الفصل الثامن

37 15 7
                                    


"قدر وحقيقة"
***
توقف جدي عن الكلام لبضع دقائق مرة اخري جعلاً مني أن افكر اكثر وبشكل اكثر عمقاً عن السابق ..،فقولت لنفسي ونفسي تشعر بالضيق ..ما الذي يجعل من اب يترك طفلة الرضيع ،دون تفاصيل وبشكل أكيد كنتُ انا الطفل الذي يحمله ابي علي حسب كلام جدي ،اذاً اين ابي الان وأين كان طوال هذه المدة ..هل وجد شيئا مثل عالم او مكان ما غير معروف ..او ربما كان خافيا او شيئا من ههذا القبيل.هذا حتي اذا وجده لماذا لم يقل للجميع ،كان يقدر ان يخلد اسمه في التاريخ المهمش هذا ..بكل تأكيد ودون مبالغة هنالك عالماً اخر مخفي وهذا العالم لم يصل اليه احد عدا والدي وهنالك شيئاً ما جعل والدي يبقي فيه ويبقي مخفي عن باقي البشر .اتسأل عن السبب وأريد ان اعرف ،اريد ان اعرف لماذا تركني كل هذه المدة..وايضا امي من هي ،هل مازلت علي قيد الحياة واين هي من الاساس ..كثيرا من الاسئله اريد ان اعرف اجابتها الان بكل شده.
انظر الي جدي الذي بذل كل جهده لكي يهدأ ويكمل حديثة الذي اقترب من نهايته ،وضعت كلتا  يدي علي كتفيه محركا ايها لادب بعض الحماس له لكي يكتمل هذا المشهد الدرامي الخيالي ..،ولتمر بضع الدقائق حتي قررت ان أوقف كل هذا قائلاً له بنبرة حنونة بعدما قمتُ من علي السرير :
-جدي ،نم الان ولنكمل ليلاً فأنت تعب ..
شدني بعدما امسك بيدي بقوة قائلاً وكأنه يتوسل لي لكي اجلس ويكمل حديثه ..ولكني رفضت هذا وثبت علي كلامي ..فهذا العجوز الاشيب الذي امامي ضعيف ومنهار واذا جعلته يكمل دون راحة فأننيي اقتله ببطئه فقط لا غير ..تقبل جدي كلامي في نهاية الامر .ساعدته لكي يجلس علي كرسيه المتحرك بعدما احضرته له لكي لا يمشي وغادرنا الغرفة ولأول مرة منذ انتقالي الي العيش مع جدي ،اجد ان غرفة الاسرار والماضي لم تغلق وكأنها تقبلتني بعدما تقبلتها اخيرا ..نعم لقد كانت قدري ،سوف اعترف بهذا..قدري الذي احتاجه بشده علي عكس ما كنت اظن سابقا.
ذهبت الي غرفتي منشغل البال تاركاً جدي الذي لم اسمع صوته لبضع ساعات علي غير العادة ..واثنا انشغال بالي  وجدت نفسي اشعر بالجوع الشديد ليقاطع حبل افكاري ،قررت ان احضر لي طعاما وايضاً امر علي جدي لكي اطمئن عليه .وجدته يجلس علي كرسيه وكأنه منشغلاً هو الاخر ..وجدته يحرك يده او بالتحديد يحرك أصابع يده في حركة دائرية تذكرني بعمتي التي كانت تفعل هذا ايضاً عندما تكون متوترة او تخفي شيئاً ما ،سألته اذا كان يشعر بالجوع ..لم يجب سألته مرة اخري لم يجب حتي رفعت صوتي في المرة الثالثة ليجب اخيراً وكأنه في عالماً اخر قررت السؤال للمرة الرابعة ،لينظر الي ويحرك وجه اجابياً ..احضرت البيض الصناعي ومعه القليل من الجبن الصناعي ايضا ...لنجلس امام بعضنا الاخر ،لنأكل قبل ان نكمل حديثنا مرة اخري .
امامه الشاي وامامي كوب من الماء الصناعي ذا النكهة الخاصة ..لأجد جدي ينظر الي قائلاً :
-اين توقفنا ،شحتو؟
نظرت له وانا أحاول ان اتجاهل الحديث حتي لبعد ان ننهي المشروبات ولكن نظرت له ووجدت انه جاد او حاد وكأن مستقبله كله يعتمد علي هذا الحديث ..فأجبته بعدما حركت الكرسي لأصبح امامه مباشرةً وانا انظر اليه بشغف :
-توقفنا عندما اتي ابي بعد سبع سنوات وهو يحمل طفل ..
وتوقفت ابتسم بسخرية واردفت :
-يحملني بين يده .
فنظر الي وكأن ابتسمتي لم تعجبه وقال :
-نعم ،نعم تذكرت هذا .
***
واخذ نفساً واكمل :

بحر الذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن