالأعدام او بالسجن طول عمره
______________
بعد ١٨ سنة مرت علي ذلك اليوم المشؤوم
تقف وتين في شرفة أحدى البيوت النائية تنظر بقلق وترقب إلي الطريق السريع ، تنتظر عودة ابيها جلال الدين الذي خرج مع مجموعه من رجاله منذ الفجر ولم يعود الي الان
يقترب منها رجل حاد الملامح ضخم الحثه ذو صوت اجش وقوى"
ياأنسة وتين يلا بينا نروح البيت ارجوكي، متاذنيش ،لو الريس جلال رجع ولقاكي لسه هنا لحد دلوقتي هيبهدلني، هو قالي لو اتاخرت عن العشا نرروح والجو قلب وشكل اليوم مش هيعدى علي خيرتستدير وتين لتنظر إلية بحدة بعيونها البنية الواسعه "
انا مش هتحرك من هنا غير لما بابا يرجع يا عم رجب ، وبلغ الرجاله لو بابا اتاخر عن الساعه ١٠ هينزلو يدورو عليه،
لتلقي نظرة سريعة علي الطريق وتعاود النظر اليه مرة أخري "
![](https://img.wattpad.com/cover/179888141-288-k60153.jpg)
أنت تقرأ
رواية ( تزوجت قسرًا) للكاتبة/ سلمي سمير
Espiritualمشكلتنا مع الحياة هي أننا نظل ندفع ثمن خطايانا مرارا وتكرار .. لإن القدر لا يغلق دفتر حساباته مع الإنسان مهما طال به العمر نفهم الحياة جيدا لكن نرفض تقبلها كيفما كتب القدر مصائرنا ، لذلك شأن الناس في الدنيا غريب؛ يلهون والقدر جاد، ينسون وكل عمل...