( عودة الى الحاضر ) ...
كان عمران لا يزال يجلس على كرسيه يجتر شريط ذكرياته عندما قاطعه صوت الطرقات على الباب .
من اسلوب الطرق المتسرع فقط استطاع أن يعرف هوية الطارق ليقول بهدوء :
" إتفضل يا عبدالرحمن "
ليدلف عبدالرحمن الى المكتب وقد بدت علامات الدهشة واضحة عليه :
" في شنو يا عمران ؟ لي أحمد دا طلع زعلان كدا ... حتى رد ساي م رد علي ... ان شاء الله خير ؟! "
بدت امارات عدم الاكتراث واضحة عليه وهو يجيب :
" أسألو هو "
" عمران ... عليك الله في شنو ؟ ... الزول دا طلع وهو متضايق شديد حتى م عايز يعاين لي "
" عبدالرحمن ... انا م عندي ليك رد ... لو مهتم شديد اسألو هو كلامي واضح "
هز عبدالرحمن رأسه بتضايق لينسحب خارج المكتب مغلقاً الباب وراءه.
_________________________________________
" أحمد ... يا أحمد انتظر شوية خليني اتكلم معاك "
صرخت ميهان وهي تركض خلف أحمد في محاولة منها للوصول اليه لتعرف ما حدث بينهما ولما خرج بتلك الهيئة .
وبالرغم عن شعوره بالضيق والغضب من عمران ورغبته الملحة بالإبتعاد بقدر الإمكان عن هنا ... إلا انه لم يستطع مقاومة صوتها الذي بدا قلقا للغاية وهي تنده عليه .
ليتوقف رغماً عنه ويلتفت اليها ، إقتربت منه وبدت انفاسها مضطربة بسبب ركضها لتطالعه باهتمام وهي تقترب منه :
" مالك يا أحمد في شنو ؟ ... لي طلعت زعلان كدا ولي م عايز تقيف لي ؟ "
" ميهان ... انا اسف حالياً محتاج اكون براي "
قالها ليتجه الى الأمام ... ولكن بالمقابل سبقته هي بخطواتها لتقف امامه مانعة اياه من التحرك ، لتربع ذراعيها امام صدرها ويرتفع حاجبها الطويل لا إرادياً قائلة بنبرة حازمة :
" أسمعني كويس ... احنا جينا هنا مع بعض ... واتفقنا انو حنحل المشكلة دي مع بعض ... ف انا م حسمح ليك تتجاوزني كدا "
ظن لثواني ان بصره التصق عليها ... لم يستطع حتى أن يسمح لجفنيه بالرمش وكأنه يخشى ان تضيع ملامحها عليه ، وحينها لو استطاع لاختزل الجمال كله في صِغر حجمها ورقة جسدها وصوتها وغضبها الذي تعكسه بعينيها وذلك الحاجب المرفوع .
هز رأسه لتتبدل نبرته للهدوء التام :
" بالجد حابي اكون براي ، ياريت يعني هسه على الاقل "
" خليني اجي معاك ... انت اهدا وبعدها نتكلم ... واوعدك م حفتح خشمي اصلاً لو انت م حابي "