"تخيّل تكون دي النهاية!"
اتفقت أنا ونسرين صحبتي إننا هنزل إنهاردة نشتري شوية حاجات وأهو بالمرة نتقابل عشان بقالنا كتير ما اتقابلناش.
اتفقت معاها إني هعدي عليها الساعة ١١ الصبح عشان نلحق اليوم من أوله ونرجع في النور.
وصلت عندها، خبطت على الباب فتحت لي والدتها..
- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، ازي حضرتك يا طنط
- عليكم السلام، ازيك يا سلوان يا بنتي
- أنا بخير الحمدلله، هي نسرين جهزت ولا لسه؟
- لسه نايمه مش راضيه تصحى
- بجد يا طنط! هي كانت سهرانه ولا إيه؟
- نامت قُرب الفجر كده
- ممم، شكلها كده ماصلتش الفجر، عن إذن حضرتك ممكن أدخل أصحيها.
- اتفضلي يا بنتي البيت بيتك، مفيش غيري أنا وهي في البيت ادخلي.
دخلت عشان أصحيها وأنا ناوية أطلع عصبيتي فيها، أكتر حاجة تزعجني اللي بيتأخروا عن مواعيدهم، ده أنا مبعرفش اتأخر ثانية عن معادي.
قعدت جانبها وبحركها عشان تصحى لقيت جانبها كشكول مفتوح ومحطوط عليه قلم وعليه أثر بلل أعتقد دموع، مسكت الكشكول عشان أقرأ اللي فيه لكن لقيتني بسيبه تاني وبستغفر ربنا إني بعمل كده بدون إذنها.
- الست هانم نسرين اللي نايمة قُرب الفجر مش ناوية تصحى؟
- سلوان أنتِ جيتي ليه؟
- عشان مثلًا اتفقنا إمبارح إننا هننزل إنهاردة نشتري اللي باقيلي عشان خطوبتي بكره!
- إيه ده اه صح تصدقي نسيت، معلش غصب عني أصل نمت متأخر
- صليتي الفجر؟
- ممم، عيني غفلت قبل ما أقوم أصلي
- طيب قومي يلا اتوضي كده وصلي والبسي بسرعه عشان ننزل
- حاضر.
قامت وخرجت بره الأوضه، مش عارفه ليه مالومتهاش على صلاة الفجر اللي راحت منها، يمكن وجع قلبي عليها لما شوفتها أثر دموعها وإنها مش كويسة خلاني معملتش كده!
بعد دقايق لقيتها رجعت تاني من غير ما تعمل حاجة، رجعت بتوتر ومسكت الكشكول وسألتني إذا كنت قرأت اللي فيه ولا لأ، خدت الكشكول وراحت تتوضأ.
- يلا البسي بقى عشان مانتأخرش
- بصي هو أنا اسفه بس ماما مش هترضى تنزلني من غير ما أغسل المواعين
- يا الله يا ولي الصابرين، سيادتك مغسلتيهمش ليه قبل ما تنامي
- والله يا سلوان دول قليلين أوي ومش هياخدوا عشر دقايق صدقيني
- مش هعملك حاجه عشان خاطر ممتك بس، بسرعة يلا اغسليهم
- تعالي اقفي معايا في المطبخ
- مش هغسل معاكِ علفكرة
- اقفي معايا بس ونسيني.
دخلنا المطبخ، وقفت قدام الحوض، جابت الصابون والسلك اللي هتغسل بيه وقبل ما تبدأ طلبت مني أناولها موبايلها..
- هتعملي بيه إيه يا نسرين مش وقت لعب
- مش هلعب، هشغل أغنية تسليني على ما أخلص
- وهي الأغنية هتسليكِ يا نسرين؟
- أيوه والله مبحسش بالوقت وأنا مشغلاها
- مبتحسيش بالوقت عشان دي لهو من الشيطان، أذكري ربنا وأنتِ واقفه أفضل وأهو هتكوني بتاخدي حسنات كتير.
- سلواااان!
- مش هديلك الموبايل يا نسرين، وبعدين إيه الحفلة دي كلها، هما دول اللي مش هياخدوا عشر دقايق!
- بخلصهم بسرعه والله.
- طيب استني قبل ما تبدأي انوي النية وحطي في نيتك إن ده بر والدين، ومساعدة في أعمال البيت، وإماطة أذى، عشان تاخدي ثواب، اتعودي قبل ما تعملي أي حاجة تحطي فيها النية عشان تستفيدي منها وتاخدي حسنات.
- حاضر هاتي الموبايل بقى
- بصي هقولك حاجه أحلى وأنتِ بتصبِّني صلي على النبي، لما تيجي تشطفي قولي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
- بسرح يا سلوان وأنا بقول كده وبحس إن لساني تقيل
- عشان مش متعوده يا نسرين، وعشان قلبك ولسانك مشغولين بالأغاني، عارفة ذكر ربنا بيخلي القلوب تلين، وبيزيح عنها الذنوب والغفلة، بالك أنتِ لما تقولي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم بتاخدي ثواب، وبتقولي كلام يُحبه الله، وبتزرعي نخلة في الجنة، تخيلي بقى طول ما أنتِ واقفه كده شوفي هتاخدي ثواب أد إيه.
- ماشي يا سلوان حاضر
