الفصل الثاني والعشرون

119 14 2
                                    

وصلت أخبار بدأ المفاوضات بين المملكتين من أجل السلام إلى العاصمة قبل عدة أشهر، فرح العامة بالأنباء آملين أن يروا أحبتهم قريبًا، أقاموا الاحتفالات وأخذوا يمدحون الملك على حكمته الفائقة وميله إلى السلم دون أن ينتبهوا إلى حقيقة الأمر، داخل القصر كان الجميع يعلم، لقد انهزمنا شر هزيمة ولولا شفقة الأمير چوليان لدفن جنودنا تحت جليد الشمال، وأصبحت حدودنا مهددة، يساورني الشك أن الشماليين ما كانوا ليقدموا على محاولة احتلال أرضنا من الأساس وأنهم استغلوا الموقف لحماية أرضهم من حماقات الجنوبيين لعدة سنوات قادمة، ولكن لماذا ذعر الملك ووافق على المفاوضات؟ هل لديه بقايا من الذكاء ليختار إنهاء الأمور بسلام دون المزيد من الضحايا؟ أم أنه لا يعلم بذلك الأمر؟ ولكن كيف؟ ألا يعلم أي شخص في العائلة الملكية؟ أليس هذا جزء من ميراثهم الذي يتناقلونه منذ سنوات؟ هل أضاعوه؟ أم أن هنالك من أخفى السر عن الملك؟ هذا يزيد الأمور تعقيدًا،

لا يجب أن أشغل بالي بهذا الأمر، هذا لا يخصني، اليوم هو يوم مهم، سيصل الجنود إلى العاصمة وقد أقام الملك احتفال فخم على شرف السلام، وكذلك تزينت الشوارع وفرشت الأسواق، انتصار كان أو هزيمة لن يشكل ذلك أي فارق، أصوات الموسيقى والغناء تصدح منذ أن أشرقت الشمس، رائحة الزهور الربيعية تعطر الأجواء، أخذت حمام دافئ واستخدمت ذلك الزيت العطري الجديد الذي اشتريته قبل عدة أسابيع وبقى دون أن ألمسه حتى الآن، سعره باهظ ولكنه يستحق، رائحته جميلة ومميزة، لا يجب أن أستعمله هباءًا لذلك اخترت اليوم تحديدًا لتكون المرة الأولى التي أجربه بها، ارتديت فستانًا جديدًا كنت قد أدخرتُ راتب عدة أشهر لأتمكن من شرائه، يبدو جميلًا جدًا ويناسبني تمامًا، هل سيعجبه؟

غادرت الغرفة بمجرد انتهائي ونزلت إلى الأسفل، كانت القاعة فارغة لكنها ستمتلئ بالزبائن قريبًا، السيدة نورا وسارة كانتا تعملان على تجهيز الطاولات وتنظيف النزل،

=صباح الخير.

-صباح النور، ما هذا؟ فستان جديد؟
ردت السيدة نورا تحيتي وأخذت تتأملني، وفي عينيها نظرة العالم بخفايا الأمور،

=أجل، ما رأيك؟
سألتها في ثقة،

-إنه يناسبكِ تمامًا.

-كل هذا لأجله، ها؟
سألت سارة مع ضحكة مشاكسة،

=لقد أعجبني الفستان لا أكثر.
أجبتها في خجل،

-ومن سيصدق هذا؟

-لا تزعجيها، لديها موعد مهم اليوم.

=وأنتِ أيضًا، ألا تنتظرين أليكساندر العائد من الحرب لاستقباله؟

-بالطبع انتظره، ولكن الجنود لم يصلوا بعد، سألتقيه أخيرًا بعد هذه الأعوام.
كان على وجهها ابتسامة مشرقة،

-وإيان أيضًا سيعود اليوم.
قالت السيدة نورا بنبرة متألمة،

=أجل لقد مضى الكثير من الوقت.
شعرت بألم ينبض بداخلي، لقد اشتقت له أنا أيضًا،

نجمة الصباح ✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن