مذكرات مستر همفر

سفري الى كربلاء والنجف

سفري الى كربلاء والنجف
في هذه الأيام جائتني الأوامر من لندن على أن أتوجه الى كربلاء»
و«النجف» مهوى قلوب المسلمين الشيعة ومرکز علمهم و روحانيتهم ولهذين
البلدين قصة طويلة.

أما قصة «النجف» فإنها تبدء من يوم دفن فيها «علي» رابع الخلفاء عند أهل السنة
وأول الخلفاء عند أ أهل الشيعة،

فإن مدينة تبعد عن النجف قدر
فرسخ -
اي مسيرة ساعة بالرجل - تسمى ب «الكوفة»
كانت مقر خلافة علي

فلما قتل علي دفنه ولداه «الحسن والحسین» خارج الكوفة و هذا المكان
الذي يسمى الآن ب «النجف»
ثم اخذت نجف تزدهر بينما اخذت الكوفة في
الخراب،
واجتمع في النجف عدد من علماء الشيعة وصارت فيها بيوت وأسواق ومدارس وهي
الآن مرکز علماء الشيعة

والخليفة في الآستانة

ويحترم جانبهم لعدة أمور:

١- ان حكومة الشيعة في فارس تساندهم واذا
الخليفة كرامتهم
توترت العلاقات بين الحكومتين واحيانا تصل إلى حد الحرب. 

۲- آن عشائر كثيرة حول «النجف» تساند العلماء، وهي مسلحة،

وسلاحهم وان كان ليس على المستوى الرفيع ولا تنظيم لهم إلا التنظيم العشائري،

لكن يعني منازلة الخلافة للعلماء أن تدخل
معارك دامية،
وحيث لا ضرورة قصوى تلجىء الحكومة الى كبح جماح العلماء تذرهم وشأنهم

٣- ان اولئك العلماء مراجع لكل المسلمين الشيعة في العالم من «هند»
و«افريقيا» وغيرهما فإذا مست الحكومة كرامتهم هاجت الشيعة في كل مکان.

وأما قصة «كربلاء» فانها تبتدء منذ قتل فيها سبط رسول الله الحسین
بن علي، وابن فاطمة بنت الرسول» فقد دعا أهل العراق الحسين ليأتيهم من
«المدينة - الحجاز» ليتخذوه خليفة،
لكنه لما وصل هو وأهل بيته الى ارض كربلاء»

التي تبتعد عن الكوفة قرابة اثني عشر فرسخا، قلب أهل العراق
عليه الأمر،
وخرجوا لقتاله بأمر من یزید بن معاوية - الخليفة الأموي القاطن في الشام -

فقاتل الحسین ابن علي مع أهل بيته الجيش الأموي الكثيف
العدد قتال الأبطال حتى قتل هو وأهل بيته،

وقد أبدى الجيش الأموي في هذه المعرکه کل نذالة وسفاله،
ومنذ ذلك الحين اتخذ أهل الشيعة هذا المكان
مرکزة روحية يأتونه من كل مكان،
ويزدحمون فيه ازدحاما ليس عندنا في
الروحانية المسيحية له مثيل.

هذه المدينة - كربلاء - ایضا مدينة شيعية وفيها علماء الشيعة وهي ومدارسهم،
وهي والنجف تسند احداهما الأخرى.

ولما وصلتني الأوامر للذهاب إلى هاتين المدينتين قطعت الطريق من
«البصرة» إلى «بغداد» مركز الوالي المغصوب من قبل الخليفة في  لأستانة