2020 Nov16|Mon.

31 4 0
                                    

"‏نـغيب عـن الكتابـةِ حـين نكـون مـطمئنين , الكتابـة مـسرح الجماهيرِ القلقة"


هذة المرة الأولى التي أرى فيها الخوف في عيون أمي ، عيونها تلك

التي كلما نظرتُ فيها أرى الأمان ، الإطمئنان ، السلام ، السكينة بل لا أقول

أرى كُل شيء مُرادف للحياة ، اليوم رأيتُ تلك اللؤلؤتين خائفتان ! صوتها

كان من اجمل موسيقى العالم اليوم أسمعه يرتجف خوفاً! كان من أحد أبشع

كوابيسي أن أرى مصدر الأمان بالنسبة لي "خائفة" .

_ أشعر أن كثرة الأثقال التي حملتنياها الحياة باتت تُتعبني وتؤلم قلبي ،

كثرة  الصفعات المتتالية جمدتَ مشاعري ، أشعرُ بالنيران تتزايد داخلي ،إذن

ما هذا الهدوء المريب الذي يُزين مظهري؟! هل حقاً بتُ لا اشعر بشيء؟

لا اعرف أي شيء سواء أنني غير مستعدة بتاتاً لمواجهة مثل هذة الصفعة

الكبيرة التي وجهتها الحياة لي دون رحمة أو شفقةٍ على حالي ..

_في مساء الثالث عشر من نوفمبر كُنت جالسة في المطبخ برفقة أمي واختي

نتبادل الأحاديث البسيطة ، قطعت هذة الالفة العائلية جملة أمي هذة :

"منذُ اسبوعين لا أعرف لماذا أجدُ بعض من البقع الحمراء على ثيابي"

بعد الكثير من التساؤلات والإستفسارات عرفنا أن هذة الدماء تخرج من نهدها

الأيمن مع ألم طفيف جدًا ، اخبرتنا هذا وابتسامتها التي أحُبها لم تُفارقها ،

بعد أن لاحظتَ الخوف الذي ارتسم على ملامحنا منذ جملتها الأولى حاولت

أن تطمئننا بقولها"بسبب مشاكل في الهرمونات، مشكلة بسيطة لا داعي للقلق "

هذة ليست مشكلة بسيطة لا يجب أن نبرهن من تلقاء أنفسنا أخذ الخوف

يتسلل داخلي بشكل ارهقني جدًا ، طلبتُ منها _ بل كان قرار وليس طلب_ أن

نذهب في صباح الغد للطبيب ، هي لا تعي خطورة الأمر أو ربما لا تُريد هذا

الوعي المؤلم ، بعد مُجادلة طويلة بالطبع اقنعتها بأن نحجز موعدًا عاجلاً

عند الطبيب. كانت تلك الليلة من أطول ليالي حياتي الخوف الذي شعرتُ فيه

Cold life | مُذكراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن