-12-

138 17 14
                                        

طوال الوقت أعاني من تدفقات مستمرة للأفكار في عقلي، التفكير الزائد أو المفرط يحيط بي من كل النواحي، وغالبا ما أسترجع في ذهني الحوارات و الأحاديث و المواقف التي حصلت معي في وقت مضى، حتى تلك القديمة منها و التي كانت قبل سنوات في فترة مراهقتي بل و حتى طفولتي .. كل تلك الذكريات التي مرت بي و حفرت مكانها في نفسي و التي لطالما كانت تؤرقني في فترة ما عادت لتفعل ذلك ثانيةََ بي الأن ..

منذ تلك المشاجرة و أنا في هذه الحال !

أجد صعوبة في التواصل مع الجميع و كعكس العادة أستمر في الإنغلاق على نفسي و المذاكرة فقط ! .. حتى بالنسبة لبارك أستمر في محاولة تجنبه طوال الوقت .. ليس بعد ما حصل له بسببي ! .. لا أقدر على النظر في وجهه حتى !؟

تدهورت علاقتهما ببعض بسببي .. علاقتهما التي دامت لألاف السنوات هُدِدت بسبب غباء و عدم مبالاة مني .

أتمنى فقط أن ينتهي هذا بسرعة و حسب .. أتمنى أن أختفي من حياتهما و أتوقف عن العبث في الارجاء و إفساد كل شيء بهما .. ذقت ذرعاََ من كل شيء !

" نايون ! " رفعت هاتفي أجيب على الإتصال الذي أبى أن يتوقف .. لا أرغب في أن أحدثها و أنا بهذه الحال .. لن أشغل بالها بي أكثر مما هو مشغول بالفعل " جيهيو ؟ .. أين كنت لما تأخر ردك ؟ "تسائلت و القلق بادِِ على نبرتها لأجهز صوتي من أجل الرد بطريقة مناسبة " لقد كنت أذاكر .. لم أسمعه مبكرة "

- " لما تفعلين ذلك ؟ .. ثم منذ متى و أنت تذاكرين في منتصف الليل .. عليك الخلود للنوم جيهيو "

- " إذاََ لما اتصلتِ بي في منتصف الليل من المفترض أن تسمحي لي بالنوم ؟ " تحركت أعود إلى سريري أستلقي بعد أن أعدت كل تلك الكتب إلى أماكنها " جيهيو .. هناك شيء ما غريب بكِ .. لست مرتاحة منذ أخر إتصال .. " قاطعتها بتنهد " نايون دعينا نتحدث عندما أعود للمنزل "

أغلقت المكالمة بعد سماع وداعها لأرمي الهاتف بعيداََ و أنزل من على السرير ثانيةََ متجهة نحو الباب الذي قرع لأفتحه .. يونغي لم يقضي أياََ من الليالي الثلاثة الماضية هنا ! .. هل يعقل أنه عاد !

سأفتح الباب و أعود بسلاسة إلى سريري لن أدخل معه في أي مشادة لفظية .. يكفيني مزاجي المتعكر بالفعل .

رفعت يدي نحو المقبض لأزفر الهواء أعِد نفسي لمواجهته بوجهِِ خالِِ من المشاعر .. أدرت المفتاح و من ثم المقبض ليختفي الحاجز بيني و بين من يقف خلف الباب !

" دعينا نتوقف عن تجاهل بعضنا البعض و أن نحاول حل ما وقعنا فيه " تحدث من يقابلني بهدوء و ملامح ثابتة كعادته بينما وقفت أنا أرمقه بتردد .. أصبح من الصعب علي التعامل مع جيمين حتى !

" هل يمكننا الحديث ؟ " أضاف بعد أن طال صمتي و سيطرت علامات الإضطراب على وجهي لأجد نفسي أتراجع للخلف رافضة الفكرة " ليس الأن .. أريد الحديث معك كجيهيو .. بإمكاننا اللقاء غداََ صحيح ؟ " تحدثت مشيرة للسبت .. اليوم الذي سيطلق فيه صراحنا ليعود كلٌ منا إلى دياره و أعود أنا خصيصاََ لبارك جيهيو !

The nine-tailed foxحيث تعيش القصص. اكتشف الآن