〔 الفصلـ الثانيـ 〕

268 48 217
                                    

هرب الفتى من غضب والده ودخل غرفته ينادي بأعلى صوته باكياً يطلب نجدة مَن ؟

نجدة بيندي !

لكن اليأس سيطر عليه فجثى أرضاً محطماً وبينما يذرف دموعه في صمت توهجت غرفته فجأة بضوءٍ أبيض اللون يتنير غرفته كالقمر في عتمة الليل ..

وقف جايبي من مكانه واتجه نحو النافذة وهو يشاهد بتركيز ذلك الظل الصغير يتحرك وينبع من حوله او بداخله معزوفة بيانو هادئة ولطيفة ..

لم تتوقغ دموعه عن النزول على خديه المحمرتين ولا هو يستطيع التحكم في نفسه ..

وما أن مد يده لستار النافذة وأزاله حتى يجده بيندي اللطيف يرقص رقصته الظريفة بابتسامته العريضة..

لكن كيف سأصف دهشة جايبي ؟ أو تلك الفرحة الكبيرة التي أشعت كالوميض داخل عيناه البراقتين !

لم تتوقف الموسيقى وكأن هناك عازف خفي، وبينما يحدث ذلك قال بيندي بصوتٍ يعلوه الصدى :

-لكل جرحٍ ترياق .. ولكل مشكلةٍ حل .. ولكل دموعٍ يد تمسحها .. فتمنى أمنيةً وسأنقذك !

جلس جايبي مطيعاً أرضاً مسكاً بكلتى يديه وبصوتٍ مليء بالإحباط والإنهيار قال :

- اتمنى الهرب من ضرب ابي وصرخات امي والوحدة والحزن ! اتمنى.. أتمنى ان يزول كل هذا وأحصل على نتائج ممتازة !!

مدى بيندي يده من وسط ذلك الضوء الذي لم ينتهي بعد ووضع يده على رأس جايبي ثم قال :

-أوجاع تتمنى أن تزول .. وقلب يحتاج الرحمة ..

أحس جايبي بتسرب الطمئنينة من يد بيندي والنعاس بعد تلك العبارة فأغمض عيناه وتنهد، عندها أختفى كل ماحدث كمن يعيد الشريط بسرعةٍ إلى الخلف ليعدله.





















صحى جايبي صباحاً عند حلول السادسة والربع فوجد نفسه في سريره لكنه شعر بالحيرة، أكان يحلم بما رآه فقط أم أنها معجزة ؟

فأول ما رمى عيناه عليه ليتأكد هو مكتبه الدراسي وقد كان مرتباً عكس ما كان عليه سابقاً، عندها ازال جايبي الغطاء من عليه ووقف من مكانه بملابس نومه الزرقاء واتجه لمكتبه دون ان ينتبه على ما يوجد خلفه

فتح جايبي درج مكتبه فوجد كل رسوماته كما هي ودروسه مرتبة وواجبته مكتوبة

كان يتفحص كل شيء بسرعة من الدهشة التي فيه، فاذ به يلتفت خلفه فجأة حتى يجد بيندي نائماً خلفه في سريره وقد كان قصير القامة طوله بطول كرسي وواقعي جداً كأنه قادم من أفلام الأبعاد الثلاثة وليس مسلسلاً كارتونياً للأطفال

دعك جايبي عيناه مرتان ولم يصدق اعتقد انه حلم من احلامه اليومية فراح يقرص ذراعه حينها تألم فتأكد أنه ليس حلماً وراح يقترب شيئاً فشيئاً إلى بيندي ثم مد يده محاولاً لمسه وما أن كاد حتى ينط بيندي بخفة عالياً من سرير جايبي إلى الأرض قائلاً :

بيندي أنقذني ! || BENDY SAVE ME !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن