رئيسي المعتوه!

44 1 0
                                    



         مررت نظري سريعاً لأرى أربعة أشخاصٍ مقيدين الى اجذع الأشجار تلتف حولهم حبال سميكة من الخوف و العجز كيف لهم أن يصدقوا أن الرجل الذي رأووه كملاك و منقذ يلمع سلاحه ليقتلهم الأن..

   نطقت عيونهم خوفاً و رعباً أكاد اقسم لو شهق احدهم لخرجت روحه من فجعتهم .. يتجول رئيسي أمامهم ليذهب لضحيته الاولى ...

  اقترب منها ببسمة ساخرة لتغلق عيونها بقوة صدرها يعلو و يهبط من الفزع نطق بنفسه الدافيء على عنقها  " تذكرين اتفاقنا الصغير ..؟ تحمين ظهري و أحمي ظهرك.. لكنك.." زفر بخيبة امل " خيبتي أملي "

فتحت عيونها بصدمة، تحركت بقوة كأنها تبرر...  تلك العجوز التي بعمر امه..

      لكن كيف لها ان تنطق حرفاً واحداً مع ذاك الشريط اللاصق.. تمنيت لو ترك لي رئيسي المعتوه مهمة قتلها لكنه لم يلبث ان فجر رأسها بمسدسه صدى الرصاصة دوى في الأفق دماؤها انفجرت و انتشرت على ثيابه و وجه الجامد..

       شعرت أن البقية سيموتون قبل ان يصلهم فقط  لرؤية رأسها الذي انسدل عليه شعرها بعد ان فارقت الحياة..  يعلمون انه حال رؤوسهم شهقاتهم و محاولتهم لتتحرر لم تأتي بفائدة..
رفع يده بقوة و حركة سريعة مخترقة الهواء بعد لحظات ارى رؤسهم تتدلى من اجسادهم الميتة.. أجسادهم مثقوبة من الرصاص العشوائي الذي رماهم به و عيونهم شاحبة مفتوحة على آخرها بطريقة تجعل الجسد يقشعر ..  لكنني اعتدت على هذه المناظر ليسوا اول مجموعة من الحمقى.. كيف لهم ان يتحدوه و يخونوه

لقد رشقهم بكل ما في المسدس من رصاص.. اربع رصاصات كانت لتكفيهم.. هذه الفوضى كثيرة عليهم

و الأن من عليه تنظيف كل هذا انا!!

علمت من نظرته عندما مر قربي ان علي ان ابدأ عملي..
لكن صوت اقدامه انقطع لاتلفت فأجد سيدي يخبرني وجهاً لوجه : اريدك أن تقطع هذه الجثث و تحرقها..

و بعدها أن تختفي و تغادر المدينة.. ستأخذ مالك بعد ان تذهب لشيكاغو كما اتفقنا

كلمات صارمة من صوت هادئ
أجبت موافقاً "حاضر"

عندما انظر اليه لا اشعر اني ارى قاتلاً او رجلاً فاسداً شاب صغير المحيط بعينيه و الامان يسكن ملامحه.. كل من يراه يطمئن له وسط بقامته وحجمه وجه لطيف يستحق ان يعشق فقط.. كيف لصاحب هذا الوجه الجميل ان يتحول لهذا.. كان يمكنه ان يكون اي شيء و كل شيء الا ما هو عليه الان

سار في طريق دخوله للكوخ يخلل يده الدامية بشعره البني  الداكن " لماذا لم تقتلني بعد؟" قلت بقوة

التفت بابتسامة صادقة لكن اخافتني " لأنك صديقي بيل"

" صديق!...
قفزت حواجبي

انت تدفع لي لاجلبهم و اقتلهم لكن هذه المرة قلتهم بيديك.. انت لا تحتاجني بعد هذه المرة لماذا لم تتخلص مني "

اوقف خطواته قائلاً دون التفات رافعاً وجهه للسماء زافراً بألم " لأنك الوحيد الذي لم يغدرني.."

و دخل الكوخ يهز رأسه ساخراً هذا الكوخ الذي هو  منزل عطلاته في و سط هذه الغابة النائية و الخاوية من كل شيء هنا يحب أن نلتقي.. هنا يحب أن يتلذذ بضحاياه.. هو لم يكن هكذا كان يملك قلباً يسع الجميع لكنه حتى لم يعد يسعه هو

....................

انتهى

مقطفات عشوائية من أعمال سابقة

خواطر معاقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن