اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عدلت طريقة جلوسي بعد أن غادر چينو الغرفة، بدا الأمر وكأنه اختبار لقياس نسبة صبرنا على هذه المصائب؛ ولكنّا حمقى لمعرفة ذلك بهذه السهولة.
رأيته يدخل لذلك وجهت نظري نحوه وقلت دون أن أقف: "هل قابلت مارك هيونغ؟"
لم يجب كلامي بل أكمل سيره نحو سريره وجلس هناك ثم سحب وساته المفضلة ووضعها بين يديه يقربها لصدره؛ انتهزت الفرصة لأطرح سؤالًا آخر فقلت: "وماذا سنفعل بشأن رونچين هيونغ؟"
لم يجبني أيضًا بل وجّه نظره نحو الخارج يراقب تلك النجوم التي تلمع بحرية دوت قيود دون أية أوامر أو حدود.
صمت لبرهة من الزمن وقبل أن أقف بقصد التوجّه نحوه اقتحم كلًا من تشينلو وچيسونغ الغرفة ووقفا أمام الباب، تفحصت مظهرهما من الأعلى حتى الأسفل وقبل أن نسأل سبقنا تشينلو في الإجابة فقال: "لقد رأينا مارك هيونغ يغادر المسكن وبدا متعبًا، چيسونغ شاهد بعض الخدوش تملأ وجهه وبعض الدماء منتشرة حول ملابسه؛ غادر المسكن في هذا الوقت وتركنا ورونچين هيونغ بمفردنا."
أعلم انه صعب، صعب للغاية لكن ليس لهذه الدرجة لأن يوذي نفسه ليحررنا من هذه المهزلة التي نعيشها حاليًا، تنفست الصعداء ووقفت أتوجه نحو الباب جعلتهما يدخلا الغرفة وغادرت اتجاه غرفة مارك هيونغ؛ دخلت على الفور دون طرق الباب ورأيت رونچين هناك يجلس فوق سريره دون حراك؛
تقدمت نحوه وتفحصته خلت أنه فقد حياته لكنه كان يتنفس، سألته عن مارك هيونغ فقال لي أنه لم يشاهده بعد أن غادر اتجاه المطبخ، تركته مشوشًا حول سبب سؤالي وتوجهت للمكان الأخير الذي زاره هيونغ وليتني لم أذهب لأن رؤية تلك الدماء التي تملأ الأرضية جمدتني مكاني حتى انتشلني صوت چايمين، حينما قال: "حاولت منعه؛ لكنه كان عنيدًا للغاية وأذاني أيضًا، جروحي ليست مهمة بقدر جروحه الداخلية.. السيد لي ناقش معه أمر تفكيك الفرقة في حال لم يتلقى رون العلاج... أخبر الرفاق بالأمر وأنا سأذهب للبحث عنه.."
اومات لكلامه وغادرت المطبخ أولًا متجهًا للغرفة حتى أزف الأخبار لهم؛ فتحت الباب وتنفست أمامه ثم قلت دفعة واحدة: "چايمين شاهده يجرح نفسه لأن السيد لي قرر تفكيكنا إن لم يتلقى رونچين العلاج... غادر للبحث عنه ونحن علينا أن نحاول إقناع رون بالأمر."
لم أتوقع أنّي سأتحدث بهذه الطريقة أمامهم وحول أعضاء فرقتنا، شعرت بأنّي شخص قاسٍ تلك اللحظة تمنيت لو تنشق الأرض وتدخلني جوفها بعد رؤية الأصغر سننًا بهذه الحالة.
كانت الأجواء بيننا مضطربة ومحملة بالندم والأعتذارات، لم يكسرها سوا صوته المحب حينما دخل غرفة المعيشة رفقة چايمين حيث كنّا بانتظارهما مع رونچين: "سنناقش أمر الفرقة بعد أن نقرر وضع رونچين."
دون إضافة المزيد صعد اتجاه غرفته ليجلس چايمين جانبي ثم وضع يده خلف عنقي وقال جاذبًا انظار الجميع نحوه: "لقد تحدثت معه وسنتحدث لوقت طويل معًا قبل أن نقرر."
"السيد لي أم مارك هيونغ؟" تشينلو قال ليجيبه: "السيد لي... بالطبع مارك هيونغ لن أتحدث مع تلك الشاحنة المتنقلة؛ لا أجرؤ أساسًا..."
ضحكت رغب عدم شعور عضلات وجهي بأي شيء، لكنه چايمين الفتى الذي يصنع المرح بيننا لآلى نشعر بالملل، رأيته اليوم محطمًا عكس الأيام التي ولت.
لا أنكر أن وضع رونچين كسرنا جميعنا ووضعنا في القاع، لكنّا فرقة واحدة وما يؤلم أحدنا يؤلم الجميع؛ هذا ما تعاهدنا عليه منذ أن كنا مجرد متدربين.
رونچين كان يضحك حتى توقف يسعل بقوة ورأيت تلك الدماء التي تخرج من فمه لست الوحيد الذي فعل بل الجميع؛ تجمّد هو في مكانه وحاول إخفاء يده لولا چيسونغ الذي سحبها اتجاهه يتفحصها.
دقق مطولًا بيد رونچين التي تملؤها الدماء ثم قال: "يؤسفني الوضع الذي أصبحنا عليه، ويؤلمني رؤيتك تعاني؛ لو كان بإمكاني البقاء جانبك طويلًا لفعلت لكنّي خائف أن أكون الشخص الوحيد الذي سيشيّع جسدك لمثواها الأخير.."
ذاك الذي تحدث الآن ليس چيسونغ بل شخص أخر، اقسم بذلك لقد جعلنا نبكي بحرقةٍ لقد جعل الجميع يركزّون عليه هو دون غيره؛ لقد تغيّر لهذه الدرجة، لتلك الدرجة التي سوف تنتهي بصراعات داخلية بين الجميع.
"في وسط وقفة في الزمن، هناك سبعة أضواء تبتسم في دائرة؛ إنها مثل إشارة مرجعية أضعها في قلبي، آمل أن نعود لواقعنا المرير لأنه أفضل من هذا بكثير..." قلت دون أن أنظر اتجاههم كان الجميع هناك بدأً بمارك هيونغ حتى چيسونغ، شعرت بذراع توضع فوق كتفي وتأكدت أنها خاصة چينو بسبب قوة الضغط التي فعلها هناك.
قوس المطر لا يكتمل دون ألوانه السبعة ونحن لا نكتمل دون بعضنا البعض وقرار تفكيكنا كان غير صحيح في هذه الحالة، كنت لونًا جديًا يضاف لتلك الألوان التي تشوه دواخلهم وتنهشها دون رحمة؛ ولم تتوقف حتى نزفوا دماءً ودموعًا.. لقد كانت الحياة قاسية علينا لدرجة أنها لم تمنحنا الوقت لنبتسم بهدوء.
