الرّسالة الثّالثّة

202 49 68
                                    


إِلَى أمّي:
وعليكم السّلام ورَحمة الله تعالى.

اِرجعِي!
أَستحْلَفكِ بالله أن ترجعِي، لِيرجعَ كلُّ جميلٍ، ليهدَأ الهَائِجُ من المَشاعرِ، وَلِيُجبرَ المَكسورُ من ذاتِي.

كيفَ لكِ أن تطلُبِي منّي عَدَم لومكِ؟ أنّى لكِ تركُنَا وكأننَا شيءٌ يُستغنَى عنهُ أو يُعوَّض؟ بل كيفَ هانَ عليكِ تركُ طفليكِ وأَصغرهمَا أخرجَ أحرفًا سليمَةً فقط بالأمسِ؟

أتذكرينَ كمْ كنتُ أَصُبُّ عَليهِ جُرعاتٍ من المقتِ؛ لكونهِ أخذَ مِنْ مظهركِ، ملامحكِ، ابتسامتكِ، وحتّى خُصلاتكِ اليَانعة وبريقَ عينيكِ! ثمّ ناصفنِي حُبّكِ.

لكنّ فِعلتكِ جعلت قلبِي يضمهُ فِي رثاءٍ؛ فقد طُويتْ صَفحتكِ من سجلِ حَياتهِ الّذي لمْ يُفتح حتّى!

وأنَا أيضًا أوَ لستُ طفلاً؟ أَنا لم أكتفِ منكِ ولَن أكتفِي! وَآسفٌ لجرحكِ بهذه الكلمات ولكنكِ صفعتِي فؤادي برحيلكِ.

أنتِ رغم حنانكِ لَقَاسية.

أستحلفكِ بالله!... عُودِي.

ابنك المشتاقُ.

18 من نيسان.

كيفَ كانَ؟

هذَا العمل مُقتبس من أحد أعمالي الرّوائية القديمة "لمَاذا تَركتنا!" لذا هناك تشابهٌ في المجريات ولكن لا يُشترط أن ننتهي نفس النهاية هنا.

لاَ إله إلا أنتَ سُبحانك إنّي كنتُ من الظالمين.


بقلم الآنسة ثلج.

🎉 لقد انتهيت من قراءة إِليكَ ابنِي الحبيب 🎉
إِليكَ ابنِي الحبيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن