الحلقة التاسعة

42 2 101
                                    

كان جالس في سيارته ينتظر إخوته وبنات عمه ينزلون و معهم قمر لكنه سمع صوت صهيل حصان ،فالتفت على جانبه ولمحها تدور في المزارع والبساتين بالحصان وقد كانت شاردة الذهن ويبدو عليها بعض الحزن مخلوط بالخوف والحيرة .رآها قد توقفت و هي تمعن النظر ناحيته ابتسم بقوة وهو يراها تتغطى وتتقدم منه عدل في وضعية جلوسه ورش قليلا من العطر ،وصلت أمام سيارته ثم نزلت من على الحصان .
قمر بابتسامة جذابه: أهلا وسهلا وسيم  علاه راك قاعد هنا تفضل ادخل .
وسيم وهو ذايب في ابتسامتها: أهلا قمر لا أنا راني نستنا في خواتاتي وبنات عمي باش يجو .
قمر باستغراب: هم هنا وراهم ؟!!.
وسيم بارتباك : أممم صراحة جينا باش ندوك معانا للفلة .
قمر باستغراب أكثر : علاه تدوني معاكم ؟
وسيم بتوتر : آآآ راح تفهمي كلش من بعدا ؟! الا قوليلي وشراكي وشراه صحتك ؟.
قمر بابتسامة: الحمد لله أنا بخير ونتا؟!
وسيم بابتسامة مماثلة : صفا الحمد لله .
خرجوا البنات من الفلة ليبحثوا عن قمر دقوا على هاتفها لكن يبدو أنها تركته في غرفتها لمحوا من بعيد  قمر ووسيم الذي خرج من سيارته واتكأ عليها ويبدو عليهما أنهما منسجمان في الحديث والضحك .
اشتعلت نيران الغيرة في قلب عبير وهي تراهم يضحكون ويتبادلون الابتسامات تقدموا منهم وبعدما تبادلوا التحيات والسلام استأذنت منهم قمر لتغير ملابسها ركضت إلى الفلة وارتدت فستان بلون السماء مع خمار نفس اللون ركبوا جميعا في السيارة بحيث ركبت وردة في الأمام كعادتها ونسمة ورائها ثم تأتي منى وبجانبها عبير وفي الأخير قمر وراء وسيم الذي يقود في السيارة لم يخلو الجو من الضحك والمزاح وطول الطريق كان وسيم يراقب قمر وكل حركاتها العفوية واللطيفة ويبتسم كلما ضحكت أو ابتسمت  ولم ينتبه لتلك التي تشتعل بنار الغيرة من نظراته إلى قمر نعم فقد كانت عبير تلاحظ نظرات وسيم لقمر طول الطريق وهي التي تكتوي بنار حبه .
وصلوا إلى فلة مراد ونزلوا جميعا منها وضعوا شريط على عيني قمر التي تفاجأت بشدة ولكنها ابتسمت في الأخير فهي تثق فيهم دخلوا جميعا للفلة ولحقهم وسيم الذي يحمل الهدايا .
وضع وسيم الهدايا على المائدة ثم صعد للأعلى ليتركهم على راحتهم .
أجلسوا قمر على الكنبة الطويلة وجلسوا معها لكنهم لم ينتزعوا الشريط الموضوع على عينيها .
قمر : ومبعد راح نبقى هكا .
وردة : بلعي فمك شوي ذك يجي جدك وجداتك باش نحوا هذا الشريط .
منى : مفاجأة .
جاءت أم ليلى وسلمت على عبير ومنى وقمر التي سلمت عليها بإحراج من منظرها بعد ربع ساعة جاء عبد الرحمن وبهية بعد التحيات والسلام ذهب وسيم مع عبد الرحمن إلى مجلس الرجال .
وردة وهي تنزع الشريط من عيني قمر التي فتحت فمها ببلاهة وسعادة لا توصف .
الكل يصفق ويغني: سنه حلوه يا قمر ،سنه حلوه يا قمر ،سنه حلوه يا قمر .
قمر بابتسامة ودموع : علاه تعبتوا رواحكم ..
وردة وهي تضربها على كتفها : بلا تعب بلا هم المهم نفرحوك يا قمور  .
منى : كل عام وأنتي بألف خير .
عبير : العمر كله انشاالله .
نسمة وهي تحتضن قمر : كل عام وأنتي معانا يا أجمل قمر .
بهية وهي تحتضن حفيدتها : كبرتي يا بنتي العمر كله يارب .
أم ليلى وهي تحتضنها : كل عام وانتي بالف خير حبيبتي .
قمر وهي تمسح دموعها: والله ما علابالي وش نقولكم فرحتوني بزاف ربي يفرحكم ويسعدكم .
الكل : آميييين .
وردة وهي تسحب قمر من يدها : أرواحي نقطعوا الباتسييار .
أمسكت قمر السكين وبدأت بتقطيع الكعكة الضخمة وبعدما أكلوا وشربوا العصير قالت نسمة وهي تتجه للهدايا .
نسمة بابتسامة : يلا قمور  افتحي الهدايا لي جبناهالك .
مدت وردة هديتها لقمر فتحتها لتجد إسوارة جميلة جدا فيها فراشات صغيرة من الذهب الخالص ارتدتها في معصمها وساعدتها وردة في ذلك .
وبعدها فتحت هدية نسمة لتجد فيها قرطين من الذهب على شكل قلوب جميلة جدا .
ثم فتحت هدية عبير لتجد فستان سهرة أحمر صارخ كلمة جميل قليل عليه مع حذاءه العالي بلون الأحمر   كذلك ومجموعة من مساحيق التجميل الغالية .
وبعدما فتحت هدية منى لتجده فيها ايبود وهاتف بغلاف أحمر .
مدت جدتها هديتها وكذلك أم ليلى وأخيراً  مدت وردة هديه وسيم والتي نظرت لها قمر باستغراب
قالت لها وردة بابتسامة: هاذي هدية وسيم مانساكش باش ما تقوليش بخيل.
ضحكت قمر بهدوء وهي مازالت مستغربة فتحتها لتجد سلسلة رفيعة من الذهب الخالص معلقة فيها قلب بداخله اسمها من الذهب أعجبتها جدا وقررت ارتداؤها ساعدتها نسمة على ارتداؤها وبعد انتهوا من الحفلة أحضرت وردة إبر وأعطت لكل واحدة منهم إبرة وردة بأمر : يلا فرقعوا البالونات .
بدأت رحلة من فرقة البالونات والتي أحدثت ضجة في الصالة  وتعالت ضحكاتهم كلما تصادموا ببعضهم بعدما انتهوا جميعا استلقوا على الأريكة بتعب وهم يتنفسون بصوت عالي .
قمر بفرحة : شكرا شكرا على كل شي ديرتوه عل جالي .
منى بابتسامة: ماكانش شكر بين الأصحاب .
قمر : والله فرحتوني اليوم بزاف .
نسمة بابتسامة: إنشاء الله تدووم فرحتك يا رب .
قمر : ما توقعتش كامل في حياتي بلي راح نلقى أصحاب كيما نتوما كنت وحيدة وقلت مستحيل نلقى أصحاب مثلكم .
وردة : وحنا محظوظين كي تلاقينا بيك .
عبير بابتسامة : إنشاء الله نبقاو  صحاب طول العمر.
الكل : آمين .
أم ليلى وهي تقوم : نروح نشوف الغدا لواجد ولالا
بهية وهي تقوم : خليني نروح معاك ونخلوا البنات براحتهم .
أم ليلى: مرحبا بيك .
ذهبتا المرأتان للمطبخ وظلوا البنات ينظرون إلى بعضهم البعض بصمت وبطريقة بلهاء مثيرة للضحك وماهي إلا ثواني حتى انفجروا بالضحك.
الكل : ههههههههه ههههههههه.
عبير بضحك : هههههههههه علاه راكم تضحكو ؟!
وردة بضحك ؛ والله ما علابالي هههههههههه!!.
منى وهي تكتم ضحكتها بصعوبة : مهابل .
قمر بضحك : هههههههههه واقيل من الفرحة .
نسمة بضحك : هههههههههه خلاص اسكتوا والله كرشي وجعتني .
صمتوا جميعا مرة واحدة حتى قالت نسمة لقمر : قمور راكي صفا  مع القراية
قمر بانزعاج : شوي شوي وخاصة هاذا التخصص نتاع الحقوق ممل بزاف بصح الحمد لله.
وردة : والله كن ماشي بابا كن حبست جد القراية كامل أستغفر الله تجيب القنطة .
نسمة : لي خرجوا من القراية والله راهم ندمانين ذك ومكا حتى حاجة تساعدهم باش يخدموا .
منى : أنا خايفة من البيام برك.
سكتوا جميعا ثم التفتوا إلى عبير الصامتة .
وردة بسخرية: وش القارية شخبارك مع القراية .
عبير وهي ترفع حاجبها الأيسر الأنيق : تسلم عليك.
وردة باستهبال : الله يسلمها .
نسمة : عبير ماشاء الله عليها هي دايما الأولى في كليتها .
قمر : ماشاء الله ربي يحفظك من العين .
منى : ومع هذا ما تقراش بزاف في الدار ودايما هي الأولى .
وردة : وأنا لي نقرا ليل نهار وما لحقتش .
عبير ببرود : خمسة في عينك .
وردة وهي ترمي عليها الوسادة والتي ضربت وجهها بقوة : أنا يتقالي هكا .
عبير بحقد وهي تنهض وتهجم على وردة : يا الدبة أنا تضربيني .
وردة بصراخ : يا المتوحشه أطلقيني .
قمر وهي تفصل بينهما : نتوما الزوج وش راكم ديرو أرواحوا سلكوا بيناتهم .
نسمة ببرود : هاذي عوايدهم .
منى ببرود : ذك يحبسوا ويتصالحوا .
جلست قمر بيأس وهي تنظر إليهم يتضاربون وهم يكتمون ضحكتهم .
قمر بهمس : مهابل .
بعد ساعتين متواصلتين من المرح والضحك جاء وسيم ليخبر وردة عن انتظار عبد الرحمن لعائلته
وسيم : وردة قولي لقمر وجدتها بلي عمي عبد الرحمن يستنا فيهم.
وردة بتفكير : أمم نقلك قولو يخلي قمر تبات معانا اليوم .
وسيم : مستحيل ما شكيتش يخليها .
وردة بإلحاح : قولو تعيش ربي يحفظك قولي وش تعرف بالاك يخليها تبات معانا ،تعيييييش.
وسيم بتنهيدة : خلاص ذك نقولو أف علكة .
بعد إقناع عبد الرحمن بترك قمر للمبيت مع وردة ونسمة ذهب عبد الرحمن وبهية للفلة .
صعدن الفتيات لغرفة التوأم وقد قرروا الاتصال بليلى لتمضي معهم هاذي الليلة .
******بعد العشاء **********
جلسن الفتيات في الصالة الواسعة وهم يضعون أنواع كثيرة من المكسرات والعصائر بحيث كانت تجلس عبير على الكنبة العريضة وتضع وردة رأسها على فخذها وهي تأكل في الكاوكاو المالح بصوت مزعج وفي الأرض بجانب عبير تجلس ليلى مع قمر ومنى وهم يأكلون في اللوز .
ليلى وهي تسأل قمر : قمور واحد ما جا خطبك ؟!
قمر بخجل : لا .
ليلى : ولا حتى هاذو المفعوصات واقيل راح يعنسوا هنا .
وردة وهي تقوم من على فخذ عبير  وشعرها مشعث : ونتي وش قلقلك قاعدين عند دار راجلك .
ليلى وهي تكتم ضحكتها : هاذا جزاتي كي تقلقت على مستقبلكم .
وردة بسخرية: غير ما تقلقيش وطلعي السكر لعمرك.
وردة وهي تستلقي بقوة على فخذ عبير مما آلمتها .
عبير بألم وهي تضرب رأس وردة : يا كلبة وجعتيني وجع يوجعك .
وردة وهي تأكل : بلعي فمك نتي ناقصاتك .
قامت عبير بقوة مما أدى إلى اصطدام رأس وردة على الأريكة بقوة .
وردة بصراخ : عبور يا الدبة وجع يوجع راسك كسرتيني .
عبير ببرود وهي تجلس بجانب ليلى : شح تستاهلي .
منى بنعاس : نسمة وين راح نرقدو الشامبرا نتاعكم ما تكفيناش ومانيش حابا نفترقوا نرقدوا كامل مع بعضانا.
نسمة : والله ماعلابالي واقيل نرقدو هنا في الصالة الواسعة .
قمر : علاه شامبر نتاع ليلى واسعة نرقدو فيها كامل .
وردة وهي تقوم : خلاص ذك نروح نفرش الفراش ونجي نعيطلكم .
منى وهي تقوم : استناي نجي نعاونك .
قمر وهي تسأل ليلى : لميس بنتك وراهي من العشا ماشفتهاش .
ليلى بابتسامة: راحت مع وسيم برا .
قلبان دقا بقوة إثر سماعهما  لاسم وسيم
نسمة : لبنات وش رايكم نلعبوا كارتا .
قمر بتوتر وارتباك : إيه صح.... والله... خلينا نطلعوا فوق ونلعبوا .
صعدن الفتيات للأعلى وكل واحدة استلقت في فراشها  بعدما أعطت وردة ونسمة منامة للنوم لكل من قمر وعبير ومنى ثم وزعنا أوراق اللعب وبدأن بالمرح والضحك .
وبعد ساعتين متواصلتين من اللعب نامت الفتيات ماعدا قمر والتي لم تستطيع النوم فقد أصابها الأرق بشدة وحتى وردة مصاصة الدماء كما قلنا سابقا سقطت في نوم عميق .
أما لميس فنامت مع جدتها بهجة .
****على الساعة 2:46 ليلا********
كانت قمر على نفس وضعيتها تنظر للسقف بشرود حتى شعرت بالعطش الشديد فقررت النزول للمطبخ لكنها كانت مترددة حاولت إيقاظ وردة لكنها لم تستيقظ حزمت الأمر على النزول وليحدث ما يحدث نزلت ببطء شديد وهي خائفة حتى كادت أن تتعثر على الدرج أكثر من مرة وصلت للمطبخ وكان فيه نور خافت يصدر منه عقدت حواجبها باستغراب تقدمت قليلا للداخل بتردد حتى اتسعت عيناها هولا مما ترى ...........

انتقام  ذو فائدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن