#

27 3 0
                                    








في الصغر كنت ذاك الشخص المتأمل بكل شيء، كيف يجلسون بجانب بعضهم، وكيف يقهقهون بسهولةٍ تامه، آنذاك كنت لا أعي شيء، مجرد طفلٍ يتناول غداءه بوسط ضجيج العالِم


كانت طفولة روتينية بحتة، كنت اجمع كلَّ هذا الغضب، كل ذلك الكلام، في ركنٍ واحِد، كان واسِع جدًا، يسِع كلَّ شيء يحدث معي، كانت نفسي الأخرى التي تشاطرني كلَّ شيء تبيت هناك


احببتها، كرهتها، وبختها، وركلتها، كانت تبتسم وتتحمل جميع تقلباتي، لم اضحك معها قط، ولم اتعرف عليها حتى


كنت فقط ألقي عليها اللوم بكلِّ وقاحة، فكلِّ ماكان يدور برأسي هو نهيها، واخبارها ألّا تفعل، لكن هذه المره كُسرت وبكت امامي

اخبرتني انها أُزهقت كثيرًا ولم تعد تسع لشيء، صرخت بي ان اتوقف، هذه المره هيَّ من نهرتني، هيَّ من وبختني، طلبت مني ان اتوقف واستمر بتخبأتها، لن تتحمل ان تُكسر مجددًا...

فقط لأني حاولت إعطائها لأولئك البشر.

سالِب ومُوجبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن