14» Reborn

379 31 23
                                    













” ما هو قرارك هونغجونغ ؟! “
سأل يوسانغ بعد أن عاد إلى العالم الطبيعي ، حيث وقفا وسط عاصفة الدمار .

أزرق الشعر فكر طويلا في الأمر ، بقاؤه على قيد الحياة يسبب مشاكل أكبر للعالم . الدمار وشيك ، ولا مفر له من مواجهة مصيره المحتوم .

هو فكر بوالديه ، اللذان ربياه و اعتنيا به منذ صغره ، رغم كثرة و مشاكله . لم يبخلا عليه بحنانهما و اهتمامهما . بذلا كل جهدهما ليعيش حياة طبيعية مثل بقية الأطفال .

هناك أيضا أصدقاؤه ، أصدقاؤه الذين وجدهم معه في السراء و الضراء . الذين قضى معهم أفضل سنوات حياته ، واستمتع رفقتهم .

كذلك سونغهوا ، الذي كان أكثر من أخ بالنسبة له . الذي كان معه منذ طفولته ، وحتى آخر لحظة ، يعتني به و يقاسمه كل أفراحهم و أحزانه .

هو لن يكون أنانيا ، و يسمح لكل هذا أن يزول ، و يتلاشى كأنه لم يكن .
هو يريد لهم أن يعيشوا بسعادة ، حتى لو لم يكن جزاء من هذا العالم بعدها .

نظر إلى يوسانغ ، وعلى أطراف جفونه دموع تأبى أن تنزل قائلا ” افعل ما تشاء ، فقط ... لا اريد ان يحصل شيئ لعائلتي و اصدقائي “

” لا تخف ، هم سيعيشون حياتهم كما هي ... لكن يجب أن يكون وويونغ هنا أيضا “
عبس يوسانغ قليلا متمتما
” لما تأخر هكذا في المجيئ ؟! “




من جهة أخرى ، الشباب كانوا قد غادروا المخبأ ، متجهين مباشرة إلى حيث يقودهم وويونغ .

باقترابهم أكثر الى مكان يوسانغ ، أصبح النظر إلى الأمام شبه مستحيل بسبب الريح و الغبار المتصاعد في كل مكان .

” ياا وويونغ ، متأكد أننا في الإتجاه الصحيح ؟! “ صرخ سان وهو لا يكاد يرى أين يضع قدمه .

” أجل ، نحن قريبون جدا “ أجابه بنفس النبرة ، مواصلا التقدم .

بعض بضع خطوات للأمام ، خرجوا من ستار الغبار ، ووصلوا إلى أرض مسطحة يقف في وسطها شخصان .
وهم تعرفوا عليهما في ثواني معدودة .

يوسانغ أحس بوجودهم ، و استدار ناحيتهم بابتسامته العريضة مرحبا بوصول وويونغ .

” لقد تأخرت وويونغ “

الكل كان متفاجئا من ذلك ... مالذي يفعله يوسانغ و هونغجونغ هناك ؟!

” مالذي تفعلانه هناك ؟! “ صرخ سونغهوا ليجيب يوسانغ
” نصحح مجرى العالم ، هيا وويونغ تعال ، فأنا لن أنتظر أكثر “

الأخير كان سيتقدم نحوه لولا أوقفه سان
” أنت مجنون !! مالذي يعنيه كل هذا الهراء ؟! “

” ليس هراء سان ، هو قام بإفساد الزمن ، وعليه دفع الثمن “

أكبرهم بقي يحدق بهونغجونغ الذي يقف هناك في صمت دون النطق بأي شيئ . هو لم يتزحزح ولو بمقدار ذرة .

يوسانغ نظر نحو سونغهوا ، وبدأ يقترب منه حتى بقيت سنتمترات قليلة تفصل بينهما .

” أعطني القلادة سونغهوا “ تمتم يمد يده نحو الأكبر .
الأخير لم يفهم مقصده و بقي يرمقه بنظرات حيرة .

” القلادة التي ترتديها الآن أعطني إياها ، و إلا لن أستطيع تنفيذ مهمتي “

سونغهوا ضحك بسخرية في وجهه مردفا ” ومن كلفك بهذه المهمة ؟! من انت لتقرر حياة الناس و موتهم ؟! هونغجونغ لديه الحق في الحياة . لا هو ولا وويونغ جلب الدمار ، بل أنت من تفعل ذلك .
لقد عشنا سنوات طويلة ونحن على أتم ما يرام . تدخلك هو ما يدمر كل شيئ “

” هل تريدني أن أقتل صديقك ؟!
أنا لست بشرا و لا إلها . أنا كائن مصنوع من الوقت و المكان ، يمكنني أخذ اي شكل أريد .
و جسد صديقك هذا مكان جيد .
يمكنني قتله إن أردت “

الأكبر شعر بالحيرة ، التوتر ، وربما اليأس ؟!
ثلاثة من أصدقائه محاصرين في هذا المأزق وهو غير قادر على فعل أي شيء .

أغمض عينيه و أخذ نفسا عميقا ، فكر بكل الخيارات التي أمامه ، ولم يجد سوى هذا الحل .

” يوسانغ ... هيونغ آسف على هذا “ و في رمشة عين هو قام بطعنه بسكين كان يخبئها تحت كُمّ سترته .

بدأت قطرات من الدم تسيل على يده ، ليسحبها و يعيد طعنه مرة أخرى .
و حين ابتعد عنه أخيرا ، كانت يده مغطاة بالدماء ، و بعض القطرات تناثرت على ثيابه و وجهه .

الجميع كان مصدوما من فعلته . فقط يحدقون بأعين واسعة بينما تتهاوى جثة يوسانغ إلى الأرض .












كل شيئ توقف . وعم الصمت .
إنها لحظة إعادة الولادة .















_____________________




أخيرا ، باقي فصل أو تنين على النهاية .

متحمسين ؟!





I̶n̶c̶e̶p̶t̶i̶o̶n̶ | ATEEZ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن