̄
-دعكَ من إنكار أن كل ما يُوسوسُكَ خشيةً من حدوثهِ سيحدثُ، أن تذوقَ المرارةِ ولو كانَت بلعقةٍ سطحية سيُكتَب على سطور كتابكَ الخاص؛ ولكن مهلًا، أعذرُني لأنني مضطربةٌ وهائجةٌ لحدِّ سؤالكَ في وقتٍ عصيبٌ بعد فجرٍ مؤرِق قد عِشتهُ أنا.
أرقٌ! لن أدعْكَ تصرفُ النظر عن فترة ذرواتِ فرط التفكيرِ ومن الأرقِ الناجم جرّاءه.
حسبتُه بِكل استهانةٍ واستصغارٍ إلا عِند فجر اليوم الذي أُصبْت بهِ بعد كآبةِ نحيب مستمرٍ. قد خشيت منهُ يومًا أن يُداهمُني بمخالبهِ الداميةِ المُهيمنةٍ، وقد تحققَ أخرُ ما تمنيتُ.
اعتراني عِدة، حالما عقلي كانَ خاويًا خلال فترةِ الطفولةِ. بكيتُ، عَبراتي أستمعُ لسقوطِها أعلى وِسادتي، تحشرجَت شقهاتي داخل حَلقي حتى لا ينتبهُ أحدًا، فإنهُ لازمني لطفلةٍ مثلي في عتمةِ الليل الذي أخشاهُ ودون أن يُطمئنُني أحدًا؛ فعلمتُ حينها أن الأرقَ شيئًا خبيثًا.
ليلةٌ مُفحّمةٌ بأفكارٍ شنّت نيرانُها في وجومِ الفجر على فراشٍ ثُقِلَ بجثمانٍ هامدٍ.
ما يحملُهُ رأسي المُنفجر ذروةُ أفكارًا ما تنفكَ لهيبًا، تحترقُ فكرةٌ وراء فكرةٌ لأن تُنشبَ حريقًا هائلًا، فيتغلغلَ الحريق كتغلغلِ حقلٌ مملوءًا بألوانٍ من المحاصيل.
يُسارع أناسٌ لإخمادِ النيران في محاولةٍ للنجاةِ، وتُسارعُ قرارةِ نفسي مُجاهدةً في النجاة قبل تآكُل كامل قُواي، أنّ ما زالَ في صالِح عُمري التنعُم بالحياةِ.تكرّمتُ بهفوةٍ من النومِ عُنوة، لا زالَت عملية الإخمادُ مُستأنفةٌ.. ببطءٍ. غفوةٌ يتخللها الأرق، أو الأرقُ يتخللهُ الغفوة.
كُلما أصبحُ في نصفِ وعيٍ.. حالما أتقلبُ في فِراشي، كُلما تُثار الأفكار مُجددًا بنفسِ الوتيرة. أغفو، فأتقلبَ متململةً، فتُسترسَل الأفكار المُداهمة كأنها لم تُخمَد بعد، فتستغرق عدّة ثوانٍ فالحِظي بالنُعاس؛ ثم إعادةِ نفس الكَرَّةِ.أكأنَ الأرق يغتنمُ فُرصته؟ أم عيبٌ أنَني استيقظتُ لثوانٍ؟
-تحومَ عليكَ هالة الأفكار السوداويّة بِغبارِها فتتلاطمَ مِنها مُستغيثًا بالرحمةِ، لن تسلمْ منها إلا عِندما يتآكلُ حقل عقلكَ الذي تبددَ إلى رمادٍ خائرٍ. فتتكبدَ عناء ما استشاطَ منكَ مُحاولةً في ترميمهِ.
حتى تستيقظَ صباحًا، غيهب فجر أمسٌ أنتَ على أتمِّ درايةٍ بهِ. ولكن يوجد محصولٌ واحد لم يُخمَد نارهِ بعد.. أهيجانُ الحريق وشيك المُعاودةِ؟
أليسَت عمليةِ الإخماد مُستأنفةٌ؟
أوليسَ؟! ̄
أنت تقرأ
أَفانِينُ ‹هَمهماتُ غُصنُ›
Random-قَد تبدو ثمرةٌ حُلوة أو مُرّه كَرماديةِ خَواطري الهائمةِ! فإن طالَعت الغُصن لَن تبلُغ مُرادكَ سوى إن تفحَصت الجذور ببذورِها عن كثبٍ. فكُل حرفٍ يُسقى يُثمَر من خلف قَلبي الرجيفُ والوجيفُ. ·أفانين تُعني غصن أو ثمرة، وهي من الكلماتِ العربية النادرة. ·...