الفصل الرابع

5 0 0
                                    

#لست_عاهرة
الفصل الرابع

شعرت منال بشعور غريب بانها ليست عاهرة كما تحدث عنها البعض
مازالت الدموع تنساب من عين طه ، وهو تذكر تلك الليلة التي جعلته يندم ما تبقي من حياته ، تجاوزت الساعة الحادية عشر كان وقتها يعمل في مول حارس امن وتعرف علي أسماء حبه الاول الذي غيرت حياته تماما جعلته يستكمل دراسته ويحصل علي مؤهل عالي كانت الحياة وردي كما يتحدث عنها البعض ، غادرت اسماء مقر عملها وكان ينتظرها امام الباب
_ اخبارك إيه يا أسماء
الحمد لله تمام
_ تحبي نمشي علي طول ، ولا نتمشى شوية
زي ما تحب
شعور غريب داخل طه ، جعلته يدرك ان شئ غريب سيحدث الليلة
ظل يخطوا بجوارها الي ان ابتعدا عن المول واصبحوا بالقرب من مدينة سكنية هادئة  
فجأة توقف توكتوك أمامهم وخرج منه اربع ملثمين يشهرون اسلحة بيضاء في وجههم
وتحدث احدهم
_ الي هيتكلم هطير راقبته ، اسمع يالا انا  هأخد الحته الي معاك دي ، فتحب اخدها وانتا عايش ولا وانتا ميت
كانت الدموع تنساب من وجه أسماء وهي تحتمي خلف طه ، الذي يكاد يموت من الرعب
_ ما ترد يالا قولت إيه
اقترب احدهم من أسماء يطوق ذراعها بيده وجذبها إليه ، كنت كالمشلول من الصدمة لم اشعر بنفسي الا وانا اسحب حزام بنطالي وبدأت المعركة ، التي انتهت بطعنه كادت تودي بحياتي ، واختطفوا حبيبيتي واختفوا ، كانت تصرخ تستنجد بي لأنقذها ولكني فقدت الوعي ، لم اشعر بنفسي الا وانا في المستشفى ، وعلمت بعدها ما حدث
صمت قليلا ، وهو يحاول ان يمنع نفسه من البكاء ، بعد ما انتهوا منها انتحرت خافت علي اهلها من الفضيحة علشان حاجة ملهاش ذنب فيها ، احيانا يجب تطهير المجتمع من الوباء الذي تفشي فيه
فتح طه الباب وغادر ، وترك منال في غيمة من الحزن وادركت انها بجب ان تكون اقوي من ذي قبل ، وما حدث ليس نهاية الحياة 
بدأت مرة اخري رسم الاشخاص الذين اعتدوا عليها ، وهي تحاول ان تمنع نفسها من البكاء
داخل حي شعبي بسيط ، جلس القشاش علي احدي مقاعد قهوة زعتر ، وطلب شاي ، سحب هاتفه من جيبه وطلب رقم عطوه
_ ايوا يا عطوه انتا فين مش باين خالص
انتا ما تعرفش الي حصل لتربة
_ لا هو حصل إيه
تربة اتقتل ولقوه جثته في الزبالة ، والحكومة مكتمة علي الخبر ، لازم نأخذ بالنا اليومين دول
_ والواد توربيني اختفي هو كمان
اسمع يا قشاش انا في بيتي ومش خارج لحد ما أشوف هترسي علي ايه ، هو الواحد هيعيش كام مرة
انهي قشاش المكالمة وظل يلتفت حوله وكأنه يخشي ان يكون تحت المراقبة
ترك القهوة واتجه الي بيته ، في بيت قديم صدر له العشرات من قرارات الازالة ، بمجرد ان دلف الي الداخل شعر بوجود شخص يتحرك في الظلام
بالرغم من هيئته المرعبة ، والجروح التي تركت علامات في وجهه ، الا انه يخشي الظلام ، حاول اخراج هاتفه من جيبه ولكنه سقط علي الأرض
بصوت مرتعد يكاد يغادر فمه
_ مين الي هنا
لم يجيب عليه احد ، الي ان تحطمت الطاولة التي تتوسط الردهة ، وفتح باب الحجرة واغلق بسرعة ، بالكاد تمالك نفسه واقترب من الباب ليفتحه ، وعلي الضوء الصدر من مصباح الدرج ، وجد مفاجأة مرعبة ، وصوت اتي من الخارج جعله يدرك انها النهاية

لست عاهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن