ألقيتُ بجسديّ المنهك على الفراش لتتساقط الآمي كالمطرِ المنهمر على ظهري أناظر السقف المظلم في هدوء ليبدأ عقلي بالدخول في دوامه تفكير ظننت اني تخلصتُ منها ولكن على من اكذب... تمر ذكريات مؤلمه في رأسي كأنها شريط فلم أُقلبه... اتمنى حقاً حرقَ هذا الشريط التعيس.. اخذت نفساً عميقاً واغمضت عيني... ليبدأ قلبي وعقلي بالحديث معاً
"لا تفكري بهذا مجرد وقت سيء قد مر وذهب قد يكون هذا أفضل لكِ فالتركزي على ما امامكِ الان وفكري بالمستقبل فمن يعيش بالماضي لن ينجح ولن يحقق أهدافه"
"" ولكن مازالت متعلقة بالماضي لا اريد محوها انها ذكريات جميله ولكن تعيسه في الوقت ذاته ""
" الماضي للضعفاء عليكِ التفكير بالمنطق فقط كما اعتدتي على ذلك، لا تجعلي مشاعركِ تؤثر بكِ انتِ لست هذا النوع من البشر من تغطي مشاعره على عقله ماهذا الهراء هذا اسوء كابوس قد يمر عليكِ""
انصتُ لعقلي كما افعل دائما نعم لن اترك مشاعري تنجرف بهذا الشكل لتسيطر علي فإن حدث هذا سيكون الاسوء..
تحركتُ من فراشي لافتح النافذه ليتسلسل نور الشمسِ لغرفتي المظلمه... استنشقت الهواء المنعش.. إن الجو جميل اليوم.. يجب علي ان آمُر على الحديقه العامه لاقرأ بها قليلاً.. قد ينسيني هذا أفكاري الغبيه
تجهزت واستعدت للذهاب برفقه صديقي العزيز ومن غيره كتابيَّ الجميل....
من حسن حظيّ ان الحديقة هادئةً اليوم
انتقيتُ مكاناً بين الأشجار الكثيفه بحيث انعزل عن من حولي لأتوسط الأوراق الخضراء واجلس على جذوعها من فوق.. ضحكت... قريباً سأصبح جزءً من الشجره...
رميت ببصري على الكلامات التي بالكتاب تلك الكلمات التي تحمل معانٍ عديده تحمل مشاعرَ عميقه مجسده في بضعه أحرف متشابكه هذا اجمل ما في القراءه الشعور بمشاعر الكلمات والغوص في معانيها وفك شِفراتها التي قد تكون بأغلب الوقت معقده
ابتسمتُ للكتاب وبدأت اقرأ بهدوء ولكن لم يدم هذا الهدوء طويلاً ليقطع حبل أفكاري صوت خطوات تقتربُ من مكاني... من هذا المزعج الذي يفسد عليَّ وقتي السعيد مع الكتاب...
ألقيت بنظري للأسفل لأجد شخصاً متوسط القامه يسير بين الأشجار ويحمل كتاباً ويبحث عن مكانٍ ليقرأ به...
جلس المذكور تحت إحدى الشجر وفتح كتابه الذي بدا غريباً بالنسبه لي... يبدوا انه اجنبيّ فمن ملامحه يبدوا انه ليس من هذه المملكه...
ولكن في لحظه تفكير نظرَ الي هذا المجهول
كيف لاحظني وانا فوقه؟!...
يتبع
