- 6 -

158 29 10
                                    

" لقد كانت هناك فتاة .. و قد كانت تموت !! " خرج مين من غرفته بينما يهذي بكلمات فهمت بعضها فقط ليقترب مني و يضرب الجدار خلفي بقبضته محاوطا إياي بجسمه بينما تبرق عينيه بحمرة قوية و مخيفة بثت الرعب في كياني .

" و لقد كنت أراقب موتها بصمت !!! "
إرتجف قلبي مرتعشاََ من كلامه كما لو أن ما يتحدث عنه يعنيني بشكل أو بأخر.
" يونغي.. هل هذه رؤية ؟" خاطبه جيمين ممسكاََ بذراعه ليدير الأخر نظره نحوه بينما تعلو ملامحه الهائمة علامات رفض باتة لما تفضل به الأخر كما لو أنه لا يريد أن يكون كلام جيم حقيقياََ..
إستمر الأمر لبضع دقائق حتى شعرت بألم معدتي يعود لا بل و أكثر حدة من اليوم الأول لأمسك بها مانعة نفسي من إبداء أي علامات تألم أمامه يكفي إرتعاش قلبي من نظراته المرعبة.
" مينهو.. مالذي تخفيه عنَّا؟.. ما تفسير رؤيتي لتلك الفتاة عند ملامستي لك ؟.." إستوقفه عن الحديث صوت جيمين الذي رد على تساؤلات بسؤال أخر " إنه مجرد طالب عادي مالذي قد يخفيه برأيك؟" أمسك بيدي عند إنهائه لأخر كلماته منتشلاََ إياي من بين ذراعي الأخر يبعدني عنه كما لو أنه يخشى علي منه ليستمر يونغي بتتبعي بنظراته باثاََ الرعب أكثر فأكثر بخاطري.. كان ذلك قبل أن يوقف تحركي هو الأخر ممسكاََ يدي الأخرى لأتوسطهما كما لو أنني دمية يتصارعان عليها.
" لقد كانت الفتاة ملعونة.. ذات شعر أحمر !"
شعر أحمر!! إنها أنا.. أنا من كنت أموت في رؤيته.. أنا الفتاة الملعونة التي يتحدث عنها.
تضببت رؤيتي فجأة بسبب رغبة جفناي العارمة في ملامسة بعضهما.. دوار غريب أصابني ليصبح الصقف تحت قدمي و الأرض فوق رأسي.. هذا ما أتذكره قبل أن أسقط مغشاََ علي في حضن جيمين الذي إلتقطني سريعا كما لو أنه كان يتوقع سقوطي في أي لحظة.
...
" لماذا تفعلين هذا بي.. هل كنت مجبرة على بناء هذه الجسور و الحواجز بيننا" صرخ شاب مغبشة ملامحه في وجه الفتاة التي تقابله بعيني منتفختين من كثرة البكاء الذي أثر على قلبها ليجعله أكثر ثقلاََ من جهته لطالما كان سبب بكائها و عويلها طوال الوقت و ما يجمعهم كل هذه المدة كان مجرد سراب يزول مع الوقت.. تلك المشاعر المختلطة التي يكنانها لبعضهم كانت تعيق تقدم كليهما للأمام كيف لا و السماء لا ترغب ببقائهما معاََ أكثر من هذا.. ربما على تلك العلاقة و الأحاسيس المقدسة بينهما أن تكون عابرة وحسب كأي علاقة نهاية مطافها الفشل و الإنفصال.. البكاء و التحسر.. لكن هذه المرة هي لم ترغب في النسيان كأول العلاقات التي عاشتها.. لم ترد أن يكون مجرد ذكرى بالنسبة لها.. بل تريده أن يكون البداية و النهاية معاََ.
" أسفة.. كنت أعلم منذ البداية أن هذه اللحظة ستأتي لكنني لم أشئ الإبتعاد حتى و لو للحظات أعيشها معك أردتها أن تولد حتى لو كانت النهاية ستظل واحدة" رفعت قدمها لتصعد على حافة المبنى الذي يقفان عليه جاعلة من دموعها تتدافع مختلطة مع الرياح القوية و الأمطار الغزيرة التي تتساقط بتسارع من السماء الرافضة لحديثهما هذا.
" حمقاء.. تعلمين أنه لا يمكنني منع القدر " صرخ بحنق لتسقط دمعة إستطاعت الأخرى فرزها وسط خده الممتلئة بمياه الأمطار مبتسمة برضا و حيوية كما كانت دائماََ بتلك الروح المرحة التي تلامس أوتار قلب الكائن الواقف أمامها ليس و كأن ما تعيشه أصعب مما تستطيع روحها تحمله .
" حتى لو عدت بالزمن ما كنت لأمنع علاقتنا ففي الأخير أنا.. حمقاء كما تعلم " فردت ذراعيها لترمي بذلك الثقل الذي أحاط قلبها لتسقط محلقة في فضاء أحلامها التي تمنت لألاف المرات أن تتحق ولو واحدة منها.. بقائها مع من تحب!!
لكن القدر هو القدر!!!
...
" لا تفعععععل!!! " صرخت بهلع لأجد جسمي يرتجف بقوة و تنفسي يتسارع بمجرد رفعي لجزئي العلوي عن السرير ألتمس قلبي الذي غزت دقاته السريعة ساحة سمعي وسط تلك الغرفة المعتمة من الأضواء.
" قلبي.. إنه يؤلم" همست ليفاجئني إنزلاق دمعة من جفني لتزين خدي.. هل هو كابوس.. من كان ذلك الشخص؟
صوت صرير الباب الذي إنفتح لينبثق منه ضوء أثر على رؤيتي جاعلاََ مني أغلق عيني رغم عدم قوته ليظهر من خلفه هيئة رجل عرفت هويته بمجرد إقتراب مني.
" يونغي.." حاولت التحدث بصوت معتدل لكن بحة صوتي جعلت كلامي أشبه بالهمس..
" أعطني يدك ثانية" تفاجئت من كلامه الغريب بينما يقترب بخطوات متثاقلة مني لأجد نفسي أهرع نحوه بعد رؤيتي لقربه من السقوط أحتضنه بين ذراعي مستخدمة فخذي الأيمن كوسادة له.
هل هو متعب بسببي لهذه الدرجة.. لقد كان مجرد تلامس بسيط ليدينا جعله هكذا ماذا إن فعلها ثانية.. حدسي يقول بأن هذا سيخلف نتيجة سيئة.
" أظن أنه عليك أن ترتاح أكثر" رفعت نفسي و رفعته بصعوبة عن الأرض أساعده على المشي بإعتدال مستخدمة كتفي لأقله نحو السرير.. وصلت و أخيراََ بعد مشقة نفسٍ لوزنه الثقيل للسرير حاولت وضعه عليه بهدوء لكنه أبى ذلك بتحركاته المفاجئة لأخرج بالنتيجة النهائية نظراََ لتصرفاته و التي هي رميه على السرير.
هذا ما فعلته لكنه فاجئني بتشبثه بخصري يدفعني للسقوط معه و هذا ما حصل فها هي ذي حضرتي تستلقي على صدره بينما يتشبث بخصري من الجهتين بعناد رافضاََ فكرة إبتعادي .. أراهن على أن من يرانا على هذه الحال سيسيء الظن أياََ كان.
" يونغي.. أترك.." همست محاولة الهرب من قبضته لكنه كان أقوى بكثير مما أقدر على إفلاته.
" من تكون؟"
جفلت لسؤاله الذي بدا جاداََ جداََ ليجيبه صمتي المحدق الذي جعل من الموقف أكثر توتراََ ففوق كوننا بحالة غير سارة تواصلنا البصري يشعرني بالقلق.. ليس من عاداتي الكذب و لن أخبره بهويتي حقاََ لكن.. لن أكذب سألتزم الصمت وحسب.
" أعطني يدك" همس بأذني ليقرب أنامله من كفي الذي تمركز بصدره.. لسبب ما أبعدت يدي عنه قبل تلامسهما.. لا أريد أن يزداد وضعه سوءاََ و أضطر للتعامل مع تصرفاته الغريبة أكثر.
إنتهزت فرصة كونه أرخى قبضته على خصري لأرفع نفسي من على فوقه و أهرع مغادرة الغرفة.. إتضح لي فيما بعد أن ألم معدتي إختفى لأدرك أنه بسبب لمس يونغي لي.. يا إلهي هذا مرعب حقاََ.
كما لو أنه سحر مثيرٌ للإعجاب!
تجاهلت أفكاري المختلطة لأعيد فتح باب الغرفة التي كنت بها قبل دقائق لتفحص حال مين بها إذ هو نائم على سريره بكل هدوء و سكينة فما كان علي غير الإنسحاب دون إصدار صوت قد يتسبب بإزعاجه.
" أمااا.. جيمين" إستدرت بمجرد غلقي للباب لأتفاجئ ببارك الذي كان يراقب تحركاتي من خلفي دون علمي.. هذا مخيف كيف لم أكتشف أمره.
" جيمينا.. هل يمكنك التخفي؟ " قابل سؤالي وجهه الخالي من التعابير و كلمة لا من ثغره لأعيد صياغة سؤال أخر غبي.
* " ماذا عن الطيران؟ "
- " لا.. جيهيو هل تحاولين تشتيتي عن ما فعلته تواََ" عضضت شفتي السفلى بتوتر عند أخر كلماته لأرفع يدي عالياََ محاولة تفسير الأمر له لكنه سرعان ما أوقفني عن الحديث مقاطعاََ إياي بكلامه " لقد شرحت لك بالفعل أنه ليس عليك الإقتراب منه أكثر من اللازم و هذا لن يكون بلا معنى تعلمين أنني أزن َكل حرف أقوله قبل النطق به و ما كنت لأمنعك من هذا دون سبب بارك.. ثم.. ثم" ذبلت عيني و ملامحي أمام كلماته لأشعر بالأسى عليه كونه يفعل هذا من أجلي أما أنا فلا رجاء مني.
" أسفة.. أنا حقاََ أسفة لقد كنت فتاة سيئة " إعتذرت بصدق أمامه بينما أنزل رأسي أخجل من النظر بوجهه حتى.
" جيهيو.. هل أنت الفتاة التي رأها في رؤيته.. هل أنت المعنية أجيبي ؟" رفعت رأسي لأحاول تحريك شفتي رافضة تفسيره لكنني إستسلمت قبل فعل ذلك لأقول الحقيقة " نعم.. أنا هي ذات الشعر الأحمر "
تغيرت ملامحه لتصبح أكثر جدية أما أنا فإستمررت بمحاولة عدم النظر نحوه البتة لكنني فشلت عند سماعي لتعليقه الأخير.
" هذه لعنة من السماء بارك"
إعتدت على سماع هذا فولادتي بشعر كخاصتي في بلد كبلدي سبب لي المزيد و المزيد من التنمر و العذاب.. نعتي باللعنة ليس بالجديد علي لكن من شخص كجيمين هذا ألمني حقاََ.
" لماذا إخترت هذه الصياغة لقول ذلك .. أنا لم أختر كوني هكذا!" منعت دموعي من الإنهمار و بصعوبة عند كلامي فشريط الذكريات المخيف الذي عاد إلي مع نعته لي بتلك الصفة كاد يبكيني أمام شخصٍ لا أحبذ رؤيته لي بمثل هذه الحال.
" هذا ليس إستصغار لك إنما هي الحقيقة.. ولادتك بشعر أحمر يعني اللعنة بلغة السماء و لكن.. لماذا أنت و لما كنتِ تموتين في رؤية يونغي ؟"
أعادني ذلك للأرض الواقع بعد أن سرحت في محاولة عدم السماح لمياه عيني بالجريان و معه حق.. لما كنت في حلم يونغي و لما يسميه بالرؤية.
" ما معنى الرؤية ؟ .. أقصد هل هي بتلك الأهمية حقاََ ؟ .. بدا يونغي جاداََ جداََ للغاية  " سؤالي جاء برغبة كبيرة من خاطري في معرفة جوابه رغم كوني لا أكون فضولية جداََ في أمور من أكره لكن هذه المرة تسائلت حول مين و سحره الفريد من نوعه.
" للكوميهو القدرة على رؤية أقدار بعض الناس و ما ينتظرهم في المستقبل و كونه رأك تموتين و هو بقربك فإن ذلك من المحتمل حدوثه فنسبة خمسة بالمئة فقط تحتمل الخطأ في رؤية كوميهو و هي نسبة صغيرة جداََ"
خفق قلبي سريعاََ عند سماع تفسيره المخيف.. هل يعني هذا بأنني سأموت و بطريقة بشعة أمام يونغي.. قال بأنه كان يراقب موتي بصمت أي أنه من قتلني.. لابد أن هذا التفسير الوحيده لكونه قربي و لا يحاول مساعدتي.
" هل يعني أنني سأموت على يد مين يونغي!!! " شهقت بينما ألقى بتفسيري أمام من يراقب خوفي الواضح بصمت مقيت.
" هذا وارد"
صرير إنفتاح الباب قاطع حديثنا ليخرج يونغي من خلفه يتثاوب دلالة على إستيقاظه من النوم تواََ لأجفل و يتحرك جسمي مبتعداََ عنه بخوف بعد أن على صراخي أجلس بينما أمسك أذني رعباََ.
لم يعد مين مجرد شخص أكرهه و لا أطيقه فحسب بل مصدر تهديد حقيقي لي أيضاََ!!

To be continued :

بوم بوم بوم... شوفوا مين عاد.. أنا.
عم أسحب عليكم كثير بعرف بس للأسف عندي إنشغالات أخرى غير الكتابة فأنا حاليا بعطلة و ما عم بظل بالبيت أبداََ و كل يوم بخرج مشوار مع العيلة و مرات لحالي.
عشان أدخل بنفسية جديدة للمدرسة تعرفون.
المهم نعود للرواية.
رأيكم بالبارت.
تسلسل الأحداث و طريقة السرد هل تروقكم أم لا.
نصائحكم و إنتقاداتكم.
أشياء ما حبيتها في الرواية ككل.
سؤال البارت لا أحد يسحب مرة مهم رأيكم:
شو سبب وقوف يونغي أمام جيهيو إلي عم تموت بدون فعل شيء كما لو أنها لا تعنيله شي؟
و هل الرؤية ألي تنبأ بها يونغي ستتحقق مستقبلاََ؟
أصحاب القلوب الضعيفة أنصحكم بعدم إكمال الرواية إلى الأخير.
شروط البارت الجاي :
80 قراءة + 20 تعليق + 20 فوت
نلتقي بالبارت الجاي حبايبي باي♥️♥️♥️♥️♥️👋👋👋👋👋👋

The nine-tailed foxحيث تعيش القصص. اكتشف الآن