تقدير الذات

146 33 26
                                    

السلام عليكِ مولاتي.

قبل أن نبدأ مرافعتنا لهذا الشهر، اسمحي لي أن أُقَدِمُ لكِ المحامي الفكري الذي استحق أن يأخذ وسام المُحرر الفكري لقضية الشرف، البارعة NehalAbdElWahed
  مُبارك يا ثمينة!

أما مُحامينا الأعزاء الذي لم يؤهلوا لوسام المُحررين.. فلا نريدُ منكم أن تبتئسوا؛ نحنُ هنا ندافع عن قضايا سامية مؤثرة في المجتمع، لذا ليكن تركيزك منصبّا نحو الهدف السامي.
استمر بمرافعاتك القيمة؛ قد تكون مُحررنا القادم!

.

.

.

في كثيرٍ من الأحيان، قد لا يكون عدوك متمثلا ببشري آخر، أو حيوان، أو حتى كيان لا مرئي كالشياطين... بل قد يكون نفسك.

في مرافعتنا لهذا الشهر، سنتحدث عن المرأة حينما تكون العدو الأول لنفسها، والقاتل الأشرس لكيانها المُقدس.

قال سبحانه وتعالى في آياتٍ كريمة، نبدأ بالقرآن: ﴿ ... وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ... ﴾ [ البقرة 228 ]

وجاء في كتابات بولس: «ولا فَرقَ الآنَ بَينَ رَجُل وا‏مرأةٍ، فأنتُم كُلُّكُم واحدٌ في المَسيحِ يَسوعَ» [ غل 3\28 ]

أما في الديانة اليهودية: يقول الحاخام بيريز بن إيليا: «لقد سُمعت صرخات البنات اليهوديات بسبب الرجال الذين رفعوا أيديهم ليضربوا زوجاتهم.» ثم يكمل ويقول متعجبًا: «ولكن من الذي أعطى للزوج الإذن لضرب زوجته؟». ويقول الحاخام مائير من روتنبيرج: «إن ضرب الزوجات هو من تصرفات الوثنيين، ولكن الله يمنعنا من فعل ذلك، ومن يفعل ذلك يعاقب بالطرد من المجتمع اليهودي والضرب.» وحكم نفس الحاخام بحق الزوجة التي يسئ زوجها معاملتها ويضربها في اللجوء إلى المحكمة الحاخامية لإجبار الزوج على تطليقها، وعلى دفع غرامة مالية.

أما إن لم تكن مؤمنًا بأي ممّا ذكرته أعلاه، يؤكد الإعلان التاريخي، الذي اعتمدته الجمعية العامة في 10 كانون الأول/نوفمبر 1948، من جديد على أنه: «يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق» وأن «لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، ... أو المولد، أو أي وضع آخر.»

سهمي هذه المرة ليس موجهًا ناحية أحد غيركِ عزيزتي، فإن كنتِ تعتقدين أن الحديث سيصيب المجتمع ويرمي اللوم عليه؟ المعذرة لن أفعل ذلك؛ لن أجاملكِ، ما ذنبكِ؟ في الواقع ما تعيشينه من مذلةٍ في حياتكِ ليس إلا من عمل يديكِ. المجتمع أقوى منكِ؟ أُجبرتِ على ذلك بسبب أهلكِ؟ تحرري من هذه القيود حبيبتي؛ فرب السماوات لا يرزقكِ السوء أبدًا، كل ما يحصل معكِ هو منكِ. لا تؤمنين بالله؟ ألا تؤمنين بالطبيعة الأم؟ أمكِ لن تعاقبكِ إن لم تكوني تستحقي ذلك.

تحرر فكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن