في المستشفي.....هرعت "سميرة" الي داخل غرفة "علي" الذي كان نائما علي السرير يمسك بيد " رويدا " بقوة يعتصر كفها الرقيق الذي غاص في قبضته فهي ظلت بجانبه منذ دخوله من باب المستشفي ولم تكف عن البكاء بهيستيريه تلعن حظها ووالدها للذي تسبب بتقطع اوتار قلبها،،جلست سميرة تربت علي رأس علي بحنو ولم تستطيع أن تمسك دموعها التي سقطت علي خديها ثم نظرت الي رويدا وهي تقول بصوت مرتعش:
- الدكتور قالكم ايه!
- رصاصه خفيفة في الكتف وهيقدر يطلع النهاردة بس اداله حقنه مسكنه خلته ينام،، انا هطلع واسيبك معاه.
نهضت رويدا وهي تمسح دموعها عن خدها وتبتسم ابتسامه مصطنعه،،تحاول ان تخرج يدها الرقيقه التي كان يحتويها كفه.
أرتمت رويدا في حضن والدتها وهي تكمل بكائها الذي لم ينتهي وتضع كل الحق عليها فيما حدث ل علي،،جلست بجانب جنات تمسك يديها بخوف بعد أن استفاقت،،جلس يوسف الي جانبها يسألها عن ان اصبحت افضل أجابته جنات بأبتسامه قصيرة قبل ان تشرع في البكاء مرة اخري غير عابئه برأسها التي اصبحت مستنده علي صدر يوسف وذراعيها اللذان يحيطانه بقوة ،، أبتعدت منه بسرعه عندما سمعت صوت خالتها يعلن ان علي استفاق.
دلف الجميع الي غرفة " علي" وعلي رأسهم رويدا التي جلست الي جانبه بأعين دامعه وشفاه منتفخه من شدة البكاء،،شد علي يديها وهو يقول بصوت خافت:
- انا كويس متخافيش
تعالت صوت شهقاتها وهي تضع رأسها علي السرير في أسي،،انهي يوسف اتصالا ثم قال وهو يبتسم:
- قبضوا علي خالد شوقي وعصابته
قال علي:
- مماتش
- للأسف
ثم نظر يوسف الي جنات وهو يبتسم تنفس الصعداء قبل أن يقول:
- انا بنتهز الفرصه دي وان كلكم متجمعين وأطلب ايد جنات.
اطرقت جنات رأسها في خجل يينما أبتسمت رويدا وهي تشد علي يد علي الذي أعتدل في جلسته بمساعدة من رويدا ثم نظر الي جنات التي ارتمت بين ذراعيه في سعادة عارمه.
*****
انطلقت اصوات الزغاريد من كلا البيتين يينما يرتدي "علي" جاكت بدلته الذي اختارتها له رويدا،،نظر الي انعكاسه في المرآه وهو يبتسم فسوف يعوضه القدر عن سنواته التي اضاعها بعيدا عنها وسوف يعيش معها في بيت واحد يجمعهما ك زوج وزوجه،،دلفت والدته الي غرفته تعدل له ياقته وتربت علي ظهره وهي تحتضنه بقوة.
تركت رويدا شعرها الطويل ينسدل علي كتفيها العاريين وقد البستها والدتها قلادة فضية اللون ذات فصوص الماسيه تعطيها رونقا خاصا،، بدت كالبدر في تمامه في فستانها ابيض اللون بذيله الطويل.
خرجت جنات بفستانها ابيض اللون المنفوش وقد وضعت حجابا رقيقا يخفي شعرها ذهبي اللون تأخذ رأي والدتها في شكلها النهائي بينما احتضنها علي بقوة وهو يهمس في اذنها :
- كبرتي وبقيتي عروسه يا تافهه
وكزته في صدره بقوة مصطنعه وهي تبعده عنها بنظرة غاضبه ثم قالت:
- كبرت وبقيت عريس يا بارد
علا صوت زغاريد خالته التي جاءت والي جانبها يوسف الذي نظر بأعجاب الي جنات التي سرعان ما تلونت وجنتيها بلون وردي،، أمسك علي بيدها يوصلها الي زوجها الذي احتضنها وقبل جبينها في حب.
تسحب "علي" بخفيه الي بيت خالته،، شهقت رويدا في صدمه عندما امسكها علي من الخلف،،أسندت رأسها علي صدره وهي تنظر اليه ثم قالت:
- ايه اللي جابك اطلع برا
- جاي اشوف القمر يا قمر
تملصت من بين براثه وهي تضرب علي صدره بيديها الرقيقتين وتقول:
-متشكرين يا سيدي يلا برا..عارف لو ماما شمت خبر انك شوفتني هتعمل ايه
- خلاص انا ماشي اهو
اقترب منها علي حين غفلة يطبع قبلة علي خدها الوردي،، فقد اشتاق قلبه لها وها هو يستعيد روحه التي سُلبت من بين يديه..تتراقص بجسدها الممشوق علي اوتار قلبه ولا يتسطيع ان يوقفه عن دقاته السريعه..مغرم بها تلك الهاربة.
*تمت*