عِنـد الغُروب

441 46 2
                                    


يُونجـون كَان وحِـيداً فِي ذلكَ الجِسـر ، السـمَاءُ تَمازجَت ساكِبـةً ألوانَـها المُختَلفـة عَلـى المِيـاهِ التِي بالأسفَل.


شَارِدٌ هُو مَع الأمـواجِ اللامِعَة ، تَنعـكسُ زرقَتُها الطَفيِفة فَيلمـعُ نَهرا عَسلِيتـيه الغَامقتـين
هُو عَبـس مُنزعِجاً ، الشـمسُ غابَت عَن ثَـلاث.



عَـن السَمـاءِ وعَن قَلبـه المَلـهوف ، وعَن اليـوم الثالِث ، ثَلاثَـةُ أيام مِن دُون ذَي العَينـين الرَمادِيّتـين.
ءإستَوقَفـه لِيجَرّب قَلـبه؟




يُونجـون أطرقَ رأسـهُ للأسفـلِ حُزنـاً ، مَتى سَتعُود لَهُ الحَياة.
وإن يُـونجون هُنا عّـرف حَياتـهُ بإسم الفَتى الآخـر ، بَل وسَطّرهـا بِحروفـهِ ونَواحـيهِ.



سُـوبِين لَهُ حيـاة ، وَدونَه فإنّ المـوت يَستَزحِـف عَلى رِفاتِه.


ويُونجـون تَفاجـأ قَلـيلاً فَقط ، فَقط قَلِيـلاً لِشعورِه بِثقلٍ عَلـى رأسِه ، ولَكن سُرعانَ مَـا سَطّر العُـبوس أسطٌراً طَويلة عَـلى وجِهه

إبتِداءً بِتقوّس شَفتـيه إلى إرتِخـاءِ عينَيه وهُو يَستـمِع لِنبرةِ الآخـر الهَـادِئة والسَلِسـة




" ءإشتَقـتَ إلَي أيُها الأشـقَر؟ "

وهُـو بِذلك عَنـى رُغم مَعرِفـهِ للجَواب ، وإنما أرادَ التَلاعُـب كَما لـو أنهُ لا يُـلقِي بالاً للحِـساب ولا لِمـشاعِر الأشـقر.




وسُوبـين لم يلَمـح هَالةً بَيضـاءَ طَفيفَة أحاطـت بأشقَره



ويُونجـون هَزّ رأسـهُ نافِياً لِتـلتقِط أُذنَـاه قَهقـهةً تَلاشـت بالسُرعـةِ التـي لاحَت بِها



وسـوبِين إبتـسَم بِتـوسُّع يحَوّل إتجـاهَهُ لِيكـونَ أمَـامَ الأخـر ويُمسِك ذِقنـه بِخـفّة رَافِعاً رأسَ الأشـقَر المُطرَق.



كَان يَـود الحَدِيـث والتَبريِر لَولا رُؤيـتُه للعَينـين اللتَان إلتـمَعتا لِتجمُع قَلـيلٍ مِن الدُمـوع ، ويـونجُون الذِي أرادَ العِـتاب والمُجادلـة لَم يَستطـع مِن الفـعلِ إلا السُكوت


وهُو يَـرى ذُو الخُصلاتِ القَاتِـمة يَنـزل لِمستَواهُ ويـمْسحُ عَلى خَدّه بِـلِين.



Believe || Y.Bحيث تعيش القصص. اكتشف الآن