الفصل الأول:
فتح اعينه ببطئ وهو يحاول أن يستوعب هدوء المنزل علي غير العاده،،تململ قليلا قبل أن ينظر بأستغراب الي الساعه التي كانت معلقه علي الحائط تعلن العاشرة والنصف صباحاً،،فرك أعينه في أستغراب ثم اتجه نحو المطبخ بأعين ناعسه بينما يتلفظ فمه رأيك والدته تارة واسم اخته تارة اخري..فتح باب الثلاجه يخرج كأس عصير برتقال..أخذ رشفة وهو يبحث بعينيه في أرجاء المنزل يتبين سبب هذا الهدوء المقلق.
خرج متجهاً نحو بيت خالته المقابل لمنزلهم وهو علي يقين انه سيجد اخته ووالدته هناك يتحدثون عن زواج فتاة او طلاق اخري،، خرج مباشرة بعد أن وجد الباب مفتوحا علي مصرعيه بلل شفتيه بعد أن أخذ رشفة اخري من عصير البرتقال ثم قال:- ساميه..انتي هنا.
جاءت اخته "جنات" من الداخل وهي تشير بأصبعها امام فمها،،عقد عاجبيه في استعجاب وهو يحاول أن يعرف ما الذي يحدث،،همست جنات وقد اتسعت ابتسامتها:
- مش هتصدق ايه حصل
هز رأسه في حماس وهو يحاول أن يسترق النظر الي الداخل لكن دون فائده،،امسكت جنات بيده تسحبه الي الصاله،،توقف يطالع أعين خالته ووالدته الدامعه وتلك الفتاه التي تجلس بين والدته وخالته التي تحتضنها بقوة،،شرد في عينيها عسلية اللون وهو يحاول أن يصدق وجود تلك الملامح التي لم تمحي من ذاكرته امامه متجسده في تلك الفتاه..نفس الشعر اسود اللون الي يصل الي أسفل ظهرها والغرة التي زينت جبهتها تلك الابتسامه البريئة التي لم تفارقه يوماً،،نظر الي "جنات" التي هزت رأسها مأكده ما يراه،،خرج اسمها من بين طيات النسيان وقد غردت احباله الصوتيه وهو يقول بتعجب:
- رويدا..؟!
نظرت مباشرة في عينيه كعادتها منذ الطفولة وقد قفز قلبها من بين اضلعها فقد رأت عشق طفولتها بعد مرور كل تلك السنين ولم ينساها،،تفلتت من بين ذراعي والدتها وأتجهت نحوه في خطوات خجولة تتمعن النظر وقد دققت في كل تفاصيل وجهه،،فتحت فمها وهي تحاول ان تنطق بأسمه لكن دون فائده..عبس وجهها في لحظه وهي ترجع الي احضان والدتها في قهر.
عقد "علي" حاجبيه وهو يحاول أن يفهم ردة فعلها الغير مفهومه،،نظرت إليه والدته وقد تجمعت الدموع في مقلتيها ثم قال بصوت مرتعش:- يلا بينا يا جنات..خليها تريح يا ساميه وهنجيلكم شوية.
أمسكت بذراع "علي" الذي لم يبعد عينيه عنها حتي ووالدته تسحبه من ذراعه تأحمت جنات وهي تلوح بيدها أمام وجهه حتي يستيقظ من شروده
جلست "سميرة" والدة "علي" علي الاريكه بمجرد أن وطأت قدمها منزلها ثم أشارت الي علي وهي تقول :
- اقعد يا علي
تنهدت وهي تحاول كبح دموعها التي سبقتها في الحديث ثم نظرت إليه وهي تقول وقد خرجت الكلمات كغصه في حلقها:
- بص يا علي..رويدا هربت ورجعت،بس مرجعتش سليمه.
- يعني ايه مش سليمه؟
قالها وهو ينظر إلي جنات التي كانت تقف وراء والدته في حزن..فأردفت والدته قائله:
- رجعت فاقدة النطق..
تمكن منها البكاء قبل أن تتمالك أعصابها ثم اكلمت:
- لسه منعرفش ايه اللي جرالها وخالتك ماسكه نفسها قدامها بالعافيه.
ثم نظرت إلي جنات وهي تقول:
-محدش يفتح الموضوع ده لا قدام خالتك ولا هنا حتي مش عايزة اسمعه كأن مفيش حاجه حصلت هنتعامل عادي وهنهزر لما نروح بليل
صمتت لوهلة ثم قالت وهي تنظر نحو علي:
- انت فاكر رويدا يا علي؟
أومأ بالأيجاب ثم ذهب نحو غرفته في صمت بينما تنهدت "سميرة" وهي تقول:
- شوفي اقطع دراعي من هنا لو مكانش ابوها هو السبب..منه لله