الفصل الثالث
"حادثة"
هذا ليس الا عملاً قاسياً من القدر في حقي انا شحتة ،اراد ان يغير شيئاً انا لم اهتم به من الاساس ..ولم اكن سأهتم به ،بعض الجمل من عمتي في نهاية حديثنا سوف تفتح عقلي لكثيراً من الاشياء التي لا مهرب منها .. ومع مرور الوقت سوف اعرف اسرار "علام" والدي .
"كأن كل شيئاً كان ضدي حينها ، حتي الاله المتمثل علي شكل القدر كان ضدي"
***
ماتت وماتت مشاعري معها بلا رجعه ..من الصعبِ تقبلُ الامر وخاصتاً علي زوج عمتي الذي من المفترض ان يكون صامداً علي الأقل امام الحضور ،ولكن علي العكسِ تماماً انه منهاراً بمعني الكلمة ..لم يقف لتلقي واجب العزاء من احداً من كثرة بكاءه طول اليوم ..مع هذا ومن حسن الحظ، كان المسن الخمسيني موجداً يومها ،يرتدي زيه الانيق والفاخر واقفاً وانا بجانبه جالساً وقبلي كان زوج عمتي جالساً هو الاخر ..كنتُ صغيراً حينها اتذكر انه لم يكن هنالك الا قليلاً من الحضور ،معظم عائلتنا قد ماتوا سلفاً او هم يعيشون في الخارج منذ مدة ليست بالقليلة .
انتهت الليلة وذهبنا انا وزوج عمتي ومعانا جدي الي شقة لنستريح من التعبِ ..واثناء هذا وبالتحديد اثناء مشينا علي الدرج امسك جدي بيدي بقوة كادت تؤلمني لتترك اثراً ..نظرت لهُ بخوف فأنا اعتقدُ انه مجنون من الاساس ،وحتي انا لا اعرفه او لم يجري حديث فيما بيننا من الاساس رغم انه من المفترض ان يكون اقرب الناس اليِ ..كان يتقدمنا زوج عمتي بفارق ليس بسيط لم استطع ان اخبره ان يبعده عني هذا المجنون ..،حاولتُ الافلات منه ولكن بلا جدوه سألته عن ماذا يريد ولكن لم يجب حتي تركك يدي فجأة وقال :
-سوف تعرف قريباً ،لقد اقترب الوقت ..شحتة.
سمعتُ كلامته وركضت خائفاً منه ،حتي توقفت ونظرت له لبعض اللحظات ادقق فيه بشده ..حتي لاحظت انه حزين او ربما تعيسٌ بالأحرى ..لا افهمه ،حقاً لا افهمه ،لا احد يفهمه ..هذا المسن يخفي الكثير من الاسرار اعلم هذا وكلام عمتي الغريب في اخر جملها يؤكد ان مصيره سوف يربط مصري ..ولكن رغم هذا كلة انا فرح بسبب مشاعره الحزينة علي فقدان ابنته ،وهكذا واذا لم يفوتني شيء فقد فاقدا ابنائه الاثنين ..عمتي وابي ..حقاً بدأتُ اشعر ان كل هذا من فعل القدر الذي لا اؤمن به لكي يربط بينا .
***
جاء صباح اليوم التالي.. وانا وزوج عمتي غير مصدقين ما حدث الي حد الان، لقد مرة ثلاث ايام علي رحيلها وهذا يومها الرابع ..كنا نقابل فيها الناس ونحن شبه فاقدين الوعي ،لنعطي الحق لصاحبة فجدي هو من عاني اكثر فيما بيننا ..هو من كان يقابل الناس طيلة الثلاث ايام الماضية وهو من كان يحضر القهوة ..من كان يحضر لنا الطعام ..اعتني بنا نحن الاثنين انا وزوج عمتي .
جاء الصباح ارتديت ملابسي وانا يتملكني الحزن ..كنت قد قررت قبلها ان اغصب علي زوج عمتي ان يذهب بي الي قبر عمتي ..انهيت كل شيء وها انا سوف ادخل غرفته طالباً منه ان يصحبني ..فتحت باب الغرفة وتفاجأت منه جاهزاً وكأنه تلصص علي افكاري ليلاً وانا حدث نفسي ،لم يتعجب ونظر الي قائلاً وهو منغمس في ارتده قميصه :
-جيد لقد افقت ،كنتُ سوف اتركك واذهب وحدي ..هيا لنتحرك.
انهي اردته حذائه وخرجنا علي الفور وكانت الساعة قرابة الثامنة صباحاً ..امسك بيدي الي ان ركبنا الحافلة التي سوف توصلنا الي المكان المحدد.
امام القبر الذي تتساقط عليه اشاعة الشمس الحارقة في يوماً صيفياً مشمس قاحل ..،جلسنا بجانب القبر مصاحبين شرودنا وحزننا الذي لم يفرقنا ولو للحظة واحدة من هذا اليوم البأس كلاً منا يحاول كتم الدموع من التساقط من الحزن ،نتذكر ايامنا معاً ..التي انتهت بلا رجعا الي الابد.
كنتُ شارداً حتي ايقظني زوج عمتي واضعاً يده عليّ وهو تقريباً غير واعي ..وقد استسلم سلفاً لدموعه ..قال لي بدون الالتفات الي :
-تعلم شحتة عمتك هي اروع شيء حدث لي في حياتي ..هل تعرف كيف تقابلنا وتعرفنا لبعضنا البعض ؟
لم اكن اعرف ولم اكن اريد ان اعرف ،او بالأحرى لا اهتم ..كيف تقابلوا من الاساس ،ولكن علي عكس ..عليّ ان اعرف او بالتحديد اريده ان يتحدث ..لم يرها احداً يتحدث طيلة الايام الثلاثة الماضية من الصدمة التي تعرض لها مسبقاً ..كما قلتُ سابقاً ،تقريباً هو لم يقابل احداً من الضيوف وجدي هو من تكفل بكل هذا كما قولت سابقاً ..حتي الاحزان لها تأثيرٌ كبير علي البالغين ..انا بحبِ لها لم ابكي لهذه الدرجة رغم اني احبها حب الابن للأم ..لا اعرف ما يجب فعلة ..حتي جدي حاول ان يتحدث معه لكي يهدأ ولكن بلا فائدة ..حالته النفسية سيئا بمعني الكلمة ،وها الان هذه فرصتي الوحيدة لكي احاول التخفيف عنه بجعله يتحدث .
اجبته وانا يبدو عليّ نظرات الشغف لأعرف :
-نعم ،اريد ان اعرف يا عمرو .(كانت المرة الاولي التي اناديه بعمرو) ربما هو وقت التضحية بالمبدأ .
اجابني في شرود ناظراً الي السماء الصافية :
"عمرو"
-كنا في الجامعة ..كنتُ اكبرها بشهور قليلة ..كانت جميلة ،اجمل فتاة قد رأيتها في حياتي ..لمعان شعرها الذي لا يوصف ..قلبها الطيب معي ومع كل الناس (كان ينهي الجملة من هنا ويمسح دموعه فوراُ)
كانت كلثوم اجمل ما في الوجود ،اشك انها منا ولكن اعتقد انها ليست الا ملاك قد انار حياتي هذه ..اتذكر اليوم الذي قابلتها فيه في الجامعة ..كانت الجامعة اجبارية حينها ليس مثل الان من يريد ان يذهب ..ولم لم يريد لا يعاقب بالرفض او الفصل.. غارمه ..،كان نظامنا غريباً وفاشلاً حينها ..قابلتها في هذا اليوم الممطر العاصف ..كان يوماً شديداً وصعباً ..كان صباحاً وكان عليّ الذهاب للاختبار ..وصلت بعد كل هذا التعب والمقاومة وجدتُ انها مغلقة ..خفت اذا كان الاختبار قد بدأ وانا تأخرت ..حتي وجدتها حينها كانت تقف بجانبي نفس وقفتي وانا لم الحاظها كل هذا الوقت ..اخبرتني انها سألت رجل الامن قبل لحظات انهُ اصدر قرار بتأجيل الاختبار الي الاسبوع المقبل واغلاق الجامعة اليوم ..ارتاح قلبي حينها ،كل هذا وانا لم التفت لأعرف من هي ..،كنتُ سوف التفت لشكرها لأخباري ..والتفت فوراً حتي وجدتها هي "كلثوم" الفتاة التي لا تفارق ذهني ابداً ،كان الجميع يحاول التقرب منها من اللحظة الاولي في الجامعة ..وكنتُ منهم ولكن استسلمت بسبب عقلي الذي بدء يزرع في الشك ويخبرني :
-"هل انت احمق يا عمرو، لم تجد الا هذه الفتاة الذي يحاول الكل التقرب منها ..انسي هذه الامور الحمقاء ،هنالك من اجمل منك وهنالك من اذكى منك ايضاً ،وهنالك بلا ادني شك من هي تحبُ ،انت لا شيء ..قل انك مجنون اذا كانت تعرف بوجودك من الاساس ..واذا لم تتوفر جميع اسبابي هذه ،أجبني بكل صراحة لما لم تحاول محاولة جدية للتقرب منها ..هل نسيت عمرو؟ كانت معانا منذ ايام الثانوية ..لما لم تحاول التحدث معها علي الاقل حتي .."
حتي أفقت من كل هذا وهي كانت امامي مباشرةً ..لاحظت اني مشوش وشارد الذهني ..بدأت تشير بيدها امامي وهي تقول .."مرحباً ،هل انت هنا ام لست هنا" وكانت تضحك وتبتسم ..سريعاً هززت رأسي قائلاً في توتر شديد :
-نعم انا هنا ،موجود ..اشكرك علي اخبارك لي ،معذرتاً علي الذهاب .
كنتُ قد لعنت نفسي بعد قول هذه الجملة ..كانت فرصة ولكن اظن انني جبان ،نعم انا جبان ولكن لم اتوقع ان يكون لهذا الحد ..علي الاقل رافقها الي منزلها في مثل هذه الاجواء السيئة ..ولكن لا فعلت العكس .
حتي قررت فجأة ان التفت معلناً الحرب علي عقلي ،سوف اتحدها واطلب منها ان ارافقها الي عتبت باب منزلها ..لم اشعر ببرودة الطقس وقتها وكأن طبول الحرب ورمحها المشتعلة تجعلني دافئ ،علي وشك الالتفات لها ..حتي وجدت اصبعاً علي كتفي يطرق مثل طرق الباب ..يلاحقها صوتاً جميلاً يصعبُ وصفه ..لست ابالغ اذا سمعت صوتاً قادماً من السماء ..اذا عليّ انا لسجلته وجلست استمع له عديداً من المرات وحدي ..تمنيت حينها اذا صمت كل من كان علي الارض للسماع بوضوح ،كان صوت "كلثوم" تقول :
-معذرتاً اذا لم اسبب لك ازعاجاً ،هل تستطيع مرافقتي الي المنزل ..هاتفي ليس به شبكة ..
اظن انها كانت سوف تتكلم اكثر لتوضح ما هو ليس بمهم لطلبها مني ..التفت سريعاً وفي لحظة لم اشعر به بنفسي لحظة اندفاع هي الاولي في حياتي ..امسكت يديه وانا انظر الي وجهها الطفولي :
-نعم ،ارجوكِ.
علي فور سحبت يدي وقدمت اعتذاري لها علي ما فعلته بعدما شعرت هي بالحرج ..وماشينا في طريقنا صامتين ..انا في الخلف وهي امامي ،وانا كل ما في ذهني حينها ..هو مفتاح صغير لفتح اي حديث بيننا ..كانت حرباً بين مشاعري وصوت عقلي ..حرباً رجحت كافة العقل اكثر بسبب ما ذكرته مسبقاً .
وفي لحظة من الشرود التام قد تعثرت قدمي فشئياً علي الارض لم الاحظه بسبب هطول الامطار علي الارض ..قد اقع وقعتاً شديدة ،حتي وجدت الملاك الابيض بنورة الشديد يمسك بي من الجانب بكلتا يديه ..وبعد لحظات وجدتها كلثوم من تمسك بي .
ومن هنا يا شحتة بدأت حياتي في اخذ منحنا اخر تماماً ..وجدتها تسندني الي ان استعدت توازني الذي تمنيت ان لا استعيده ابداً ،اردت ان تمسك بي هكذا الي نهاية العالم كأن حلمي قد تحقق وعرفت "كلثوم" ان هنالك شخصاً يدعي "عمرو" يعيش معها علي نفس الارض ..استعدت توازني اخيراً وجدتها تخبرني :
-عليك ان تكون حظراً يا عمرو.
اتسعت كلتا عيني من التعجب بدأتُ اصرخ في نفسي :"كيف ؟! كيف تعرف كلثوم اسمي !!؟ هذا لا يعقل ..هل هذا القدر ام ماذا ،نعم لقد جمعنا القدر انا علي يقين بهذا "
حتي وجدتها تضرب كتفي بقبضة يدها الصغيرة لأستعيد وعي واتوقف عن تعجب داخل نفسي علي الفور ،واجداً فمي يتحدث عن لا ارادة :
-انتِ ،انتِ تعرفين اسمي ..كيف هذا ؟!
توقفت علي الفور وانحيت راسي لها ورفعت كفي كفى الايسر معتذراً عن وقاحتي هذه .
توقعت ان تتركني وتذهب غاضبه بعد سؤالي هذا ،ولكن عندما يريد القدر فعل شيء يفعله ..هذا معروف عند الجميع ..،وجدتها تبتسم لي ابتسامة القمري المكتمل ليلاً للشمس ..لم يختر القمر والشمس ان يكونوا في وجه وبعضهم البعض ولكن اراد الرب هذا لمصلحتنا جمعياً فلا يجود حياة بدون هذان الاثنين مجتمعياً .
وجدتها تبتسم لي قائلة في سخرية الي حداً ما :
-بالطبع ..بالطبع اعرفك عمرو لقد كنت معي من ايام الثانوية وها نحن في نفس الجامعة ايضاً ،وكنا جيراناً عندما كنا اطفالاً الاء تتذكر هذا ..لا الومك كنا في ثامنة حينها ..كان منزلك ومنزلي جانباً الي جانب ..وكانت والدتي صديقه لوالدتك ايضاً ..كما المثل مع والدي والدك ،كانت ايام رائعة قبل ان انتقل الي العيش في مكان اخر بسبب ظروف عمل لده والدي حينها ..كنتُ دوماً اراقبك عمرو ،توقعت ان لا تتذكرني ولكن انا لم استطع فلقد انقذت حياتي مرة ،هل تتذكر ؟!
لأقول في صدق وصراحة ،انا لم اعرفها ولم اتذكرها الي الان ..لا اعرف ماذا يحدث ،هل فقدت الاحساس ام ماذا ..ما الذي تتفوه به "كلثوم" ..لا استطيع ان اتذكرها ما الذي يحدث لي ..كنت جامداً امامها وانظر اليها لأجدها تنظر مني الاجابة التي انا لا اعرفها ..لا اعرف ما عليّ فعله الان ..هل اكذب واخبرها اني اعرف ام اخبرها الحقيقة اني لا اتذكرها ..،اخترت قول الحقيقة ولكن بطريقة احترافية :
-نعم ،اتذكرك كلثوم واذا سألتني لما لم تتحدث معي طول هذا الوقت فسوف اجيب قائلاً :"لم املك الجراءة ..كنتُ جباناُ انا ومشاعري ،خفتُ ان لا تتذكريني ..
حتي وجدتها ترفع حجبيها في تعجرف قائلةُ :
-قول انك لا تتذكرني وانهي هذا الملل عمرو.
توقفت عن التفكير حينها وبللت نفسي من ضحك علي ملامحها وطريقة قولها لهذا ..حتي وجدتها تضحك معي هي الاخرة بعد لحظات قليلة منذ بدأي .
كان الطريق فارغاً حينها من شددت الامطار التي بدأت تهدأ مع مرور والوقت ..واكملنا طريقنا جنباً الي جنب ،نضحك ونتحدث بلا توقف وسالتها اكثر من مرة عن ما فعلته لها لأنقذها ..ولكن كانت ترفض الاجابة قائلة :
-لن اخبرك ابداً (ضاحكة)
حتي تيقنت انها لم تخبرني ابداً ،ورميت هذه الفكرة من عقلي نهائياً ..
***
انتهي عمرو من الحديث عن قصة لقاه بعمتي ،التي كانت قصة رومنسية الي حداً كبير تتمتع ببعض الصدف والدراما ايضاً ..حتي وجهت له سؤالاً وهو يبكي بعدما انتهي من قول قصته هذه :
-اخبرني عمرو، هل عرفة كيف انقذت حياتها ام لا ؟!
شدني الي حضنة الحزين وهو يحاول التركيز والاجابة :
-لا يا شحتة ،لم تخبرني ..ماتت ولم تخبرني الي الان .
حزنت بشدة ، لأني انا حتي اريد ان اعرف ولكن ما حدث قد حدث وماتت المعلومة بلا رجعه الي الابد ..ازحت ايدي عمرو وقمت واقفاً امامة وعليّ العزم ان افيقه بعدما افقت انا تقريباً من نوبة الحزن ،قائلاً بعدما امسكت رأس عمرو من الامام بكلتا يدي ..امسكته من لحيته وذقنه :
-اخبرني عمرو، هل انتهيت من البكاء ام لا ..انا انتهيت عن نفسي ومللت منك ..
اخذت نفساً وشدّت لحيته وذقنه بقوة اكبر وتابعت :
-لقد ذهبت بلا عودة عليك ان تعرف هذا الان ليس علينا الا متابعة الحياة بشكلً طبيعي ،ولا لم نبكي انا وانت فقط ..لا بل سوف تبكي هي ايضاً معانا او ربما حتي تبكي علينا ..هل تريد ان يحدث هذا ..اخبرني ..
لم استطع ان اكمل حديثي لقد بدأت بالبكاء انا الاخر ،بائساً لقد فك الحبل مني ولا استطيع ان اسيطر علي مشاعري اكثر من هذا .
***
اتت الساعة السادسة ..لقد ناسينا الوقت تماماً
وصلنا امام المنزل قرابة الساعة السابعة والربع ..وقف عمي امام المنزل ليخرج المفتاح طالباً مني ان اسبقه لأن عليه الذهاب لشراء بعض الطعام من البقالة القريبة ..هززت رأسي لهُ متفهماً اياه .
صعدت انا الدرج بعدما وضاعتهُ بلا سبب رغم انهُ لم يذهب بعيداً ..واثناء اخراجي المفتاح ،جاءني هذا الشعور مرة اخري ..هذا الشعور الذي جاءني يوم رحيل عمتي ..بالكاد فتحت باب المنزل واغلقته جالساً علي الارض مستنداً علي الباب ،واضعاً كف يدي عليصدري وانا اصرخ من شدة التعب : "هذا الشعور انا اعرفه ،نعم اعرفه ..ما الذي علي وشك الحدوث الان هل سوف افقد احداً اخر ام ماذا ؟ تباً "
قاومت تعبي وقمت علي الفور بعدما شعرت اني علي وشك ان افقد عمي ،فهذا الاحساس لا يأتي من فراغ ..ولكن قمت من هنا وفقدت الاحساس بنفسي بعد لحظات ..اعتقد اني كنتُ اهلوس ليس الا .
افقت بعدها بلحظات مسائلاً نفسي : اين انا ؟! ما الوقت الان ؟!
نظرت الي ساعة الحائط الضوئية واجد انها العاشرة الي الربع ..متذكراً بعدها بلحظات شعوري الغريب ..بحثت عن عمي في ارجاء المنزل ولم اجده ،شعرت بالقلق ونزلت ابحث عنه في الشوارع القريبة والوقت متأخر ..ابحث وابحث ،هنا وهناك ..وانا لا اريد ان افقده .
حتي وصلت الي الشارع خلف منزلنا لأجد تجمع من الناس وعربة من الشرطة قريبة ايضاً ..اقتربت و مررت بينهم لأعرف مصدر كل هذا لأجد علي الارض جثة عليها غطاءً ابيض ..اقتربت اكثر ومن الحسن الحظ لم يلاحظني احد الي الان .
اقتربت من مكان الجثة ونزلت بركبتي رافعاً الغطاء عن منطقة الوجه ،لأجد وجه عمي وعليه بعض الدماء ..
لاحظ احد رجال الشرطة وصرخ في يعدما امسكني وطلب مني ان ابتعد ..حتي افلت من قبضته بقوة هو لم يتوقعه ،اقتربت الي الجثة مرة اخري واضعاً يدي عليها صراخاً وانا بدأت ابكي :
-عمي ..عمي ،عمرو استفق ما الذي حدث لك
وبدأتُ اهز الجثة وانا اصرخ ،حتي شعرت بأحد يضع يده فوق كتفي قائلاً بخيبة أمل :
-عذراً يا فتي لقد انتحر شارباً احد انواع السموم .
***
أنت تقرأ
بحر الذهب
Aventureالماضي والقدر يطاردان الشاب "شحته علام" لأحد الامكان الغربية والغير ظاهرة ،يحاول شحته الهرب من لعبة القدر ولكن سرعان ما تتغير الأمور ويصبح "شحته" هو المطالب بمعرفة ماضيه لمعرفة هوية والدته