ثلاث سنوات، كانت تلك مدة زواجهما، ونصف مدة حُبها له في صمت.. بالنسبة له، كان زواجاً لإرضاء الأهل، ولكن هل كان ذلك السبب الوحيد؟
ملحمة، تعرف من خلالها البطلة إجابة هذا السؤال.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"كانَ يجب على الأقل أخذِ رأينا، أليخاندرو!" قالت لونا بنبرةٍ مصدومة ولكن بأدب، فبرغمِ كل شيء، لا زالت تُعامل أليخاندرو كوالدها.
"متى ستتوقّف عن فعل هذا؟!" تسائل إلياس بهدوءٍ خطير، ولكن خلف ذلك الهدوء غضبٌ مستعر، مُوجهاً السؤال لوالده الذي كان ينظر لإلياس بغرابة وكأنّه لم يفعل شيء يستحق السؤال.
"عن ماذا تتحـ.." قبل أن يُكمل والده السؤال قاطَعه إلياس مرةً أخرى.
"متى ستتوقّف عن أخذِ القرارات عني؟ متى تنوي ترك زمام أمور حياتي لي أنا؟ حياتي أنا. أنا في الثلاثين من عُمري بحق الله!" صاحَ إلياس هذه المرة في غضبٍ ممزوج بمرارةٍ، وقد انكمشَ قلب لونا لأجله.
"إلياس، عزيزي، اهدأ ارجوك." تحدّثت ماريا بينما تقترب منه بهدوء، "تعلم أنّ كلّ هَم والدك هو أن يرعاك، منذُ وفاة أخيـ.."
"لقد ماتَ أخي منذُ تسع سنوات، أمي!" ضربَ إلياس يده فوقَ طاولة المطبخ حتى اهتزّت بعنف، "يجب أن تتخطى الأمر. وموتُ أخي لا يعني أنّي سألقى نفس المصير!" انخفضَ صوت إلياس قليلاً، فهو يعلم مدى حساسية الموضوع، ولكنّه لا يزال يتحدّث بنبرةٍ مُرّة.
لقد كان إليان أخ إلياس الأكبر، فارقَ السِن الصغير بينهم جعلَ الناس تظُن أنهما توأمان. وكانَ إليان شغوفاً بالسيارات والسباقات حتى أنّه رفضَ الذهاب لجامعةٍ عادية وصممَ الذهاب لمدرسة تعليم قيادة وتصليح السيارات الاحترافية.
لم يجِد الوالد مفراً أمام تصميم إليان العنيف إلّا أن يوافق، فقَد هدد بتركِ المنزل. وذهبَ إليان ودرسَ في تلك المدرسة لمدة سنتان حتى أصبح سائق سيارات سباق محترف. ولكن لا يهُم مدى احترافه أمام سائق سيارة مخمور، فقد ارتطمَت سيارته أثناء سباق شوارع بسيارةِ شخصٍ آخر سكِير، وأدى الحادث لمصرع الاثنين.
"لقَد ماتَ أخيك عندما تركته يغيب من أمام عيني، عندما تركته يقوم بما يريد رغم علمي مدى خطورة الأمر،" تحدّث أليخاندرو بألمٍ وبنبرةٍ بائسة، "لا أريد أن يتكرر الأمر معك، إلياس، أنتَ كُلُ ما تبقّى لي في هذه الدنيا."
لم ترى لونا أليخاندرو بهذا الكَم منَ البؤسِ والضعف من قبل، بدا وكأنّه أكبرَ سنّاً مُطأطأ الرأس وقَد بانَت الخطوط على جَبهته.
