٣ | سِيجارَةٌ وَلَمُّ شَمْلٍ.

129 11 2
                                    





لا بَأسَ ببعضِ الَّلكمات،
لا بأسَ بِبَعضِ الأَوجاع،
لا بأسَ بالدِّماءِ التي تُلَطِّخُ يديَّ المُرتجفتينِ،
لا بأس بالكدماتِ على فَكِّي وآثار الخَنقِ حولَ رَقبَتِي،
لا بأس حقًا.

أَهَّمُّ شَيءٍ أَنَّها بِخَير.

هَذا كُلُّ مَا يَهُمُّ الآن.





"أتُنادِينِي بالآثِم؟"





_











الثَانِي من فِبراير، في شَقَّةِ مارك وجونغكوك المُشترَكةِ.









خيوطُ الشَّمسِ تَتخللُّ عبرَ ثَغراتِ السَتائِر لتُداعبَ أجفانَ ذَلك النائِم وسطَ السَريرِ بِلا غِطاءٍ.
جَعَّدَ ملامِحهُ يدفنُ رأسهَُ في الفراشِ ليحجبَ ناظريهِ عن مصَدر إزعاجُه الأكبر -ربَّما-
الشَّمس.

لمَ تُشرِقُ الشَّمس كُلَّ صَباح؟

تَقلَبَ في مكانِهِ ثوانٍ قَبلَ أن يرفرفَ جِفنيهِ يفتحُهما بكسلٍ شَديد، هوَ حقًا لَم يرغَب أن يَستيقظ.
ليسَ الآن على الأقل، أَو أَبدًا.

ألَمٌ حادٌ هاجمَ رأسَهُ على حينِ غُرَّةٍ، يشعرُ بِنَفَسِهِ يضيقُ لِشدِّةِ الأَلم، إنَّهُ صُداع ما بعدَ السُكر.

"بَحِقِّ السَّماء"
تمتمَ معَ نفسِهِ، صوتٌ أَجَشٌّ هوَ الوَحيدُ الذي يُسمَع داخلَ تلكَ الغُرفةِ الصّغيره، التي وَعلَى غيرِ العادَةِ هادِئةٌ بِشكَلٍ غَريبٍ، ليسَ الهُدوءَ المُعتاد.

اه صَحيح، مارك ليسَ هُنا؛ أخذَ إجازةً ما إنْ قبضَ مُرتَّبهُ وغادرَ لمنزلِ أُسرتهِ في الرِّيف.

تَثائبَ ليتقلبَ عَلى السريرِ بوهنٍ مُجدَّدًا، جَسدهُ شُبه مُحطَّم حَقًا، أكانَ دائمًا هَكذا مع الكُحول؟

يكادُ لا يَذكُرُ شَيئًا من مساءِ أَمس وكيفَ عادَ إلى هنا، لكن هذهِ التَّفاصيل ليسَتْ مُهمةً الآن، الأهَمُّ هوَ أن يتخلَصَ من لعنةِ الصُداع هذا.

نهضَ من السريرِ بِصعوبةٍ شَديدةٍ يجَرُّ ثُقلَ رجليهِ أمامًا بُجهدٍ مَلحوظ، يشعرُ بالصورةِ تتشوهُ أمامَهُ مَع كُلِّ خُطوةٍ يَخطوهَا ممَّا جعلهَ يتخبَّطُ مترنحًا من جِدارٍ إلى آخر مُطَأطأَ الرأسِ وخصلاتهُ الطَّويلةُ تنزلقِ إلى الأمامِ مُغطّيةً جانبيّ وجههِ النَّحيل.

رُبَّما حَمامٌ بارِد سَيُخفُّفُ آثارَ الثَّمالة. فَكَّرَ.
واخذَ بِخطواتهِ نحوَ الحَمامٍ بِكسَل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غـرَق!  |  جِيكُوك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن