-2-

212 36 7
                                    

" لما اسئلك حتى الامر واضح وضوح الشمس ؟! " قال ليغرس يديه في جيوب بنطاله و يمشي مبتعداََ عني لقد اخذ انطباع سيء عني بالتأكيد .. يالغبائي !

حملت حقيبتي بعد ان احكمت اغلاقها أخيراََ .. لأشق طريقي نحو مكتب المدير .... مهلا اين هو ؟!

تبعت من كنت أحدثه قبل ثوان لأمسك بطرف قميصه أوقفه عن التقدم أكثر لأجد نفسي ألهث محاولة إستعادة نفسي ..  التهاب مجاري الهواء في الرئتين أو الشّـُعَب الهوائية وتضيقهما هذا الأمر الذي يُقلل أو يمنع من تدفق الهواء إلى هذه الشعب مسببًا نوبات متكررة من ضيق التنفس التي يرافقها صفير بمنطقة الصدر وبعض الأعراض الأخرى .. أو ما يدعى بمرض الربو المزمن و بالنسبة لي فهو خفيف و متعاقب لا يصيبني عادة إلا عند القيام بجهد عضلي .. التعرض للغبار مباشرة أو التواجد في أماكن ضيقة تفتقر للأكسجين و أمور مشابهة .

 رمقني ببعض النظرات ينتظر مني ان أنبس بحرف لكنني تأخرت في ذلك بسبب تعبي ليقطب حاجبيه نحوي و يردف " سيد منحرف ماذا تريد ؟؟" اللعنة هل سنبدء ثانية اتذكر انني وضحت له قدر المستطاع انني لست كذلك لما لا يستوعب و حسب " انا لست كذلك توقف !! " زمجرت بنبرة قوية ليبعد قميصه عن اناملي التي كانت تتشبث به و يجمع ذراعيه في صدره بينما يحرك قدميه بسرعة كما لو أنه يرغب في إنهاء هذا الحديث بيننا بأسرع وقت لإخلاء المكان أو الإبتعاد عني ! .. بمعنى أخر هاتي ما عندكِ بسرعة !

 " انا طالب جديد هنا و لا اعرف المكان لذلك اين يجب ان اذهب " نظر الي قليلاََ كما لو أنه يفكر في جواب مناسبِِ لي  ليردف بعدها بهدوء " اذا كنت في سنتك الاولى فقط توجه الى مكتب المدير " مهلا هل هو غبي ام انني اتخيل و حسب ؟؟ لقد قلت للتو انني جديد !! ماللعنة التي لم يفهمها من كلامي البارز و الذي لا غبار عليه ؟

" عفواََ .. انا لا اعرف مكانه " حمحمت بتصنع .

 " في اخر ذلك الدرج " قال بينما يشير الي إلى درج اخر طويل كاللعنة  ! .. بدأت اكره إمتلاء هذه الجامعة بالسلالم انه لأمر متعب حقا !! خاصة بالنسبة لشخص ضعيف البنية مثلي ..

" شكرا لك " إنحنيت شاكرةََ إياه حاولت تصنعه لعل ذلك قد يفيدني في تغيير نظرة هذا الشاب لي .. على كلِِ أنا حاليا شاكرةٌ للأكسجين و الهيدروجين و جل الغازات المتطايرة بالهواء لأن صديقنا قد رحل بالفعل .. لا أرغب في مزيد من الإحراج !

زفرت الهواء و انطلقت باتجاه السلم التالي اجر اذيال الخيبة معي فمن أول خطوة لي في هذه الجامعة كونت عدواََ يعتقد أنني منحرف مخبول ! ... لحسن حظي انني إلتقيت بشاب طيب ساعدني في تجاوز تلك الدرجات ليسألني بفضول قبل مغادرته المكان " الى اين تنوي الذهاب ؟؟ " حدقت به قليلاََ ثم نظرت للمكان حولي " الى مكتب المدير " تمعضت ملامحه بمجرد سماعه لردي " هو ليس من هذا الإتجاه في الواقع .. انه في الاسفل " شعرت بالغدر بمجرد نبسه لأخر كلماته ! .. لقد تمكن مني ؟! .. ذلك السخيف في السابق تعمد دلي على الطريق الخاطئ .

The nine-tailed foxحيث تعيش القصص. اكتشف الآن