الفصل الأول "بداية النهاية"

97 5 4
                                    


دائما ما تكون النهاية تمهيداً لحياة جديدة،. حياة مجهولة لا أحد يعرف مصيرها ، قد نظن لوهلة أن الحياة قد فُتحت أبوابها لنا ، فنستقبلها بصدر رحب.. ولكن أمن الممكن أن نأمن تلك الحياة؟!

..................

أقدام مُهرولة تأكل في الأرض أكلاً ، و بعض الأصوات الهامسة تتسائل عن سبب جلبة اليوم وآخرين متلهفين لمشاهدة الجلبة _المعتادة_ ، ازدادت الهمهمة والنظرات المشفقة مع ازدياد صوت الصراخ الصادر من أحد المنازل المهترئة في إحدى عزب محافظة دمياط ، وداخل ذلك المنزل عشوائي البناء _العشَّة ان صح القول_ صدر صوت غليظ خالي من أي عاطفة :

" كنت مستني ايييه من أرض بووور"

تلى انتهاء تلك الجمله المهينة صفعة دوت صداها في أذان الحاضرين تبعها صرخة متألمة ، و ازدادت معها نظرات الشفقة و اليأس.. وأخرى شامتة!

"ايه يا رجالة انتوا هتفضلوا واقفين تتفرجوا الست هتموت في ايده..."

صرخت بها احدي نساء العزبة و الأكثرهم عطفاً تستنجد الرجال المتواجدين لإنقاذ تلك المرأة من براثن زوجها القاسي، ولكن لم تجد سوى رداً محبطا من أحد الرجال قائلا :

" واحنا مالنا ي ست سعدية ، اهو كل يوم ع الحال دا ومحدش يييقدر يقوله حاجة... "

ويرد آخر أكثر احباطا :

" واااحييد و بيربي مرااته احنا مالنا بقااا.."

وآخر وآخر....... لم ينصفها رجل واحد بانقاذ تلك المسكينة رغم استمرار صوتها الصارخ..
نقلت "سعدية" نظراتها المشمئزة بين هؤلاء الرجال، ونظرة أخيرة عازمة على التدخل تلك المرة.

اتجهت بعزم تطبق قبضة يدها _تهبد بها_ بكل قوتها على الباب تطلب من ذلك الهمجي بشتى الكلمات أن يتوقف ويفتح لها ، ومع تشجيع النساء لها و ازدياد صياحهم و حميتهم اتجاه ضرب تلك المسكينة ، و لشدة اهتراء الباب وضعفه كان من السهل... كسره ، لم تتردد تلك ال "سعدية" في اقتحام المنزل هي ومن حولها من النساء ذوات الجسد الممتلئ :

" يكش تنفعكوا الشنبات... بلاا وكسة"

جملة مهينة لكل رجل يقف ألقتها عليهم "سعدية" وهي تقتحم المنزل ساحبه.. "آمنة".. الجاثية أرضاً، من براثن زوجها الذي استفاق على ازدحام _عشتهم_ بنساء تصرخ به وبعنفه.

خرج "فتحي" يخفى هروبه منهن في غضب مصطنع  بكل تبجح وكأن له الحق في ذلك تاركاً تلك الملطخة بالكدمات تسندها النساء.
تبكي ألماً على حظها العثر الذي اوقعها مع رجلا مثله يبعثر كرامتها أرضاً بكل قسوة كل ليلة!

تصنع بعض الرجال المشاركة و سحب ذلك المسمى "فتحي" _الهمجي_ بعيدا عن " العشة" وكأنهم قاموا بدور عظيم في إنهاء تلك الليلة!

المكتوب ع الجبين /مايا عباسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن