Chapter 29

441 15 0
                                    


علت أنفاسه الثائرة لتعبر عن غضبه الجحيمي، استرخى بجلسته على مقعد السيارة و أغلق عينيه محاولا استيعاب كل ما حصل منذ قليل... كلمات ذلك الحقير مازالت ترن في أذنه :"مراتك تطفش منك و تسيبك". عبارات سهى التي تجرأت لأول مرة في حياتها لتقف أمامه و تتكلم معه بجرأة:"قناع البراءة، استغفلتك، مراتك عريانة... حقيقة مراتك ....".
قطع صمتهما رنين هاتفها  ينبئ بوصول رسالة،التفت إليها فجأة و كأنه تذكر شيئا.. جذب حقيبتها التي كانت تضعها فوق ساقيها ثم فتحها و افرغ محتوياتها حتى وقع نظره على الهاتف الذي كان يضيئ...
توسعت عينيه بذهول و زادت قبضته على الهاتف حتى كاد يكسره و هو يقرأ محتوى الرسالة :"كنتي قمر الحفلة الليلة...كل يوم بيزيد إعجابي بيكي قريب اوي حخلصك من المجنون جوزك بس خوذي بالك و متنسيش تاخذي الحبوب /صفوان".4
توقفت السيارة امام القصر ليسرع السائق و يفتح لهما الباب، قفز آدم خارج السيارة و هو يمسك بمعصم ياسمين بقوة، اتجه بها إلى رئيس الحرس الذي كان يقف بجانب إحدى سيارات الحراسة منتظرا أوامر رئيسه.
آدم بنبرة آمرة:" خلال خمس دقايق مش عاوز حد يبقى جوا القصر، ادي للخدم إجازة يومين..".
ناجي بطاعة:"اوامرك يا باشا".
جرها ورائه ليدلف بها القصر غير آبه بصراخها و كلماتها المتوسلة له بتركها.. صعد بها إلى الأعلى وما ان وصل أمام باب جناحهما حتى ركله بقدمه بقوة ثم ألقاها على الاريكة يعنف ليصتدم ذراعها بحافة الاريكة الصلبة، صاحت ياسمين بألم و هي تحاول الوقوف و الهرب بعيدا عن براثن هذا الوحش الذي يتربص بها.
اتكأت بيدها السليمة لترفع جسدها قليلا حتى صفعها بقوة لتسقط مجددا،وضعت يدها على خدها  ثم رفعت رأسها لتجده يقف أمامها بطوله الفارع و ملامح وجهه المخيفة لترتجف برعب و يزداد نحيبها...
و كأن الماضي يعيد نفسه من جديد، و آدم يعود كما كان من قبل، ذالك المتوحش العصبي الذي يتحول إلى شيطان  لا يرى و لايسمع شيئا سوى
صوت غضبه.
همست ياسمين بنحيب :"ارجوك يا آدم اسمعني...".
نظر لها بشر قبل أن يهتف  بشراسة أعماها الغضب :"ما انا فعلا حسمعك بس يا ترى حتقولي إيه... اكمل و هو يخلع ساعته الفاخرة و يرميها على الأرضية بقوة افزعتها ثم فتح أزرار أكمام قميصه مشمرا عن ساعديه لتظهر عروق يديه المنتفخة بسبب غضبه...
"مراتي اللي استأمنتها على اسمي و سمعتي و شرفي  استغفلتني و لبست فستان من بتوع بنات الليل عشان توري جسمها للرجالة اللي في الحفلة... مراتي اللي عارفة اني بغير عليها بجنون و مستحملش ان حد يشوف وشها او ايديها تقوم هي مورياهم جسمها،.. عجبك الحقير و هو بيتغزل بيكي و بجمالك ".
ياسمين ببكاء :" و الله مش قصدي كده انا.. ".
آدم بصراخ:"لا قاصده.. قاصدة تجننيتي و تطلعي شياطيني عليكي... بقى انت يا ياسمين تعملي فيا كده خليتي اللي يسوا و اللي مايسواش يتفرج عليكي، يشوف حاجة ملكي انا لوحدي...".5
جذبها من  خصلاتها بقسوة لتتلوى بألم من قبضته التي تزداد على شعرها ليرفعها لتصل الى مستواه، ويقربها من وجهه ليهمس في اذنها بفحيح:" انت مش حاسة بالنار اللي جوايا كل اما افتكر نظراتهم القذرة ليكي... عارفة ايه أسوأ من  احساس الراجل لما يلاقي رجالة ثانية بتبص على مراته بشهوة.. انه يكتشف ان مراته هي اللي سمحتلهم بكده... بنات كثير كانوا لابسين فساتين عريانة اكثر منك بس مكانوش في نص جمالك... انت عارفة انك حلوة جدا و مثيرة و بما ان زوجك  المتخلف مانعك انك تعيشي حياتك و تلبسي زي ما انت عاوزة فقلتي ليه لا ما استغلش فرصة حفلة صاحبتي و استغفله و احطه قدام الأمر الواقع... تصدقي أن انا اللي غلطان
انا اللي تساهلت معاكي دلعتك و عاملتك على انك أميرة كنت عارف و متأكد من أن حيجي يوم و تغدريني بالشكل داه... عشان الستات كلكم طينه واحدة في الأول عاوزة تكملي دراسة و تتخرجي.. ساعدتك بكل جهدي و وفرتلك كل الكتب و الملازم اللي انت محتاجاها  و كنت بدرسك بالساعات رغم تعبي من الشغل و كنت بوصلك و بجيبك كل يوم بنفسي و اطمن عليكي ...و بعدين بقيتي عاوزه تروحي لمامتك قلت ماشي بردو حقها نروح و نبات كمان مكفاكيش كل داه قلتي خليني ادوس كمان ...تغيرت علشانك و بقيت بواضب على جلسات الدكتور النفسي بتاعي علشان عاوز اعيش معاكي حياة طبيعية كنت خايف عليكي أكثر من نفسي.. خايف أئذيكي في لحظة غضب زي ما عملت المرة اللي فاتت... انا حكيتلك كل حاجة عني و انت يقيتي عارفة كل ظروفي اللي يفرحني و ايه اللي يضايقني و عارفة كمان انك اغلى حاجة عندي في حياتي كلها و ان انا مليش غيرك  و قلتلك من قبل انك لو عملتي حاجة تضرني حتوجع منك جامد و يمكن ارجع لنقطة الصفر دا انا وصلت بكيت في حضنك زي الطفل ..".
صرخت ياسمين ببكاء و هي تشعر بأن شعرها سينقلع في اي لحظة في يده :" انا آسفة و الله آسفة دا كام مجرد فستان... سالي و ملك هما اللي... تريقوا على فستاني فأنا طلعت اغيره... و الله.. و الله مقصدتش حاجة غير دي...14
آدم و هو يهدر بصوت عال:"سالي و ملك مين دول اللي يتجرأوا يتكلموا على مرات آدم الحديدي.. كنتي قلتيلي و انا كنت محيتهملك من على وش الأرض زي ما حعمل ما سهى و صفوان الكلب ...تؤتؤ حجتك ضعيفة، انت المرة الماضية متعاقبتيش كويس عشان كده لازم تتعاقبي عشان متفكريش تعملي حاجة ثانية".
تلوت ياسمين بين يديه ليدفعها آدم باشمئزاز ثم يتجه الى باب الجناح يوصده بالمفتاح...ثم امتدت يداه الى حزام سرواله ينتزعه بعنف و هو يطالع هيئتها المرتعبة بابتسامة شبيهة بابتسامة شخص مجنون.5
أتجه نحوها ليمسك ذراعها لتنتفض ياسمين قائلة :" آدم و النبي.. الموضوع بسيط و انا اعتذرت و وعدتك اني مش حكرر غلطي ثاني ارجوك سامحني".
تجاهلها و هو يجرها الى غرفة النوم غير عابئ بتوسلاتها  و كأن قلبه الذي كان ينبض بحبها تحول إلى كتلة حجرية لتعلم ياسمين  بأنه لا فائدة من الاعتذار لانه لم يسامحهاو لن يتراجع عن فعل مايريد
لتهتف من جديد بصراخ:" اوعى سيب إيدي انت عاوز إيه، يا رتني ماكنت وافقت اتزوجك، انا بلعن الساعة اللي دخلت فيها شركتك".1
آدم بجمود:"يعني غلطانة و بتقلي أدبك... انا حخليكي تندمي أكثر بعد اللي حعمله في جسمك الي فرحانة و انت بتعريه قدام الرجالة ".
ارتجفت برعب من كلامه لتتوسله بضعف :"لا يا آدم متعملش كده و الله حموت مش حستحمل ".1
آدم و هو يدفعها على السرير :" شكلك نسيتي و انا عاوز افكرك... حخليكي تشوفي وشي الحقيقي عشان تبقى مرة ثانية تفكري الف مرة قبل ما تعصي اوامري".
زاد جنونه من كلماتها لاتعلم انها قد ايقضت الوحش النائم بداخله، هجم عليها ممسكا بخصلات شعرها الأشقر قائلا بهمس مرعب :" مجنون بيكي يا ياسمين انت لازم تعرفي انك ملكي انا.. جسمك و عقلك و حتى نفسك ملكي انا، يلا قولي انا ملكك يا آدم".
حاولت التملص من قبضته قائلة برجاء:"ارجوك يا آدم سيب....".
آدم و قد ازداد جنونه:"إجابة غلط يا حبيبتي و عشان كده لازم تتعاقبي".
صاحت ياسمين بأعلى صوتها بعد أن نجحت في دفعه:" انت مجنون و مريض و استحالة تتعالج.. طلقني انا مش ممكن اعيش معاك لحظة بعد كده..".1
هنا فقد أدم آخر ذرة من عقله ليحك بسبابته جانب شفته السفلى ثم أغلق عينيه بقوة محاولا استنشاق اكبر قدر من الهواء قبل أن  يهوي على جسدها بحزامه الجلدي الذي لفه باحكام حول يده.
صرخت بقوة حتى كادت احبالها الصوتية تنقطع واضعة كفيها حول وجهها لتحميه من ضربات الحزام المؤلمة حتى الموت التي هبطت على بشرتها الرقيقة.

احببتك رغم قسوتكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن