سيناريو بين بؤساء

16 1 0
                                    


 المكان : شرفة منزل قديمة

 الوقت: شروق الشمس

 الشخصيات : أ الولد, ب البنت

البنت صوت وضع كوب القهوة علي طبق صغير علي رف الشرفة بقوة .

يكمل الرجل سجائره قائلا :" هنعمل ايه دلوقتي؟"

 تنظر الفتاة التعيسة نحو الشمس التي تخرج من مخبأها وتقول :" مش عارفه..." وهي تضع كفها علي فمها.

 ينفخ الرجل سجائره بشدة وهو لا يناظرها, لكنه يعلم انها تفعل.

 -" ما تبصليش كدة... " يطقطق علي الأرض بقدميه من التوتر.

   قالت ببلاهة ومزاح :"بصة إيه؟" (وضع الكاميرا علي الفتاة )

-"بصة كإننا لسه بنحب بعض... " قال الرجل. 

 أزالت الفتاة يديها من علي وجنتيها وهي تحاول حل لغز تعابير وجه حبيبها.

 وضع الكاميرا : نظرات الفتاة المحيرة و تعابير وجه الرجل بدقة كالعيون و الفك و اليدين والأقدام. 

 -"كإننا بنحب بعض.. ؟" ترك الرجل سيجارته الموقدة ليربع ذراعيه أمام صدره كجواب بارد علي سؤالها. 

 " أنا فعلا بحبك... وهفضل طول عمري بحبك.. حتي لو حبك قل ليا من الظروف. لكن ماتقدرش ترفض حبي ده... لإنك محتاجله. " قالت وهي ترفض تراكم الدموع في عينيها. دخن أخر جزء من سيجارته بشراهة, ليدفع الدخان بشكل حلقات ضخمة تغيش عيناها وتحيرها.

 - " الحب....الحب... الحب! " تمتم بقوة وهو يفتت سيجارته. -" بتتكلمي عن الحب كأنه معجزة, كآنه منقذ, كآنه بيحيي. كإنه ملاك! أنا مش شايفه! أنا مش عايزه... هو فين؟! انا مش شايف غير تراب, وعفارة و دوشة وتفكير... الحب ده مش لينا... مش للي زينا... مش بتاعنا يا حبيبتي... "

 ترتجف يد الفتاة...

 تري عذاب حبيبها, ترى كم يكفر بنعمة الحب. تراه يدمع, لكنه يصرخ.

  يتركها وحيدة بين عذاب, تعيد نظرها للشمس التي تشرق بعد ليل حالك مظلم.

 وتبتسم والدموع تسكن بدفئ أخيرا .

دماغ غريبةWhere stories live. Discover now