أمسية باردة قليلا ايقظت "رويدا" التي جلست علي السرير تنظر حولها فهي مازالت لم تألف المكان بالكامل تتذكر غرفتها التي لم تتحرك بها قشة عما كانت منذ ١٠ سنوات قبل أن يأخذها والدها رغما عنها للعيش معه في أحدي الولايات الامريكيه،، أخذت رشفة ماء من كوب وضعته والدتها بجانبها علي " الكوميدينو" وهي تسترجع ما حدث في الصباح.هربت دمعة من أعينها عندما تذكرت ضعفها وعدم قدرتها علي نطق اسم من ثلاثة أحرف،،كيف كانت تتمني أن يتحرر صوتها من اغلاله كما تحرر قلبها لثوان معدودة عندما رأته عيناها،،قد كان يقفز من مكانه عندما نطق بأسمها،،ارتسمت ابتسامه حزينه علي وجنتيها لا أدري أتترك الفرحة تكتمل أم أن الحزن سيسيطر علي ايامها القادمه رجعت بها ذاكرتها ليوم الحادثه.
******
*فلاش باك*
زمت رويدا شفتيها بحنق وهي تمسك بمسدس كان ثقيلا علي كفيها الرقيقين وجهت المسدس نحو والدها الذي كان ينظر بغضب وقلة حيلة نحوها يخشي أن تنطلق طلقة منها دون قصد،،شددت قبضتها علي المسدس وقالت وقد غلب البكاء علي صوتها:
- انت ازاي أب..؟خاطفني و حارمني من أمي طول السنين دي علي أساس انها ماتت..؟
- سيبي المسدس اللي في ايدك ده وحطي عقلك في راسك.
- انا دلوقتي اللي عقلي رجعلي، انا مكانش عندي عقل قبل كده لما صدقتك وقعدت معاك ١٠ سنين تهين فيا بس انا كنت صغيرة ودلوقتي انا كبرت وعارفه انا بعمل ايه كويس.
تمتم بكلمات بذيئة أشبعها منها قبل أعوام،،رجع خطوة للخلف وهو يحاول أن يمسك بهاتفه الملقي علي الطاولة دون أن تراه،،مسحت دمعة هربت من مقلتها قبل أن تحاول استجماع قوتها وتردف:
- لو أن فاكر اني هستسلم ف لاء انا عمري ما هختارك طالما امي موجودة،،انت شبعتني ضرب واهانه وانا استحملت.
ظل صامتا يحاول التركيز علي هدفه ويتصل علي أفراد الامن الموجودين في الخارج،، ضغط علي زر يأمل أن يكون الصحيح مرت ثوان لم يسمع فيها حرفا من كلماتها الموبخه الممزوجه بشهقات بكاء عاليه،،تعلقت انظاره بفرد الأمن الذي فتح الباب وسرعان ما استطاع أن يمسك بها من الخلف ويأخذ المسدس منها بينما ارتسمت ابتسامه علي وجه والدها أظهرت أسنانه الصفراء،،تقدم خطوات منها ورفع يده فأغمضت عينها تنتظر صفعة قوية.
*انتهي الفلاش باك*
*****وضعت يدها علي خدها تتحسس مكان الصفعة التي افقدتها وعيها في وقتها،، مسحت دموعها في اسي علي حالها.
خرجت وهي تتطلع حولها تحاول ان تتذكر اي شئ عن ال ١٠ سنوات السعيدة من حياتها قبل أن ينتزع والدها أبتسامتها التي لاطالما لم تفارق وجنتيها لتظهر حفرتين رقيقتين عليهما،،لم تخنها ذاكرتها فأستطاعت الوصول لحديقة منزلهم الخلفيه