الفرح..

62 2 0
                                    

كم هو ملفت حقاً ان الفرح لا يترك اثراً عندما يذهب.. كنسمة هواء مارة أنعشتنا ثم اختفت..

اما الحزن فهو صديق وفي

يملك من الاخلاص ما يكفي ليمزق عينيك دلالة على بقائه..
يجعل العينين تتورم و تحمر...
و يجعل قلبك مثل الجمر...
فتتمنى لو كنت لا تفهم او تنطق
كحجر أصم.. 

الحزن يحبنا لدرجة انه يتغني في صوتنا بنغمات مبحوحة..
يترك بصمته بمهارة عل نوتاتنا..
اي شخص سيعرف صوتك عندما تكون حزيناً..

أليس الحزن وفياً؟..

على عكس الفرح..

اتمنى لو كان الفرح يترك علامة على الوجه لانظر لوجهي في المرآة و ابتسم من أعماقي.. و اقول له اخيراً قد زينت تاجي.. و قللت معاناتي.. و انهيت مأساتي... لاذكر ذكراك في بدايات يومي و نهاياتي.... يا من سقيت قلبي حباً و حققت امنياتي.. التي هي ان يظل أثر فرحي قليلاً و لا تختفي ابتساماتي.. من انت لاحلم بك في مناماتي... و ابكي لأجلك لاعناً لحظاتي.. من انت كي تشعل النار في قلبي و تهدر كل طاقاتي.. من انت لاتمناك كل يوم و انت لا ترجو ملاقاتي... لكنك خائن ايها الفرح.. تغادر منزلي بدون ان ترد لي تحياتي.. لاندهش من وقاحتك و تختفي كلماتي... من انت أيها الملعون لتزعجني و تمقتني و تهفو بي.. و تذهب دون رؤية وداعاتي.. او تترك رسالة .. لتشرق بي.. حين تعلو اشتياقاتي...

لكنك غربت ايها الفرح...

انت شمس لا تشرق ابداً..
انت سراب.. ترياق يداوي المرض.. لكن لا يجعلك تسعد بالصحة..
تشبه جرعة المخدرات الزائدة..

لكنك لا تقتل بل ترحل..

ترحل تاركاً من الندم ما يكفي ليشقي عمري بحثاً عنك.. لماذا لم تبقي لوقت طويل؟

كي تقل فترة البحث و لو نصف ثانية.. يا ليتني امسكت يديك قبل ان ترحل.. لأقول لك ارجوك اترك في جسدي علامة.. و لو كانت حد سيف على وجهي ..

لاذكر قدومك الذي غير ذكرياتي..

خواطر معاقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن