1

760 83 129
                                    


بيب

كان ذلك صوت مكينه الدفع الخاصة بالحافلة التي ارتجلتها بعد أن كشطت بطاقتي عليها.

جيد يوجد مكان فارغ في المقعد الخلفي، توجهت لأجلس على المقعد وأضع حقيبتي بالكرسي الذي بجانبي حتى لا يجلس عليه أحد، أناني أليس كذلك؟! حسنًا لستُ بمزاج ليزعجني أحد الركّاب أحاول أن أصفي ذهني.

لازلتُ بملابس الحداد السوداء فقد اتجهتُ مباشرة لأستقل أقرب حافلة بعد انتهاء مراسم الجنازة،

إلى أين أنا متجه؟
لا أدري حقًا سأنزل عند آخر محطة تقف فيها الحافلة.

إنها لازالت الثامنة صباحًا لكنني لن أذهب للمدرسة لستُ مستعدًا نفسيًا خصوصاً بعد وفاة جدتي فجر هذا اليوم.

هل أغمض عيني فقط وأنام؟ ربما سأرتاح هكذا.

ربما غفوت ما يقارب الربع ساعة،
ومن يستطيع أخذ قيلولة مريحه في حافلة تتحرك؟ ظل رأسي يترنح وجسدي يندفع للأمام والخلف تزامنًا مع انعطاف الحافلة في منحنيات الطريق.

شعرت بالملل خصوصاً أنني لست بجانب النافذة لذا لا يمكنني تأمل الطريق جيدًا.
لذا قررت أن أجول بعيناي أراقب ركاب الحافلة.

هناك طفل مزعج يواصل البكاء مع والدته التي عَيَتْ إسكاته، توقفت الحافلة لتركب امرأة في متوسط عمرها،
اوه هل هي تتوجه للمقاعد الخلفية؟ لا لا لا لا تجلسي بجانـ-بــ ـي- فات الأوان فهي لَم تحترم حقيبتي المتموضعة على المقعد فقد رفعتها وجلست مكانها.

الرجل الذي يجلس على يساري -والذي يحتل مقعد النافذة- يواصل هَزَّ قَدَمَيه، هذا مزعج.

واه هل مرت ساعة منذُ أن استقلت الحافلة؟ الوقت يمضي بسرعة.

لَفَتَ نظري فتىً ما يجلس في الصف الذي يسبق المقاعد الخلفية التي أجلس عليها، أقصى اليمين تمامًا بجانب النافذة -محظوظ-.

هذا الفتى، إن لم تَخُنِّي ذاكرتي فأظُنُّهُ كان هنا قبل أن استقل الحافلة،
هل هرب من المدرسة؟ فهو يرتدي زيه المدرسي والمدرسة بَدَأَتَ منذُ ساعتين بالفعل.

هل خاضَ شِجارًا؟ يمكنني رؤية لاصقة جروح على ذقنه ويوجد خدشًا ما على وجنته،
أما عن شعره، فهو فوضوي.

لم أشعر بنفسي إلا وأنني واصلت مشاهدة هذا الفتى الضئيل الحجم، تارةً يرتدي سماعات الأُذن ويَهِز جسده بخفه تزامنًا مع ما يسمعه، وتارةً يجول بنظره بين الركاب.

رأيتُهُ يُرسِل إشارات حنقٍ مُخيفة للطفل الباكي والذي بسرعه أغلقَ فمه ما أن رأى نظرات الفتى المخيفة المصوبة نحوه، كَتَمتُ ضحكتي بصعوبة.

بلا وجهة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن