01

580 26 10
                                    

كالعادة، إنها الثالثة فجرا، لا أستطيع النوم، خائفة... تائهة... لا يمكنني التوقف عن التفكير... إن أغمضت عيناي الآن، سأرى نفس الحلم، ذلك الحلم المخيف، لا يمكنني التفريق إن كان ذلك الحلم حقيقة أم خيال، كل ما يمكنني أن أعرفه لا يجب علي أبدا... أبدا... أن أنام.

لا أتذكر كيف بدأت تلك السلسلة المزعجة من الأحلام تتكرر، كل حلم يختلف عن الآخر، لكن يجمعهما شيء واحد... في نهاية كل حلم، يمكنني أن أرى و بكل وضوح جثة ملقاة أمامي، و أعلم جيدا أنه لا يجب علي أن أقترب من ذلك الفتى الملقى هناك أبدا، لكن و لسبب لا زلت أجهله، يدي تمتد ناحيته لا شعوريا لألمس وجهه، و ما أن ألمسه حتى أسمع ذلك الصوت المخيف و الذي يدب الرعب في قلبي:

"أتعلمين كيف تجيبين على ورقة الإختبار؟؟ ركزي في الأعين... اتجاه الرياح... و ستعرفين شيئا واحدا... ستتعرضين لهجوم..."

سيبدو الأمر مضحكا لوهلة لكن ما الذي يعنيه بورقة اختبار؟ و ما قصة تعرضي لهجوم؟ لا يمكنني فهم أي شيء، غير أنه فور أن يصمت ذلك الصوت و أحاول الإلتفات ناحيته أجد نفسي أستيقض و أنا أصرخ.

هذا مرعب بالنسبة لي، و المشكلة أنني أحس و كأني أعلم من هو الشخص الذي يتكلم في نهاية كل حلم.

السؤال المطروح هو من صاحب تلك الجثة؟ و لما لا أتذكر وجهه؟ سأجن، حرفيا.

اليوم هو الموافق ل 16 من شهر أبريل و هذا الأمر يتكرر منذ شهر، 30 يوما بالضبط و أنا أرى هذا النوع من الأحلام، و في كل حلم تلك الجملة و الجثة و ذلك الصوت لا يتغيرون، لذا لن أنام اليوم مهما حصل، أنا خائفة، لا أريد رؤية ذلك الحلم مرة أخرى.

يجب أن أذهب للعمل في الساعة 8، تبقت فقط 5 ساعات و ينتهي الأمر، سأصبر.

سأعد لي كوب قهوة آخر، لقد شربت بالفعل ما يعادل 10 أكواب، لكن الإحتياط واجب.

و أنا أمشي ناحية المطبخ أحس بشخض يمشي ورائي، ألتفت بسرعة لأرى من لكنه اختفى بسرعة، أكملت طريقي غير مهتمة بذلك الذي ورائي.

أعلم جيدا أنني لا أهلوس، لست مجنونة لأتخيل الأشياء، لذا سأتجاهله و حسب.

و أنا أقف لأعد القهوة أحس به يقف خلفي، تجاهلته كالعادة، لا يمكنني نكران أنني مرتعبة لكن ما الذي يمكنني فعله سوى تجاهله؟ أعددت القهوة و أخدت أمشي عائدة للغرفتي بعد أن شغلت الإضاءة في كل أنحاء المنزل لأخفف من توتري.

بدون سابق إندار أجد نفسي أقف أمام التلفاز الغير المشغل و انعكاسي يظهر على شاشته، ليس انعكاسي وحدي و حسب، كان انعكاس ذلك الظل الأسود ورائي أيضا، لم أعد أُحِس بأطرافي حتى سقط كوب القهوة من يدي، ليختفي ذلك الظل.

شبح مزعج__An Annoying Ghostحيث تعيش القصص. اكتشف الآن