Last Part ❤️

606 7 5
                                    

*بارت اضافي*
.
بعد سنوات.....
في مساء احد الايام عاد زاهر من عمله، دخل الفيلا ليستمع لصوت رنا الغاضب و هي تنادي ابنها المشاغب
:"ياسين تعالى هنا... بطل تتنطط على الكنبة حتبوزها دي ثالث صالون اغيره في سنة واحدة...
ياسين متجاهلا :" بابي قلي العب في اي مكان انا عاوزه....
رنا بغضب :"عندك أوضة اللعب بتاعتك انت و اخواتك روح العب فيها اما هنا ممنوع...اسمع الكلام و الا حتتعاقب....
ياسين بحماس عندما رأى والده :"هاااي بابي جا...
التقط زاهر ابنه الذي اندفع جريا الى أحضانه و هو يضحك قائلا :" حبيب بابي المشاغب... عامل ايه في مامي..
رنا بضيق :"حيكون عامل ايه.. مبهدلني زي العادة مش عارفة ليه مش هادي زي اخواته..
زاهر و هو يقبلها قائلا بخبث:" طالع شقي زي مامته زمان...
رنا و هي تبتعد عنه :" انا؟..لا وانت الصادق، الولد دا بالذات طالعلك انت مغلبني و مش عارفة اعمل معاه ايه
زاهر بشقاوة و هو يضع الطفل أرضا :"دلعيه و بوسيه و هو شوفي حيتغير إزاي..
رنا باندفاع :" مش كفاية دلعك انت.... انت تقصد إيه
اكملت بعد أن فهمت مقصده...
زاهر و هو يجذبها من خصرها اليه :"اللي فهمتيه يا قلبي...
رنا بهمس:" زاهر.. عيب ياسين بيبص علينا...و متنساش اننا متخاصمين انا بس بكلمك علشان الولاد
زاهر و هو يلتفت الى طفله :"حبيب بابي... آسر و آدم بيندهوا عليك علشان تلعب معاهم...
ياسين و هو يلوي فمه بضيق :" مش بيندهوا انت بتزحلقلي علشان تقعد انت و المزة...
رنا بشهقة :"مزة.. انت سمعت الكلمة دي منين؟
زاهر بقهقة :" انت لسه بتسألي أكيد مني طبعا ".
رنا و هي تضرب زاهر على ذراعه و هي تصرخ بغيظ
:"و فرحان اوي عشان بتعلم ابنك قلة الأدب... انا ساعات بشك ان الولد داه عنده خمس سنين، حتى أخواته مش زيه دول زي الملايكة إنما داه ".
ياسين مقاطعا:"بابي... هي مامي ليه دايما بتزعقلي كده.. ".
جلس زاهر على الاريكة و أجلس ابنه على ساقه ثم همس في أذنه بخفوت:"مامتك زعلانه علشان عاوزة تجيب بنوتة زي آيلا بنت انكل آدم ".
ياسين ببراءة:"طب انت بكرة جيبلها بنوتة من المستشفى بتاعتك انا بحب آيلا اوي يا بابي ".
زاهر بقهقة:"الحقي يا روني ابنك عاوز يلبسني قضية خطف أطفال".
رنا بيأس من تصرفات زوجها و ابنها :"ياسين روح العب مع اخواتك و سيب بابي يطلع يغير هدومه عشان نتعشى كلنا سوى".
ياسين و هو يهز كتفيه برفض:" لا انا بقيت كبير وعاوز افضل مع بابي هنا مش عاوز العب".
نظرت رنا لزاهر بمعنى ان يتصرف فهي أصبحت تجد صعوبة في التعامل مع ابنها العنيد و المشاغب عكس إخوته الهادئين.
زاهر و هو يهمس في أذن الصغير:" حبيب بابي مش اتفقنا تسمع كلام مامي و تنفذ كل اللي تقلك عليه ".
ياسين بهمس مماثل و كأنه يحكي له سرا هاما:" يا بابي ماهو آدم و آسر بيسمعوا كلامها و انا حبقى أسمع كلامك إنت".
زاهر و هو يتظاهر بالتفكير :"ممم لا انت تسمع كلام مامي و تعمل كل اللي بتقلك عليه و الا حتزعل منك و تعاقبك و متبقاش تروح معانا النادي يوم الجمعة و كمان مش حتحرمك من اللعب مع لولو مش انت بتحبها؟ ".
ياسين باقتناع:" لا خلاص يا بابي انا حسمع كلام مامي عشان بحب العب مع آيلا...".
زاهر و هو يطبع قبلة على خده :" شاطر يا روح بابي يلا روح العب مع اخواتك و انا حطلع اغير هدومي عشان نتعشى سوى".
ياسين :" حاضر يا بابي... انا آسف يا مامي و حبقى اسمع كل كلامك مش تزعلي مني".
انحنت رنا لتقبل صغيرها الذي كان ينظر لها كحرو وديع ثم قالت ضاحكة:"ماشي و لو اني عارفة السبب...".
ضحك زاهر و هو ينظر لصغيره الذي اسرع الى الدخول لإحدى الغرف ليلتحق بشقيقيه ثم التفت الى رنا التي على وشك المغادرة، جذبها من ذراعها لتصبح أمامه مباشرة.
زاهر :"على فين...واخدة بالك ان انا لسه جاي من الشغل ؟".
رنا و هي تحاول الإبتعاد :"ما أنا عارفة عشان كده انا كنت رايحة أحضرلك العشاء".
زاهر بمشاكسة:"عشاء إيه بس... انا عاوز أحلي، اصلي بموت في الحلويات".
رنا بخجل :"زاهر إوعى و بطل قلة أدب والاولاد ممكن يطلعلو في أي لحظة و يشرفونا".
انحني زاهر ليحملها لتشهق رنا برفض:"يا مجنون نزلني بتعمل إيه؟ ".
زاهر ببراءة :" ما انا بسمع كلامك اهو و خايف الولاد يشوفونا عشان كده قلت نطلع أوضتنا أحسن".
رنا بغيظ:" زاهر نزلني أحسنلك"
زاهر ببرود و هويصعد الدرج:" تؤ، ".
رنا :" طيب خلينا نتعشى الأول".
هز زاهر رأسه برفض و أحكم بيديه على جسدها و هو يصعد باقي درجات السلم بخفة الى ان وصلا الى جناحهما ألقاها على الفراش لتسند رنا بيديها معاودة الوقوف قائلة :"زاهر بطل جنان... و سيبني أنزل".
زاهر و هو ينحني الى مستواها هامسا برقة:"وحشاني، أعمل إيه ".
زفرت رنا بغضب و هي تشعر بأنها ستنهار أمامه باي لحظة :"عاوزة انزل أطمن على الأولاد".
جلس بجانبا ثم رفعها لتجلس على ساقيه و هو يقول :"معاهم المربية متخافيش... انا اللي محتاج انك تطمني عليا".
رنا بنبرة منخفضة :" ما انت كويس اهو مالك؟".
زاهر بلوم:"وحشاني...هنت عليكي طول الاسبوع بتنامي في أوضة الولاد و سايباني لوحدي...".
ابتلعت رنا ريقها بصعوبة و هي تشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها، لاتنكر انها اشتاقت له بل تكاد تموت شوقا لكنها تعمدت الإبتعاد عنه منذ أن تشاجرا آخر مرة بسبب رغبتها في العمل و رفضه هو بحجة انها يجب أن تهتم ببيتها و الاولاد و انها ليست بحاجة إلى العمل.
رنا بضيق:"يعني انت كنت بتسيبني حتى ازعل براحتي... ما انت كنت بتستناني لحد ما انام و بتجيبني لاوضتنا"
زاهر بضحك :"اعمل إيه مش بيجيني نوم غير و انا مكلبشك في حضني".
رنا بدلال :"طب اوعى كده انا لسه زعلانة منك و مخاصماك و مش حنام الليلة و حشوف ازاي حتنقلي الأوضة دي ابقى نيم المخدة في حضنك ".
زاهر و هو يحاول اقناعها:" لا ابوس إيدك كله الا داه مممم طب بقلك إيه مش انت نفسك تجيبي بنوتة...الاولاد خلاص كبروا و قريب حيدخلوا المدرسة... ايه رأيك نجبلهم اخت حلوة و بعنين زرقاء زي مامتها".
رنا :"يا سلام عاوزني اجيب بنت و اتلهى فيها عشان انسى موضوع الشغل... لا يا زاهر انا لسه مصممة على موقفي، انا زهقت من البيت و النادي و القعدة....حاسة اني حتجنن قريب".
زاهر و هو يقبلها على خدها :" سلامة قلبك يا قلبي..
خلاص انا حكلم آدم و هو حيلاقيلك شغل عنده بس مش اكثر من أربع ساعات في اليوم عشان متتعبيش نفسك ".
رنا بغير تصديق:" انت بتتكلم جد ".
زاهر بابتسامة :" طبعا انا ميهونش عليا زعلك.... بس لعلمك ثاني مرة لما تزعلي مش حسمحلك تسيبي أوضتنا... مش بعرف انام من غيرك ".
تعلقت رنا بعنقه كطفلة صغيرة و هي تنثر قبلات متفرقة في أنحاء وجهه ليقهقه زاهر بصخب و هو يسمعها تقول من بين قبلاتها:" بحبك اوي...لا مش بحبك انا بعشقك... ربنا يخليك ليا...احلى زيزو في العالم... ".
زاهر بخبث و هو يبعدها عنه بلطف :" لالا مش حينفع انا عاوز مكافأة اكبر من كده...".
توقفت رنا تقبيله ثم نظرت اليه بتعجب قائلة:"مكافأة إيه؟".
زاهر و هو يمرر اصابعه على ظهرهها هامسا بهدوء:"احنا حنروح اسبوعين اجازة لايطاليا... نفس المكان اللي قضينا فيه شهر عسلنا، فاكرة...".
هزت رنا رأسها بإيجاب و هي تقضم شفتيها بخجل
ليهتف زاهر :" انت لسه بتتكسفي مني يا روني... لالا دي مشكلة و لازم نلاقيلها حل سريع...
أكمل هامسا بأذنها :" أوعدك بعد رحلة إيطاليا دي حتنسي الكسوف خالص".
ضربته على صدره بحنق مصطنع و هي تصيح:"قليل الادب و مش حتتغير... انا مستحيل ابقى زيك..... ".
تطلع زاهر الى وجهها الجميل الذي يحفظ تفاصيله داخل ثنايا قلبه هامسا بعشق جلي:"انت مبسوطة معايا يا رنا؟؟ ".
رنا بدهشة من تغير نبرته:" انت بجد بتسألني؟؟؟ "
زاهر بتأكيد :" ايوا عاوز أعرف"
رنا بدلال:"انت واخذ بالك انك سألتني السؤال داه مليون مرة قبل كده و انا بجاوبك نفس الإجابة..."
زاهر:"عاوز اتأكد و أطمن قلبي اني مظلمتكيش عشان أجبرتك انك تتجوزيني غصب عنك... ".
وضعت رنا يدها على فمه تمنعه من إكمال كلامه الذي لم يرق لها :" يا حبيبي انت إيه اللي بتقوله داه... مش احنا اتفقنا اننا ننسى الموضوع داه، أصلا دي احلى حاجة حصلتلي في حياتي اني تجوزتك و مش مهم الطريقة، المهم اني معاك و في حضنك و عندنا ثلاث ولاد زي القمر حعوز إيه ثاني، دي آخر مرة تسألني السؤال داه عشان مش حجاوبك....
مددها على التخت ثم مال على شفتيها يلتقطهما في قبلة طويلة مشتاقة مبتلعا باقي كلماتها في جوفه...لينهل من انهار عشقها التي لاتنضب فهي لاتزال سيدة قلبه الأولى التي جعلته يقع صريعا في هوى عشقها بلا رحمة.. و كلما مرت السنوات، ازداد جنونه و شغفه بها،
الساعة العاشرة مساء
توقفت سيارة آدم الحديدي أمام باب الفيلا، لتترجل ياسمين و تغلق الباب ورائها بعنف..
صعدت درجات الباب الخارجي بسرعة قبل أن تدلف الى الداخل غير آبهة بنداءات آدم المتكررة باسمها..
اسرع في خطواته ليصل إليها قبل أن تصعد الدرج المؤدي الى الطابق الأعلى... جذبها من ذراعها بقوة حتى تعثرت بفستانها الطويل لتسقط في أحضانه..
صرخت و هي تتلوى بعنف لتتخلص من قبضته التي اشتدت حول خصرها تمنعها من التحرك..
"انت تجننت سيبني مش عاوزة اتكلم انا حرة".
آدم و هو يجز على أسنانه محاولا التحلي بالهدوء :"الف مرة قلتلك صوتك ميعلاش يا ياسمين...تعالي نطلع اوضتنا فوق خلينا نتناقش بهدوء و نتكلم..
ياسمين برفض و هي تدفعه :" لا مش عاوزة اتكلم معاك...روح للست نيرفانا هانم خليها تنفعك.. داه حتى اسمها مقرف زيها".
آدم و هو يكتم ضحكاته حتى لايزيد غضبها:" يا حبيبتي انا مالي بيها.. دي بنت المدير الجديد اللي عينته يمسك فرع اسكندرية ما انت عارفة انا صفيت كل أعمالي برا و بحاول افتح فروع جديدة هنا...عشان افضل جنب عيلتي و مسافرش ثاني ".
ياسمين :" و هي إيه اللي جابها العشاء مش المفروض يجي المدير هو و مراته بس...دي بتتغزل بيك قدامي بكل وقاحة انا عمري ماشفت كده ".
آدم محاولا تهدئتها:" يا حبيبتي دي بنت صغيرة متحطيش عقلك بعقلها".
جن جنون ياسمين من هدوئه لتهدر بغضب:" آدم متجننيش انا كنت قدها لما تجوزتك... متجننيش ببرودك داه ،البنت عينها منك و بتحاول تقربلك و باين عليها مش سهلة دي حتعمل من شغل ابوها حجة و مش بعيد تبقى تتنططلك كل شوية في الشركة ".
عقد آدم حاحبيه باستغراب قائلا :"انت جبتي الأفكار دي منين، البنت حتسافر مع أهلها اسكندرية عشان شغل ابوها ".
ياسمين :" آدم انا بحذرك المرة دي انا دلقت عليها العصير و شتمتها بس... إنما المرة الجاية و الله لكون جايباها من شعرها اللي مش عارفينله لون داه و امسح بيها البلاط، بني آدمة مستفزة مبتستحيش و هي بتبص لراجل متجوز و عماله بتغازل فيه قدام امها و ابوها...".
قهقه آدم بصخب عندما تذكر كيف هبت من مكانها غاضبة قبل ان تمسك بكأس العصير الموجود أمامها و تسكبه على نيرفانا التي لم تكف عن التعبير عن إعجابها بوسامة آدم و شخصيته المسيطرة
مما أثار جنون و غيرة ياسمين و التي أصرت على ضربها لو لا منعها آدم من ذلك و حملها خارج المطعم و الذي لحسن الحظ كان فارغا... مما زاد من حنقها و غضبها.
نظرت ياسمين لزوجها الذي كان يضحك باستمتاع لتنفجر ببكاء شديد و تتعالى شهقاتها وهي تحاول التكلم و لكنها لم تستطع، نظر لها آدم بدهشة و قد احس بارتعاش جسدها و انها على وشك السقوط وضع يده على ضهرها مشددا من احتضانها بينما رفع بيده الأخرى وجهها لتقابله عيناها الرماديتين الممتلئتين بالدموع...
آدم بحنان :"حبيبتي إهدي مالك فيكي إيه؟ إيه اللي حصل بس".
واصلت ياسمين البكاء دون أن تتكلم ليحترق قلب آدم عليها فآخر ما يريده هو رؤية دموعها...
:"طب قوليلي عاوزة إيه و انا حعمله بس بلاش دموعك دي متنسيش انك حامل و دا غلط على البيبي".
ياسمين ببكاء :"انت كنت ساكت.... و مقلتش حاجة و لا حتى....منعتها...كلمة واحدة منك كانت حتوقفها عند حدها بس انت سكت... هي عاجباك صح مبقتش عاوزني...".
آدم بنبرة حازمة :"انت إيه اللي بتقوليه داه انا مبقتش عاوزك.... الظاهر هرمونات الحمل عاملة شغل جامد...يا حبيبتي انا كنت ساكت عشان اشوف ردة فعلك انت، و الله العظيم مكنت شايفها اصلا و لا فاكر ملامحها حتى... كتلة الالوان المتحركة... اهدي بس و الا حضطر اجيبلك الدكتورة...".
قاطع حديثه حضور ابنتهما آيلا التي أطلت من فوق الدرج و هي تجر دبها الأبيض المحشو الذي لا يفارقها خاصة أثناء نومها... فركت عينيها بلطف ليبتسم آدم  رغما عنه على مظهرها الطفولي

احببتك رغم قسوتكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن