على مَهل كنّا نقطع الطريق، يداً بيدٍ. كان "توتوكا" يعلٌمني الحياة. وكنتُ سعيداً جداًّ لأنٌ أخي الأكبر يعطيني يده ويعلّمني الأشياء. يعلّمني إيّاها خارج البيت. أمّا داخله فأتعلّم ذلك وحدي من خلال اكتشافاتي. وعندما أقوم بها وحدي أخطئ، و ينتهي الأمر بضرباتٍ أتلقّاها على مؤخّرتي. في السابق، لم يكن يضربني أحد. لكنهم اكتشفوا الأمر لاحقًا، وبدؤوا يقضون وقتهم وهم ينعتونني بالشيطان، وبالطاعون، وبقطّ المزاريب اللّعين. لم يكن ذلك يشغل بالي حينما لا أكون بالشارع أنهمك في الغناء. فمن الجميل أن نغني. وبالإضافة إلى الغناء، كان "توتوكا" يجيد القيام بأمرٍ آخر، فهو يُحسن الصّفير. لقد حاولت تقليده عبثاً لكن لم يصدر من في أيُّ صوت. كان "توتوكا" يحّثني بقوله: هذه هي الطريقة، ولكنّني لم أكن أملك بعدُ فمًا قادراً على الصّفير.. وبما أّنني غيرُ قادرٍ على الغناء بصوتٍ عالٍ، فقد كنتُ أغنّي في سرّي. كان ذلك يبدو مُضحكاً، ولكنّه قد يكون في غاية الروعة. أتذكّر أغنيةً لطالما غّنتها لي أمّي حين كنتُ صغيراً جداًّ. كانت في المغسل¹، تعقد منديلاً على رأسها لِيَقيها حرارةَ الشمس وتربط مئزرها على بطنها. ثمّ تظلّ هناك ساعاتٍ وساعات ويداها مُغمّستان في الماء، وهي تصنع بالصابون كثيراً من الرغوة.
وبعد ذلك تعصر الغسيل وتحمله حّتى الجبل. تضعه كلّه على ذلك الحبل المشدود إلى شجرة بامبو. وتقوم بالأمر نفسه مع كلّ غسيل. ولكي..
_____________________________
¹:مبنى به أحواض مائية مصمم لتغسل فيها نساء القرية الملابس.
أنت تقرأ
شجرتي شجرة البرتقال الرائعة
Roman d'amourمن هذا الطفل الذي يناديه الجميع بالشيطان الصغير ويصفونه بقط المزاريب؟ وأي طفل هذا الذي يحمل في قلبه عصفوراً يغني؟ "شجرتي شجرة البرتقال الرائعة" للكاتب خوسيه ماورو دي فاسكونسيلوس عمل يُدرس في المدراس البرازيلية وينصح الأساتذة في المعاهد الفرنسية طلبا...
