" اتسائل هل لـ الألم صوت؟ "
أن كان له فلمَ لم يسمع أحد تلك الآلام اللامنتيهة؟ لماذا لم تُضمد ؟
إبقاء الجرح مكشوفا لمدة طويلة يجمل المصاب أما صلدا قويا كالحديد أو
يصهر روحه ببطء شديد ، وبالاحتمالين سوف تنزف روحه ألما عند رؤيته
لذلك الجرح العميق ، أن كان له صوت فسيكون من أعلى وأقوى الأصوات !
إذن أهم يتغافلون عن سماعه؟
" اتسائل أيضا هل لـ الألم من ملامح؟ "
في أحد الأيام أثناء سيري في طريق ما ..لاحظتُ طفلة جميلة في العاشرة
من عمرها [على ما اعتقد] ، تمتلك ابتسامة تشدك لأكتشاف بقية ملامح وجهها
الملائكي ، تلعب في أحد الحدائق القريبة من منزلي لم اجد إلا وقدامي
تحملاني الي تلك الحديقة لاشبع ناظراي بها ، جلست على مقعد خشبي
بالقرب من تلك الشجرة الكبيرة التي تدور حولها الطفلة وعلى ما يضن أنها
برفقة والدتها واختها الصغرى ، مضت ساعة وساعتين ولا ازل أراقب تلك
الطفلتان الذان يلهوان بكل حب متناسين كل الوجود ، حاولت الطفلة ذات
العاشرة تسلق الشجرة راقبتُ حركة يدها وعرفت أنها تسعى لجلب تلك الوردة
الصفراء الغريبة الموقع ! هممتُ لمساعدتها لكن قبل وصولي ، خُدش
اصبعها الصغير بشيء ما ، مما جعلها تتوقف عن محاولاتها لجلب تلك الوردة
وأخذت تنظر إلى اصبها بملامح تخبرك بأن نوبة بكاء عارمة في الطريق
لاحظت اختها الصغيرة انسياب قطرات الدماء من إصبع أختها وها هي إلا
ثواني وأخذت تصرخ وتبكي لا اعلم سبب بكائها أهو خوفها من الدماء أو
على أختها ..لفت انتباهي بأن ذات العاشرة خبأت اصبعها وراء ظهرها
واحتضنت أختها بابتسامة مطمأنة ومتألمة لا شك كان حديثها مع أختها
الصغيرة يدل على أنها بخير جدا وانه مجرد وخز صغير لا يؤلم لكن كانت
ملامحها تخبرني شيء آخر تماما، تجمع الدموع في مقلتيها وارتجاف شفتيها
وانقعاد حاجبيها كل ذلك كان يخبرني بأنها تتألم كثيرا .....
إذن للألم ملامح واضحة جدا ، ابتسامتها وكلامها الذي يدل على أنها بخير
لا يعني بأنها لم تعاني ابدا ولم تتألم ! من يركز في ملامحها جيدا و ينظر
في عينيها سيقرأ ويلمس ذلك الألم المكبوت ...
مختصر الأمر لم يفهموا ولم يحالوا ...
أنت تقرأ
Cold life | مُذكرات
De Todoلاشيء غير الفراغ( ) الذي احاولُ ملهُ ببعض الحروف لعلها تفي بالغرض؛ لتدفئة جزءٍ صغير من برودة أيامي.. هل سيذوب هذا الجليد؟ أم سيتكسر بداخلي؟
