وقفت فيروز أمامه رغم قصر قامتها بالنسبة لطوله الفارع: ممكن تقولي ازاي أهلي موصلوش لحد الأن.
قال وهو يجلس علىٰ الأريكة ليرتدي حذاءه: في حد عطل فرامل عربية إبراهيم وخالد كلمني وقال إن العربية انقلبت وال كانوا في العربية كلهم لسه مفقاوش.
أغمضت عينها: أنت بتكلم بجد.
ليخرج وهي تلحق به: أكيد يا فيروز مش بهزر.
فتح باب سيارته وقاطعه صوت أمه نوال: هنيجي وراك أبوك بيبلغ البوليس.
ركبت بجانبه: ماجد الحيوان هو السبب، وأنتَ فيها إيه لو كنت طلقت.
شدد قبضته وهو يقود: مش هطلق، علشان أنا متنيل علىٰ عيني وبحبك، وبدل ما أنتي نازلة زن علىٰ دماغي، ادعي يفقوا، ونطمن عليهم.
اتسعت عيناها، أيعقل أن أحد من عائلتها في خطر؟ هل مصابون؟ وماذا عن خلود وهند؟ :بسرعة يا مروان، هو قال مين ال كان في العربية، يعني بابا أو ماما أو خالد وسما وهند وخلود.
اتجه بنظره نحوها بغضب مشتعل ولكن تحولت ملامحه إلىٰ اللين كنبرة صوته: فيروزتي بلاش عياط، دموعك دي غالية عليا، إن شاء الله هما هيكونوا بخير.
غَطت وجهها بكفيها وبعد دقائق كانت السيارة تقف أمام المستشفي، كان عز يقف بإنتظارهم: تعالوا يلا.
كان جسدها يرتجف: لو س سم سمحت مين ال تعبان.
بلل شفتيه: بصراحة، الست أسماء ربنا يرحمها، والأستاذ عزت ربنا يرحمه، خالد صاحبي عمل ٣ عمليات ولسه مصحيش، الباقي بخير.
كادت أن تقع أرضًا ولكن يد مروان لحقت بها لتصرخ بأسي وبنبرة يتغلب عليها الحزن: ماما يا مروان، لا وبابا، أنا عايزاهم، هعيش من غيرهم ازاى، دي ماما هي الدنيا عندي، هعيش من غير دنيتي ازاى، ااااااه يا بابا، أنا أسفه يا حبيبي، ياريتني سمعت الكلام، مكنش دا حصل.
ظهر خالد عزت، يبدو عليه الحزن الشديد، الآلآم ينكمش علىٰ ملامحه، اقترب من فيروز وفورًا كانت تبكي بحرقة بين أحضانه: هششششش، كفاية يا فيروز، لازم تبقي أقوي علشان سما، فيروز سما بتعيط جامد، ومينفعش أنا وأنتي نبقي ضعاف للحظة" هُناك أوقات نَمر بها، غَير مسموح لنا بالبكاء فيها، ولا بالبوح عَن ما يلحق بقلوبنا مِن آذي، تُجبرنا الحياة علىٰ ارتداء قناع القوة.هايدي عطية"
قالت بين بكائها: هعيش من غيرهم ازاى، مش هسمع ضحكة ماما تاني، وبابا مش هكوي ليه هدوم، مش هنجمع علىٰ السفره تاني. همس في أذنها فيروز سما جاية مع خلود.
وقفت معتدلة، أغمضت عينها تحاول إخفاء ذلك الضعف الذي يشع منها، كم ترغب في البكاء في حضن تلك الصغيرة سما، كانت سما تقترب منها بخطوات، وقفت أمامها ووضعت رأسها أرضًا: أنا مش عايزة بابا وماما يموتوا يا فيروز.
شهقت بحرقة، وجلست علىٰ ركبتيها، لتصبح في نفس مستوي سما، وبدون أي كلمات أخذتها في أحضانها: متخافيش يا سما، أنا هنا ومعاكِ، وهفضل معاكِ مش هسيبك خالص، أنا مش عايزاكِ تعيطي أنتِ عارفة أني مقدرشي أشوفك زعلانة، وربنا هو ال خلقنا، واحنا بنرجع ليه، ولما نموت هنشوفهم في الجنة إن شاء الله.
لتقول سما في نبرة حزن: إن شاء الله.
بعد ساعات، كان قد تم فيها دفن الجثتين، ونجحت عملية خالد، وكانت هند مصابة بإصابات طفيفة، عادوا إلىٰ المنزل، وبعد إصرار مروان علىٰ موقفة، وأن فيروز زوجته ويجب أن تكون في بيته، دلفوا جميعًا داخل القصر، ليقترب منها بهجت، واضعًا يده علىٰ كتفها: بصي يا فيروز، أنتِ مرات مروان، يعني أنتِ بنتي، زيك زي نيرة، ولو حد يا بنتي ضايقك قوليلي، وأنا هنا أبوكِ، ومعاكِ في أي شيء، ونوال قلبها طيب.
قاطعته نوال وهي تأخذها في حضنها: عيطي وخرجي ال جواكِ.
لتوجه نظرها إلىٰ نيرة: خدي البنوتة دي تنام معاكِ، وأنت يا مروان عرف خالد مكان أوضته.
ليردف مروان في سرعة: سيبي فيروز تنام في أوضتي.
: يا ابني فيروز تعبانة، وهتنام في أوضتي، متخافش عليها، أنا هعرف اخفف عنها، خلي بالك أنت من أخواتها.
كان خالد يسير خلفه: خالد دي أوضتك، ولو احتاجت أي حاجة مني أنا جمبك هنا، وربنا يهون عليك الشدة دي يا اخويا.
ربط خالد علىٰ كتفه: ابن أصول يا مروان، أنا مطمن علىٰ فيروز معاك.
أتاهم صوت سما: أنا عايزة أنام مع خالد.
نظرت نيرة نحو مروان: مش راضية تنام معايا.
ابتسم لها مروان في حنو بالغ كم تشبه فيروزته وحملها علىٰ ذراعه: ممكن تنامي معايا، لأن خالد تعبان شويه.
هزت رأسها في موافقة، واتجه كل منه إلىٰ غرفته، كانت نوال تخفف عن فيروز، أما خالد فكانت خلود هي السند له ومصدر قوته، وفي غرفة مروان أستطاع أن يجعلها تنام، وخرج يقف أمام غرفة والدته خوفًا علىٰ فيروزته.
بعد ليلة كانت أسوأ في حياة فيروز، خالد، رغم كُل المحيطين بهم إلا أن شعور فقدان الأب والأم لا كلمات توصفه، لا شيء يجعل مَن حولنا أن يفهموا شعورنا كأن حقنا مِن الحياة قد سُلب، وكأنك فقدت الجزء الذي يجعلك تحيا، فتغدو ميتًا.
فتحت نوال باب الغرفة: مروان قاعد كدا ليه.
اعتدل في جلسته: فيروز عاملة إيه.
ابتسمت أمه ابتسامة صغيرة: منمتش طول الليل، بس أحسن بكتير، هروح أنا أجهزلكم الفطار بدل الخدم، وأنتَ حاول معاها يمكن تهدىٰ.
سَعل في خفة، لتوجه نظرها نحوه: تعال.
دخل وأغلق الباب خلفه عقد ذراعيه أمام صدره: ماجد اتقبض عليه، وأوراقه هتتحول للمفتي، وحق أهلك هيرجع.
نظرت له والدموع تملأ عينها: بس هما مش هيرجعوا.
اقترب منها بدون أن يلفظ أي كلمة قام بأخذها بين أحضانه: مش هعرف أقولك متزعليش، لأني حاسس بيكِ، بس أقدر اقدملك حضني يخفف عنك، وكمان أوعدك أني أسعدك طول ما أنا عايش.
قالت بين شهقات بكائها: شكرًا أنك واقف جمبي.
أمسك ذراعها يبعدها عَن أحضانه: لا اشكريني بطريقة تانية.
رفعت رأسها لتتقابل أعينهم: أي هيا.
أمسك بيدها ووضع ذراعها علىٰ كتفها: تعالي افطري بقا.
: مش قادرة مليش نفس.
: فيروز علشان خاطر سما وخالد، وياريت تتصلي بخلود تيجي مع خالد، علشان تقنعه يأكل لاني روحتله ورفض.
: حاضر.
قَرص خدودها في مشاكسه: فيروزتي أشطر بنوتة.
وتحولت عيناها إلىٰ بركان: مروووااااان بكره أي حد يمسك خدودي يا حيوااان.هايدي عطية.
🚶🚶🚶شوفتوا أنا زعلانة منكم ازاى ومخصامكم كمان، وهمشي وأسيبكم يا وحشين، والبارت قصير عقابا ليكم 😡💔😭
أنت تقرأ
فيروزة مروان(مكتملة)
Romanceالعِشق تَملك، يرفض كل الطرفين فيه أن يقترب أحد من معشقوه، والغرور قد يكون مثيرًا، إن عَشق الرجل إمرأة بلسان حاد فليذهب غروره الجحيم، فستكون هي الكاسر الوحيد لغروره، ويكون هو راضٍ بكل ذلات لسانها، فالعاشق مهما وصل غروره وبروده إلا إنه أمام من يحب لا...