لم يحدث أي شيء مميز حتى غادرنا الحفل لكن عقلي كان مشغولًا.
تشاركت رقصة مع إيان، ليس هنالك من حاول الاقتراب مننا، الجميع ينظر إلى إيان بأعين يملأها الخوف الممتزج بالإعجاب عند النساء، والحقد عند الرجال.
فهو الذي بالكاد بلغ الثلاثين من عمره يعتبر البطل الفعلي للحرب، وقائد الكتيبة الملكية الثانية، حتى وإن سُرِق منه مجده، سيظل هو البطل الذي يتطلع إليه الجمع، بالرغم من أن ذلك يعني أن الأمير الثاني سيصب غضبه عليه دومًا وسيتم توريطه في الكثير من الفوضى التي لا يريدها، إلا أنه يحوز على مكانة مميزة بين أقرانه من الفرسان، ويُعامل كالنبلاء بل حتى وكأنه فرد من العائلة الملكية بالرغم من نسبه كابن غير شرعي، هذه الهيبة التي يتمتع بها مبهرة.
شعرت أنني أشاهد إيان مختلف عن ذاك الذي عرفته هو ليس منقذي اللطيف، كثير المزاح، والغزل، هنا هو الفارس المقاتل الذي يرتعد الجميع عند مرأى سيفه، نظرت إلى سيفه الذي يتدلى من حزامه، موضعه لم يتغير منذ قابلته، وكأنني لأول مرة ألاحظه، الطريقة التي ينظر بها الحضور إلي السيف أولًا ليتأكدوا من وجوده بغمده ثم يرفعوا أعينهم بحذر نحو وجهه متجنبين عينيه، جعلتني أرى هذا السيف كأداة للقتل لأول مرة، اعتدت رؤيته يستل سيفه عند التدريب، رأيته يبارز بذلك السيف كثيرًا، بل في أغلب هذه المرات كنت أنا الخصم، أعرف كيف يحركه بيدين ثابتتين، راقبته وهو يلمعه عدة مرات، ويتأكد من حدته، لكنني لم أره على حقيقته أبدًا.
لم أره يقتل ولو لمرة واحدة من قبل، كيف حدث هذا؟ أثناء اقتحام القلعة تجنبت النظر إلى القتال، ومن بعدها لم تتوافر أي ظروف لأرى إيان يستله لأجل قتال حقيقي، رأيته يتدرب به فقط، وحتى مع هذا الإدراك الآن لم أستطع أن أخشاه، لأنني كنت أعلم دومًا أن ذلك السيف لن يخرج من غمده لإيذائي، شيء من الأمان تخلل خلايا قلبي، فصاحب السيف هو إيان.
لم أستطع أن أراه كما يرونه، في أعينهم هو الخطر، وفي عيني كان الأمان. قد تفكر، حتى وإن فعل، لماذا قد أخاف؟ يمكنني إنهائه بيدي العاريتين. لكن هذا في حالات القتال المباشر وتلك لا خوف منها من الأساس، الخوف كل الخوف من الطعن في الظهر. وهذا السيف لن يتردد في حمايتي حين لا ألتفت.
******************************في الصباح التالي اجتمعنا أنا وسارة على طاولة الفطور، كانت السيدة نورا تقطع القاعة ذهابًا وإيابًا بين الطاولات، بينما انصرف إيان للتدريب منذ الصباح الباكر، أخذت أقلب الطعام في الصحن أمامي، انتبهت سارة لأمري،
-ماذا بكِ؟
استشعرت أمر ما واستيقظ فضولها بالفعل،=أنا؟ لا شيء.
-تبدين مشغولة البال، هل حدث خلاف بينك وبين إيان؟
=لا، (تنهدتُ) الأمر هو...(صمتُ قليلًا فزاد التوتر) لا لا يصح أن أخبركِ.
ترددي أثار فضولها كما أردت تمامًا،
أنت تقرأ
نجمة الصباح ✨
Avventuraما هي الحرية ؟ هل هي مجرد أسوار تجاوزناها ؟ لكن ماذا نحتاج بعد؟ الحب؟ ربما، لكن ماذا عن ....الأسرار؟ أليست سجون تبقينا أسرى لها؟ لكن بعض الأسرار كشفها يتبعه كوارث لا يمكن تحمل تبعاتها. في رحلة نجمة لنيل حريتها كاملة دون أي انتقاص تنكشف الأسرار، وتز...