•الـفـصـل-الـسـادس.

1.6K 167 17
                                    

تصويت + تعليق قبل قراءة الفصل.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيرا.

أستغفر الله العظيم وأتوب إليه عدد خلقه ومداد كلماته وزنة عرشه، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

                                     ***
حاولت أستاج النوم ولكن لم تستطع فالأرق صديقًا لها منذُ أيامًا كثيرة، وبسبب غرقها في ذكرياتها وتفكيرها لم تنتبه أن الصباح حل عليها وأنسدلت الشمس في السماء تنسل خيوطها داخل حجرتها لتجعلها تستفيق من شرودها الذي دام لسويعات كثيرة.

زفرت بأرق وتعب ونهضت تخرج من حجرتها تبحث عن ذلك الجالس معها فلم تجده بحجرته التي أمرته بالمكوث بها ولم تجده بحجرة والديها حتى.

بحثت بأنحاء المنزل فلم تجده، شعرت بالخوف لعدة دقائق بعدما هجمت فكرة أن يكون هرب رأسها، خرجت للحديقة الخارجية للمنزل لتجده يجلس أسفل شجرةً ما يستظل بها ويحمل بين يديه مُصحف شريف يقرأ ورده اليومي.

أنزوي ما بين حاجبها بدهشة من أين أتي بذلك المصحف ورغم ذلك دق قلبها بعنف وهي تجده في ذلك المشهد وكأن لديه هالةً تجعل قلبها آسيرًا لهُ، ولكن ما جعلها بالفعل تفكر هو مُنذ متي وهي حملت بين يديها مُصحف وقرأت القرآن الكريم.

مُنذ متي وقد سجدت لربها تستغيث به، ذلك هو الفرق بينهما رغم شعورهم بنفس الألم إلا أن كلًا منهما سار في طريقًا عكس الآخر، هو سار في طريق ربه يستنجد به في كل خطواته وهي سارت في طريق الدماء القتل سلاحها الوحيد للنجاه.

أتجهت نحوه وهي تنظر للأرضية العشبية بخجل وندم من حقيقتها التي لطالما حاولت الهرب منها ولكن الآن وبعد رؤيته بذلك المظهر علمت بأنها ليست سوى قاتلة مُجرمة مُحتالة.

وإن كان والدها هُنا لكان تبرأ منها بعد معرفته بعملها، ولكن إن كان والدها هُنا لكانت الآن زعيمة مافيا؟ أم أنها كانت سـتعيش حياة هادئة سعيدة داخل أحضان عائلتها.

جلست أستاج بجانب أركان تنظر للأرض بحزن وآسي، ليطالعها أركان بتعجب وهو يري بوضوح نظراتها المُنكسرة هزها برفق يتحدث بتساؤل وهدوء:-

_مالك حصل إيه يا أستاج؟.

نظرت إليه أستاج بذهول وهتفت بتعجب وتوتر من معرفته لهويتها:-

_أنتَ عرفت منين اسمي؟.

تبسّم أركان يطالع السماء بهدوء يقول بأبتسامة هادئة جعلت قلبها ينبض بلهفة:-

_أستاج صالح المنصوري سندريلا هانم، لو كنتي ذكية كنتي خفيتي الصورة اللي كنتي فيها مع باباكي ومامتك.

تذكرت أستاج تلك الصورة التي كانت موضوعة بحجرة الجلوس فوق الطاولة بجانب أحدي الأرائك، لعنت غبائها مئة مرة فـبالتأكيد كان سيراها أستفاقت على سؤاله المُفاجئ لها:-

زعيمه ترأست قلبي "كـامـلـة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن