عَروسة ماريُونت·

38 9 15
                                    


-مَن قال أن عرائسَ ماريُونت تقتصرُ على لعبةٍ هزليةٍ فقط؟ لِما لا يُمكن أن تتجسدَ على نسخةٍ حيّة كربواتِ بشرٍ واهيين مثلنا بسيطرةٍ من النفوذ الساحِق بـالأعلى؟

ها قَد تشكّلت خيوطكَ الخاصة ليتمّ التهازُل بكَ كجثةٍ هامدةٍ بـلا روحٍ؛ كل خيطٍ لهُ حالته الحَرجة، كل خيطٍ منسوجٍ من وجهةِ شعوريّة نفسيّة، كل خيطٍ مُتّصفٌ بكل عَبرةٍ قد انسدلَت من مُقلتيكَ الحارقتين لأسبابٍ مُسيئةٍ مختلفة أشعلَت قلبكَ الرقيق لـتحرقهُ دون إخمادٍ لـيتحول إلي رمادٍ سوادويّ بشع.

-الخيطُ الأول كـرهبةٍ من مُواكبة عالمكَ المُزيّف، تتوارى
خلف كِتمان مشاعركَ، تفاقُم هرمون الكرتيزول لتتجمّد أفكاركَ، وكـما يُلقب بـ’الخوفِ والقلقِ‘:
·إن القلقُ هو نوع من الحاسّة السادسةِ المُنقذة للحياةِ.
إنك خشيتْ من مُستقبلكَ بسببِ أفكاركَ الهدّامة، قد أوشكتْ علي فصلِ جسدكَ من عقلكَ المُزري بأفكارٍ كرهبةٍ منه، قد اختبأت بين جدرانِكَ الأربعة حِفاظًا على نفسكَ من الظهورِ كرهبةٍ موحِشة من العالمِ الخارجيّ، قد تفاقمَت أسبابكَ الشخصيّة المُختلفة.. قد انتابكَ شعور الخوفِ والقلقِ.

-الخيطُ الثاني لتتهشّم آمآلك، لتقبعَ أمانيكَ على الهامشِ، ليرتدَ إقدامكَ خطوةً خسيسةً للـوراءِ، وكـما يتسمُ بـ’الإحباطِ واليأسِ‘؛
·إن الإحباط ما هو إلا أن تكُفّ عن محاولاتكَ المُجدية وغير المُجدية.
قد جاهدتْ وفي المُقابل فشلت فشلًا ذريعًا، قد خارَت قواكَ وصلابتكَ أُذيبَت في منتصفِ المطاف متحطمةً بـانهزامٍ، قد جفَّت دواخلكَ عَطشًا لمَن يغدق عليكَ بـكلامهِ المُشجّع المعسولِ، ورُبما تشعُر بفراغِ الوقت لتقعَ فريسةً للاستهواءِ، قد تراكمَت أسبابكَ الماضية.. قد اجتاحتكَ مشاعر الإحباطِ واليأسِ.

-الخيطُ الثالث لتزدادَ شُعلة ضميركَ حُرقةً، وجومٌ كئيب لتكره أفعالكَ اليومية البسيطة ورُبما ذاتكَ أيضًا، وكـما يُعرّف بـ’الشعور بالذنبِ'؛
·أنتَ لست معصومًا من الخطأ.
قد اجتاحتكَ مشاعرٌ قد سردتها لأحدٍ ولم يكُن في مقدروكَ إحجابها، قد افتعلت فعلةً مذنبَة عن طريقِ الخطأ، قد نطقَت بحرفٍ لم يكُن في موضعهِ، قد أقصرت في حقِ أحدهم ورُبما في حقكَ أنتَ، قد تعددت أسبابكَ المُختلفة.. قد أذنبت وشعرت بـالذنبِ.

-الخيطُ الرابع أساس كُل ما راودكَ، إنه كلاعبٍ مُحترف، مُتملّك، اليد العُليا لوجدانكَ القاتم سوادًا، وكـما يُتصفُ بـ’الألمِ‘؛
·إن الألمُ رفيق الحزنِ، كلاهُما خيطان مُترابطان، كلاهُما يُمزقان روحكَ الهشّة.
قد أحسست بالثقلِ الوجداني، قد صمدت أمام ذِكرياتكَ مُتحاشيًا مساوئها الساحِقة، قد أذرفت دموعًا جلجلَت كل إنشٍ عزمَ على الصمودِ، قد تسللَت عبراتكَ بنحيبٍ أكثر كُلما فقد عالمكَ أشياءً وأشخاصًا توطدوا داخل فؤادكَ، ورُبما سُلبَت أشيائكَ المُفضلة رويدًا رويدًا، قد استصغرت ذاتكَ أمام عينيكَ لقلةِ حيلتها، قد تمكّن منكَ القلقِ والخوفِ، الإحباطِ واليأسِ، شعور الذنبِ، قد شعرتْ بـالتخوّر والإنطفاءِ حيالهِم.. قد تملككَ الألمِ.

-لكن مهلًا! أكذا فُقدَ رونقكَ الخاص، أكذا فُقدَ بريقكَ؟ 
أنتَ لست لُعبةً لدى مشاعركَ وأفكاركَ السلبيّة لتخوض في المتاعبِ والإنهاكِ! أنتَ تستطيع التجرُد من خيوطكَ السوّداويّة لطالما كانت آذآنكَ صاغيةً أيضًا لألسُن أحدهم اللاذعةِ ومشاعركَ كانت فريسةٌ لِما تفاقم في كامِل وِجدانكَ!

قد أصبحتْ الآن حُرًا طليقًا!
شكِّلْ بـنفاثِ بريقكَ الكامِن رونقكَ الخاص من عوالمٍ يخضع كُل خياليّ لها، اطفو بسُحبكَ للأعلي لتتحررَ أكثر من خيوطِ مشاعركَ السلبيّة، ستتجرد من كُل مُتملّك خَسيس سلبيّ، ستتجمدُ صلابتكَ بقوةٍ وانتصارٍ من جديد لتُواصل ما تبقى من مطافكَ بعزيمةٍ، ثم تتكئ على ذراعكَ الخاص، وحينها يُغمَر مطافكَ بريقًا لامعًا فتتجدد روحكَ بمشاعر مشرقةٍ متألقةٍ بالأملِ  بينما تخطو وطآتكَ الأولى بعد انتصارٍ على شبحٍ كان مُخيبٌ للآمالِ.

أنتَ لست لُعبة يتم التلاعُب بِها بعد الآن، أنتَ مَن يتحكّم فيما يعتري دواخلكَ، هنالكَ أسمىٰ معاني الأمل والإيجابيّة في المعجمِ المُتألق خاصتك، امحُ ما قد لطّخ قلبكَ سوادًا وغدّقه بشعاعٍ من الكِفاح والرُقي.
ورُبما أنا هُنا لأُجاهد بِما أنصحُ به.

لطالما لا مكانٌ للمشاعرِ الساميةِ دون المرورِ أولًا بما يُنهش طاقتكَ بـرفقةِ دِرعكَ الزاجِر لكل سلبيةٍ.


 ̄

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أَفانِينُ ‹هَمهماتُ غُصنُ›حيث تعيش القصص. اكتشف الآن