إن أروع شيء يمكنك أن تفعله في حياتك هو أن تبيع روحك لي.. أنا أملك كل شيء.. أملك نفوس الناس.. وأملك عقولهم.. وقلوبهم.. أنا أفتح لك كل الأبواب.. كلها بلا استثناء.. أين تريد أن تصل؟ مال أم سلطة أم جاه أم شهرة.. أنا أعطي بلا حساب.. عطاءً حقيقيًّا سريعًا تلمسه بيدك.. أنا الذي خُلِقت لما خُلِق الزمن.. وسأحيا إلى أن ينتهي الزمن.. إنهم يخفون اسمي عنك.. يوهمونك بأنني سيء.. يريدون أن يحتفظوا لأنفسهم بالكعكة كلها.. لكني سأخبز لك كعكتك الخاصة.. قلها معي ولا تخش شيئًا.. "بافوميت".. اسمي العظيم هو "بافوميت".. لابد أنك تريد أن تراني.. لست مؤهّلًا بعد لهذا الأمر.. لا لنقص فيك يا عزيزي حاشاك النقص.. وإنما لأن قلبك المرهَف لربما يتفتت من عظمة ما يراه.حديثنا سيكون عنِّي أنا في البداية.. كنت بائع تحف قديمة عربي في القدس.. لا تستنكر هذا الآن وتسألني عمَّا رأيته على الطاولة في تلك الكنيسة التي أدخلتك إياها سابقًا.. هذا تساؤل سابق لأوانه.. عجوزًا كنت.. أكثر أسناني قد سقطت.. وفي لحيتي سبع شعيرات منثنيات.. وها أنا أجلس نصف عارٍ في أحد حمَّامات القدس الشهيرة.. حمَّام علاء الدين.. وكلمة حمَّام في ذلك العصر كانت تعني ذلك البناء الإسلامي الفخم الضخم ذا الثلاث قاعات (بيوت) والذي يرتاده الناس للاستحمام.. كنت في بيت التسخين.. والبخار يسخن جسدي العجوز.. لم تغب عيناي عن ذلك الشاب المفتول العضلات الذي يجلس بالقرب منِّي في شرودٍ.. كنت أرتقبه منذ أيام.. وهاقد جاءت الفرصة لأحدثه على طبقٍ من ذهب.. اسم هذا الشاب هو الاسم الذي بدأ به كل شيء.. اسمه "هيو بايون".. فارس من فرسان الصليب
- "هيو بايون".. هل علمت زوجتك "كاثرين" بالأمور الشنيعة التي فعلتها في النساء ؟
قال "هيو بعينين متسعتين مندهشتين:
- ما الذي.. بل كيف تقول.. من أنت أيها العجوز الخرف؟
نظرت إلى عينيه المتسعتين وقلت:
- أنا عملك القذر يا "بايون".. أنا وجهك الأسود الذي تخفيه وراء قناع الفروسية والتديُّن.
استيقظ الفارس الكامن في "هيو" وأمسك برقبتي في عنفٍ وقال:من أنت أيها الحقير.. وكيف تجرؤ على التفوّه بهذا الكلام القذر.. وكيف تعرف كل هذا الهراء ؟
توقف كل ذي استرخاء عن استرخائه واعتدل مرتادو حمام علاء الدين لينظروا للفارس "هيو بايون" وهو في أكثر لقطاته جنونًا.. حيث يصرخ ويمسك ويهدد العمود الرخامي الذي يجلس بجانبه.. انتبه لهم "هيو" للحظات ثم أعاد النظر إليَّ ليجد فراغًا يزينه عمود رخامي ذو نقوش جميلة... أخذ "هيو" ينظر حوله كالمجنون يبحث عنِّي.. ثم ينظر إلى دهشة الناس ويقول :
- ولكن.. ولكنه كان هنا.. ذلك العجوز.. الخرف.. ألم يرَه أحدكم ؟************
عيد الزيتونة المسيحي.. أو مايسمونه هنا عيد الشعانين.. تجمَّع سكان صليبيين حاملين لأغصان الزيتون وحجَّاج في الساحة ثم توجهوا في موكبٍ ضخم إلى وادي الأسباط المجاور.. ليقابلوا هناك موكبًا ضخمًا من رجال الدين ورؤساء الأديرة الذين يحمل أحدهم الصليب المقدس.. فيجتمع الموكبان ويعودان ليتجها إلى الساحة كان "هيو بايون" وسط كل هذا.. ويبدو أنه كان يستحم ذلك اليوم في حمَّام علاء الدين لأجل هذا العيد.
كان رجال الدين وفي مقدمتهم حامل الصليب المقدس يطوفون حول الساحة.. وفي هذا رمز لطوفان الصليب المقدس حول هيكل سليمان.. كنت هناك واقفًا مع المتفرجين الفضوليين.. اقتربت من "هيو" في هدوء وقلت له :
أنت تقرأ
Creepy Theories
Ужасыهنا تجد قصص العالم السفلي التي تاخذك للجانب المظلم من الحياة مع تسائلاتك التي لن تنتهي الغلاف من صنع @Tafard_team