كانت وصيتها رسالة

18 5 3
                                    

ظننت أن أمرها مريب لذلك إستغرق تحقيقي خمست أيام، و ما إكتشفته هو [السلطان] الذي سيقتلها بعد غد.

درست حول المرض و رأيت بعض التعليقات تقول:إحذرو من أسباب المرض فبسببه لم تبتسم إبنتي منذ مرضت.

و شعرت برغبة في أن أكشف غموض الكلمة، فبحثت عنها بالخفاء، و ذلك كان طريقة تعبير المرء عن شعور السعادة.

تذكرت أنه يوم سمحت لي برأية محيط المنزل، أحسست بتجاعيد حول عيني و ثقبتان في خداي(غمازات)، سألت أمي إن كنت أصبحت عجوزا، لاكنها أجابتني :"لأنك سعيدة".
توقفت عن التفكير بالأمر، لاكني أعود إله اليوم.

ليلتها ككل ليلة تزور أمي غرفتي كي تتأكد من جدول دراستي للغد، كانت مبتسمة، قالت:الغد سيكون مختلف عن كل ما فعلته في حياتك سترتادين مدرسة و سأدعك تشترين من الخارج بنفسك، و إن كنت قد سافرتُ يوما، فأنت تعلمين كيف تطبخين و تديرين مدخولك اليومي، و اختلطي مع الناس جيدا من الآن.
عندما كانت خارجة سألتها :كيف تبتسمين تعبيرا عن السعادة و أنت ميتة بعد غد؟
أجابت مبتسمة:لا يكتشف عالم الآثار أي تحف قبل دخوله مكان التنقيب.
قالت أن الأسرار تكشف في وقتها، و عندما أعلم السر سأطبقه.

إرتديت كمامة قبل ذهابي، كان لأني لم أكتشف بعد ماهية حركة الشفاه. بذلت جهدي مبتعدة عن الناس حتى لا يسألوني عن عدم ابتسامي، لأني لا أعلم ماهية تلك التعابير و أكبر مخاوفي هو جهلي بشيءٍ ما.

عندما عدت كانت أمي جالسة على كرسي مكتبي لا تتحرك، نظرت إلى وجهها فوجدتها تطبق أكبر سر في حياتي على وجهها. قست نبضات قلبها من رقبتها، لأجدها ميتة.

شعرت باليأس قليلا لاكني تفهمت أن كل الناس تموت، و أن وضعي الأصلي هو يتيمة منذ زمن، فربما كانت عائلتها تحزن، لأنها لا تملك أرقامهم، في لا تملك أي رقم في هاتفها على أية حال.
لحظت بيدها ورقة كتب عليها:

{لا أعتبر هذه وصية أو ما شابه، بل هي رسالة لالشخص الذي لم أتخلى عن الحياة من أجل رأية يكبر.
سأجيب صغيرتي ميراي عن تسائلها، سألتني من قبل كيف أبتسم و أنا أتأم. أحيانا عليك إن تختبئي تحت إبتسامة حتى لا يظنو أنك لست بخير. لأنك إن لم تفعلي سيظن الناس أنك كئيبة و تتظاهرين بالتعاسة.
لذلك زيفت تعابير وجهي من أجل ألا تكرهيني في يومي الأخير في العالم. و كأي أودعك بتلك الحركة التي يحب الجميع رأيتها.
أما بالنسبة لمرضي فقد كنت صاحبته منذ عمرك. لاكني كنت أتعرض للتنمر بسببه، أردت لو أملك حياة ثانية أعيشها في المنزل فقط.
لاكني يوم فكرت الإنتحار... رأيت أماً تبعد إبنتها عن الطريق و تقول "لاتكرر خطئي و تلعبي أمام السيارات فقد تألمت ماما من صدمة سيارة سببت لها وقوفاً على خيط الموت"
و فكرت أنه يبكنني أن أدع إبنتي تعيش أفضل مني، لذلك وضعت ذلك سببي و واصلت الحياة من أجل مستقبلك.
و هاأنا الآن أضعه على عاتكي كما وضع على عاتقي قبل عشرين سنة من هذا الوقت.
عيشي حياتك}
(و على أحد زوايا الورقة)
" لا شيء يكتسب إلى بالتدريب✨💪"

خرجت من وجهي لا إراديا دموع و إبتسامة حقيقية، قلت حان الوقت لتغيير حياتي، وضعت كل مجهودي أمام المرآة أشد عضلات وجهي كلها. حتى أتقنت الإبتسامة كأنها حقيقية.

عبوس في الخفاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن