الرِّسالة الثّانية

288 65 93
                                    

بسمِ من أنعمَ علينا بالحُنوِّ والشّفقة في الأنفس.
بسم الله الرّحمن الرّحيم

أمّا بَعد:
إليكَ يا قطعةً من كبدِي.

أصبحتُ أَعدُّ السّاعاتِ والأَيامَ بعدَ أن أَوْدعتُ أولَى رسائلِي إليكَ، أُشعلُ فَتائِل صَغيرة فِي غيباتِ قلْبِي أملاً فِي رُؤيةِ مظروفٍ يضمُّ اِسمينَا.

لِمَ تحرمنِي؟ أوَ لَستَ تدركُ أنّ فُراقَ الأحرفِ مُؤذٍ لِلعينينِ؟!
أعدتُ الرّسالة الأولَى وجعلتهَا في رفقةِ الحَالية، لظنِّي أَنّ الرّياحَ انتشلتهَا من بينِ حِضنك، رياحُ الغَضبِ الّتِي ستجعلكَ تخترقُ الوَرقَ بدَمعكَ الكَثيفِ حتَّى قبلَ أن تخترق أحرفِي قلبكَ العَنيد.

ومعَ كلّ ذلكَ لن أرفعَ أعلامِي البَيضاء أبدًا! بلْ سَأبعثُ إليكَ بِحُروفٍ ملطّخة باكية؛ لعلّهَا تشدُّ أوتار العواطفَ لديكَ فَتضمنِي بكَلماتٍ.

أمّك المتوَجّعة منكَ.

16 من نيسان.

كيفَ كان؟


بقلم الآنسة ثلج.

إِليكَ ابنِي الحبيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن