" ما أعظم أن يستطيع الإنسان أن يخفي مشاعره حتى عندما تنازعه نفسه لتفجيرها بعيون دامعة ، إنكساراً لأجل صمت أنيق وحزن أحمق وأنانية فارغة "
_ جابرييل غارسيا كيز
• • •
كان مستلقياً على فراشه بإحدى الغرف في المشفى ... بدت حركة صدره مضطربة قليلاً بينما وُضع قناع الأوكسجين على وجهه لمساعدته على التنفس .
فتح عينيه ببطئ عندما أحس بحركة أصابع خفيفة على شعره ... اتضحت له الرؤية ، انه هنا .... سنده وظهره ، أخوه عمران .
لمح معالم القلق على وجهه مما جعله يبعد القناع عن وجهه ليتحدث بنبرة هامسة : انا كويس
ليزجره عمران وهو يعيد القناع لوجه : شششششش ما تتكلم .
ربت على رأسه برفق ليلتفت الى أحمد وميهان اللذين يقفان خلفه ليتحدث بنبرة ساخرة : واضح انو عبد الرحمن خرب مفاجأتكم .
اتجهت ميهان نحو عبد الرحمن لتربت بيدها على قبضته بطريقة حنونة قائلة : سلامتك يا عبدو .
ابتعد عمران قليلاً ليدخل كفيه الى جيبي بنطاله : تبع المفاجأة برضو ؟
التفتت اليه وهي تهز رأسها : ايوه كان مفروض احنا التلاتة مع بعض ، عبدو بس طلع بدري وقال انو حيمشي يجيب حاجات من برا وحيجي راجع واتأخر ... اتفاقنا كان نتلم كلنا قبل وقت وصول طيارتك ، افتكرت تأخيرو بي سبب الزحمة او كدا ... م توقعت اطلاقاً يكون حاصل ليه شي .
عادت بنظراتها العطوفة نحوه وهي تتفقده ، بينما اقترب أحمد منه ليقول : الف سلامة عليك يا الشبلي الزول يسيبك خمس دقايق يجي يلقاك عامل كارثة .
ازدرد ريقه عندما وجد ميهان ترمقه بنظرات حادة وهي تقول : انت بتكاوي فيه ؟
جلس على طرف السرير وهو يهز رأسه بجديه : لالا م بكا....
لم يكمل عبارته بسبب مقاطعتها له : إياك تشاكلو او تكاويه ، على الاقل لحدي م يبقى كويس .
" لا حنينة ياختي "
قالها أحمد هامساً بسخرية ، لتسأله ميهان وقد ارتفع أحد حاجبيها : عفواً ! قلت حاجة ؟
لثواني تمنى لو بإستطاعته ان يستمر في استفزازها لتبقى أمامه بهذه الهيئة ، بدت جذابة لدرجة الدهشة خصوصاً مع حاجبها المرفوع وهي ترمقه بنظراتها الغاضبة ...ظل صامتاً محدقاً بعينيها حتى سمع صوته الهامس وهو يقول : أتقل يا شاي البكا .
لينتقل بنظراته المندهشة الى مصدر الصوت .
يا للهول!
ذلك الفتى حتى وهو مستلقٍ على فراش المرض بينما يتلقى جرعات من الاكسجين لمساعدته على التنفس لا يتوقف عن السخرية و ( التشغيلات )