Page 6.

178 30 4
                                    

مُذكرتي العزيزة,

الليلةَ تُداهمني الذكريات وتُزحم عقلي ،
في المرحلة المتوسطة - قمت بفعل أشياء رهيبةٍ لبعض الأشخاص .. أصدقاءُ سابقون.

آذيتهم، آلمتهم، جعلتهم يبكون،
وبدون سبب..
انا نفسي اتساءل عن السبب حتى الآن ؟
لا أدري.

لكن لما لا أشعر بالذنب او الندم تجاه ما فلعت؟
لما لم أشعر بهِما وقتها؟ ولما لم أشعر بهما بأي وقت بعدها؟ ولما لازلت حتى الآن لا أشعر بهما؟

ما هو "الذنب"؟
ما هو "الندم"؟
شُعوران يتكلم عنهُ الكثيرون ..
يقولون أنهما مُعذِبان للغاية،
ينهشانِك ولا تستطيع العيش بسببهما إطلاقاً..

أنا متأكدٌ أن ما فعلته كان خاطئاً ورهيباً، لكن لما مازلت لا أشعر بأي منهما ؟
أمن خطبٍ ما بي ؟

لا أعرف الذنبَ ولم أُجربه يوماً رغم كل الأمور السيئة الي إرتكبتها بحَق غيري .. ولا حتى الندم.

لا أعرفُ الذنبَ أو الندم،
لم نتقابل يوماً.

بالتأكيد، شخصي الحالي مختلف عن شخصي السابق، شخصي الذي فعل تلكَ الأمور، لقد تغيرت..

وصحيح، أتمنى لو أعودُ بالزمن وأسحبُ تلكَ الأفعال أو أمنع ذاتي من فعلها ..
لكن مازلت لا أشعر بالذنب.

فات الآوانُ على كُلٍ ..

كانوا ٣ أشخاص.

كذبتُ على جميعهم كذباتٍ شنيعة..
٢ منهما نفس الكذبة،
والأخيرُ كذبةٌ مختلفة.
وكُلهم تأذوا بسببها .. بسببي
وبدون أي هدف.

أليس غريباً ؟

لم أجرؤ على إخبارهم بالحقيقة، لذا أكملتُ الكذبة حتى أتممتها، ونُسِيَت.

بعدَ سنة، إعتذرتُ منهم..
لكن لم أخبرهم بعد بأن ماقلته وماحدث كان كذباً، ولن أفعل، الحقيقة أهول من أن أدعهم يعلمونها ..
لذا عندما إعتذرتُ، أكملتُ نفسَ قصة الكذبات التي حكيتها مسبقاً.

وجعلتُ الأمور أسوء..
لو بقيتُ صامتاً كان ليكون أفضل.

بعد تغيُري قطعت على نفسي عهداً بألا أكذب ثانيةً أبداً لأصدقائي، وأن أحاول ألا أؤذي أحداً مجدداً أبداً ، وأن أعمل على إسعاد الناس بأضعاف ما آذيتُ في ماضيَّ ..

لكن لما أشعر بأنه مهما أسعدتُ الناس وساعدتهم فلن يتمكن شيءٌ من سَد مكانَ تلكَ الفجوة في صدري أبداً ؟؟







.

إدمانُ المُتشفَيات | هيُونينِقكايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن