الرسالة 3

43 5 25
                                    

إلى المجهول:

تلك الليلة .. كنت أشعر بالنشوة، طلبت منك ملء كأسي حتى النهاية..

تلك الليلة.. أنا وأنت كنا آخر من يخرج من الحانة، فقد كنتُ حالة استثنائية لا ترينها كل يوم.

تلك الليلة .. كنت أستمتع لوحدي، ثم أظنني نجحت في جعلك تنضمين لي فقد أتيتِ وبيدك قدح من الرف لأجلك ..

أنا وأنت كان لدينا الكثير لنتحدث حوله.. حول هذه الحياة المظلمة اللعينة..

أتذكر أني أنا من افتتح الحديث:

-" أنا .. لا أحد، حياتي .. جحيم..، نجمي .. وحيد، في الواقع انا مجرد.. صفر جميل.

لكنني أستمر بالعيش، فقط.. لا يمكنني التوقف عن المحاولة، حلمي الوحيد هو أن أنتقل من رقم صفر إلى الرقم ..واحد.

'غ'، 'د'.. حروف من اسمي، إذا أردتِ مناداتي فقط أضيفي 'و' بين 'د' و 'غ'، بالمختصر .. أعرفك نفسي.. أنا سيد .. 'د.و.غ'.

أترك الأمور بسيطة، وهذا شيء طبيعي.. دوما أنا الخاسر... أجل أعلم .. هذا فقط أيقوني ..

لأكون صريحا.. يمكنك اعتباري كـ 'متحف الدمار'.

تركتُ أحضان أمي قبل أن أنهي الرضاعة، لكن لا تحتقريني فعظامي من أسفل لفوق مكتملة بعناية، ولا حاجة لأخبرك عن عقلي الذي يكون من ماركة 'غوتشي' .. لأنك ستصدمين .

كل ما في الأمر، لم يعد من السهل تدميري بعد الآن فقد تحولتُ لفيروس لا يمكن دراسته.

إن أردتِ أن أعلمك كيف تكونين مثلي، اجلبي المال واجلسي أمامي .. سأُدَرِسُك كيف تصبحين لعينة مثالية .. كما أكون تماما "

صمتُ بعدها لأراقب وأترقب .. أنتظر إطراءاتك، لكن من تلك البسمة الجانبية فهمت ما يدور في عقلك، ..

لا بد أنك علمتِ أني كنت فقط .. أكذب.. فحياتي مملة حد اللعنة.. وأني مجرد.. لا شيء.

من تلك الضحكة الخافتة فهمتُ أنك مثلي.. لا أزال أتذكر ما قلته لي بالحرف الواحد.. فقد وشمتُ نبرتك داخل ذاكرتي..

-" هل تعلم ما يعنيه 'وحش' أيها الصغير؟ .. إنه كائن يملك عقل الشيطان ..يمكنني جعلك تفقد صوابك دون أن أبذل جهدا يذكر، بالتالي من اللعين الفعلي بيننا الآن؟

'الأرملة السوداء' .. هذه كنيتي، من المستحيل أنك لم تسمع بها من قبل، أليس كذلك؟ .. لذا لا بد أنك تعرف من خلال القصص المنقولة ما تحتويه ثلاجتي المتواجدة بقبو بيتي؟ .. يتوجب عليك أن تحذر يا فتى.

أمك.. عد لأحضان أمك فأنت لم تنضج بعد، الحياة طهتك على نار قوية فظننت نفسك جاهز، لكن اسمع هذه الحكمة فقد ورثتها عن جدتي العزيزة..
'السم الحقيقي يتم تحضيره فوق .. شعلة شمعة' ..

بقوة أشعُ أنا، لرؤيتي عليك أن تغوص في ظلام مبقع، فالنجوم لديها شروطها حتى تظهر.

ما رأيك الآن.. هل عرفت مقدار التباين في المستوى؟ "

---------

صدقيني .. من تلك الليلة ..

صارت حياتي.. روعة مروعة، ..
عقلي.. أزهر، ..
أسلوبي ..اختلف، ..

بفضلك صرتُ أكثر من رائع، أنا علمتُ كيف يمكنني أن أستمتع .. بكوني مجرد صفر مُصفَّر، ..

وأن أتحول لرقم واحد ! .. ضممته لمجموعة الخرافات القديمة.

أشكرك .. لتعليمي بالمجان، حفظت الدرس الذي كان بعنوان 'اضرب الحياة عرض الحائط' من الاصغاء الأول رغم كوني حينها بنصف وعي، لأني اقتنعت أنه لا يمكنني .. الخروج من هذا الغائط.

من مجهول.

To my f**king LOVERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن