اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تلك الليلة كانت الليلة الأولى التي يصرخ بها چايمين هيونغ على أحد أعضائنا، أعلم ونعلم جميعنا أنه خائف من أن نفترق في منتصف الطريق عدا ذلك نحن لم نبدأ بجديّة حتى؛ كنا لانزال نقف عند الباب ورونچين هيونغ لايزال على ذات الوضعية السابقة، ونحن لانزال نقف هناك بابتسامة منكسرة.
تقدم چينو هيونغ الجميع اتجاه رونچين هيونغ ثم انحنى ليصل لمستوى الرؤية لديه وقال بصوت هادئ: "أنت تعلم بأن چايمين لم يقصد أن يصرخ في وجهك، ليس أمام الأعضاء وحتى إن فعل ذلك فهو يمزح؛ لكنه خائف... جميعنا خائفين مِما سيأتي عمّ قريب، رونچين أنت على معرفة تامة بچايمين وتصرفاته؛ ونحن جميعنا نعلم ذلك... لكنه في تلك المرحلة من الوقت شعر بالضعف فقط بالتفكير في فقدان أحدنا.. سوف تسامحه صحيح؟"
لم يتمكن مارك هيونغ من التدخل لحل هذا النزاع -لم يحاول حتى- هو فقط ابتسم بهدوء وغادر اتجاه الأسفل، تبعته وچيسونغ بصمتٍ تام؛ أما چينو هيونغ ورونچين هيونغ لايزالا في الأعلى.
"أعتذر هيونغ لم بدر مني في الأعلى.." فاجأنا صوت چايمين هيونغ ونحن لم نخطو الدرجة الأخيرة بعد، كان يبتسم لكن بانكسار بتحطّم وخمول تام؛ بدا وكأنه كان يحارب بمفرده... لكنّا جميعنا فعلنا منذ البداية حتى الآن.
هبط قبلنا للأسفل وضمه بقوة، شدّ العناق حول جسده ليأتي بعدها صوت شهقات هيونغ العالية والتي كانت للمرة الأولى لأن نسمعها منه؛ چايمين هيونغ الشخص الذي يزيل الهموم عن أكتافنا... الشخص الذي يفعل أي شيء لإسعادنا يبكي أمامنا الآن.
كنت أعلم أنه سيبكي بعد رؤية عينيه منذ قليل، لم يبدو بحالة جيدة، هو قد انهار بشكل حرفيّ بين يدي مارك هيونغ... ساعدنا هيونغ لنقل چايمين لغرفته وجعلناه يحظى بوقت راحة ثم عدنا للأسفل.
لم نحظى بوقت للتفكير حتى في ما سيأتي وما سنصبح عليه فيما بعد، ولم يتوقع أي أحد منا أن يعاني رونچين هيونغ من أي خطب ما؛ كنا مشوشين لدرجة النسيان حتى ما عدنا نعرف كيف نتذكر.
جلسنا جانب مارك هيونغ أنا وچيسونغ ننتظر منه أية ردة فعل أو أي كلام لكنه كان صامتًا بشكل مخيف لقد اختبرنا صمته هذا سابقًا وكانت النتائج صعبة ومؤلمة والآن ها هو يخوض ذات الصمت ليضعنا في دوامة كبيرة من الأسئلة التي لا أجوبة لها.
لم نتحدث كلمة واحدة بل ظللنا جانبه صامتين نعبث في عقولنا ننسج داخلها مئة سؤال لا جواب له، نتمرّد على ذواتنا لنبحر في الخراب مبتسمين.
كنت أراقبه بين الحين والأخر وفي كل مرة أفعل كان ينظر نحوي ويبتسم، تلك الابتسامة التي تجعلني أخاف عليه وأشفق علينا؛ لكنه لم يمتلك القوة بعد للإفصاح عن شيء سيئ سيحصل أو حصل.
لم تمض سوى ساعة حتى رأيت چينو هيونغ يتوجه للأسفل ومعه چايمين هيونغ، ابتسمت لرؤية هيونغ بخير ولكنّي توقفت عن الابتسام حالما رأيت عينيه، لقد كانت حمراء للغاية متورمة والسواد يكسوها، يشوهها بمحبة وكأنه يتلذذ بفعل ذلك كشيطان أخرس.
نزلوا للأسفل حيث كنت وچيسونغ ننتظرهم، حيانا چايمين هيونغ بابتسامة هادئة ثم جلس جانب الأصغر أما أنا فقد توجهت للمطبخ للحصول على كوب من الماء الدافئ له؛ ناولته الكوب بعد أن عدت، سمعته يقول 'شكرًا' بهمسٍ لذا ابتسمت.
"ماذا سيحدث فيما بعد هيونغ" التفت اتجاه چيسونغ حالما سأل والجميع كان ينظر له باستثناء مارك هيونغ الذي ابتسم دون أن ينظر لعينيه ثم قال بصوت منخفض بالكاد سمعناه: "سنقرر بعد أول جرعة لرونچين، حتى ذلك الوقت لنصنع العديد من الذكريات معًا.."
تنهدت بصوت مسموع ثم وضعت رأسي فوق كتف چينو هيونغ وأغمضت عيني، تمنيت ذلك الوقت أن تختفي كل الأشياء السيئة في العالم ويبقى ما هو جيد لكنه دائمًا ما يحدث العكس حيث كنا نتلقى الشر أكثر من الخير.
"نركض بلا نهاية وينعكس الضوء في نهاية الطريق، حتى أتمكن من تذكر كل صورنا الجميلة؛ أضع إشارات مرجعية" فتحت عيني تزامنًا مع كلام چايمين هيونغ لأتنبه بان الجميع ينظر له، مارك هيونغ كان يبتسم نحوه بانكسار وكم من مرة كان منكسرًا بها؟
عدلت طريقة جلوسي وقلت لهم وقد بدا وكأنّي أجيبه من خلال ابتسامته المشعة "في نهاية المطر البارد، في السماء الزرقاء؛ ألقي نظرة على ضوء قوس المطر الواضح بشكل خاص.. ستبدأ هذه القصة مرة أخرى في أحلامنا.."
رأيتها من جديد تلك الابتسامة اللامعة والتي تنبض بالحياة، تلك الأبتسامة والتي من خلالها جعلته شخصي المفضل هنا؛ حلمت أن أكون يومًا لونًا من ألوان الطيف يكمله بألوانه السّبعة لكن لم أتوقع أن يكون مؤلمًا أن تتمنى الكمال والمثالية في هذا الوقت.
